العدد 173 -

السنة الخامسة عشرة جمادى الآخرة 1422هـ – أيلول 2001م

وفـوقَ هاماتِهـا سَـيفٌ وقـرآنُ

السَّيْفُ وَالرُّمْحُ لِلْعَلْيَاءِ عُنْوَانُ
تَأَلَّقَتْ في سَمَاءِ الـمَجْدِ أَنْجُمُهَا
وَدَعْوَةُ الـحَقِّ نَادَتْ فَاسْتَجَابَ لَهَا
لَبَّيْكِ فَالـمَالُ وَالأَرْوَاحُ نَبْذِلُهَا
إِنْ تَنْصُرُوا اللّـهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُخْزِهِمُ
هذِي حَقَائِقُ في التَّنْـزِيلِ مُثْبَتَةٌ
وَالـخَيْلُ مَعْكُوفَةٌ لِلْحَرْبِ نَاظِرَةٌ
تَأْتِي إِلى عَرَصَاتِ الكُفْرِ تَقْحَمُهَا
أَوْ يَرْفَعُوا رَايَةَ التَّسْلِيمِ صَاغِرَةً
أَوْ يُسْلِمُوا فَيَحُوزُوا الـخَيْرَ أَجْمَعَهُ
لاَ فَرْقَ: فَالنّاسُ إِخْوَانٌ سَوَاسِيَةٌ
إِنَّ العَقِيدَةَ وَالإِيمانَ يَجْمَعُهُمْ
لاَ فَضْلَ إِلاَّ بِتَقْوَى اللّـهِ فَاْسْتَبِقُوا
بِالـحَقِّ تَعْلُو لأَهْلِ الـحَقِّ مَنْـزِلَةٌ
وَالـمُبْطِلُونَ وَإِنْ كَانُوا أَبَاطِرَةً
الـحَقُّ أَبْلَجُ لكِنْ أَيْنَ صَاحِبُهُ ؟
أَمْ هَلْ نَنَامُ بِلَيْلٍ لاَ صَبَاحَ لَهُ ؟
قَدْ ضَيَّعُونَا وَضَاعَ الـحَقُّ وَانْتَهَجُوا
وَسَهَّلُوا لِدُخُولِ القَوْمِ سَاحَتَنَا
قَدْ صَافَحُوهُمْ وَأَمْضَوْا بَيْنَهُمْ كُتُباً
وَأَعْلَنُوهَا مَعَ الإِعْلاَمِ سَافِرَةً
وَكَيْفَ يَغْدُو عَلَى نَقْصٍ يُلِمُّ بِهِ
فَهَلْ سَمِعْتُمْ بِأَنَّ الفُلْكَ يُغْرِقُهَا
وَهَلْ سَمِعْتُمْ بِأَنَّ القَائِمِينَ عَلَى
أَيْنَ الـجُيُوشُ التي ضَاقَ الفَسِيحُ بِهَا
يَثُورُ في النَّفْسِ عِنْدَ البَأْسِ سَاكِنُهَا
تَهِيجُ عَاصِفَةٌ يَشْتَدُّ لاَهِبُهَا
نَادَى الـمُنَادِي هَلُمُّوا لِلْجِهَادِ ضُحىً
وَيَنْبَرِي لِدُرُوعِ القَوْمِ إِنْ زَحَفَتْ
وَيَقْصِدُونَ الـمَنَايَا في مَوَاطِنِهَا
آجَالُهُمْ في كِتَابِ الغَيْبِ مُثْبَتَةٌ
يَشُدُّهُمْ إِنْ دَعَا الدّاعِي لِمُعْتَرَكٍ
مَآثِرٌ بِمِدَادِ الـمَجْدِ قَدْ كُتِبَتْ
بِالقَادِسِيَّةِ وَاليَرْمُوكِ قَدْ وُصِلَتْ
وَيَوْمَ حِطِّينَ قَدْ كَانُوا الأَعَزَّ بِهِ
سِهَامُنَا في سَبِيلِ اللّـهِ لَوْ رُمِيَتْ
تَنْقَضُّ كَالشُّهْبِ قَدْ ضَاءَتْ بَوَارِقُهَا
وَتَفْلُقُ الـهَامَ أَوْ تَفْرِي الشُّوَى وَبِهَا
قَدْ ثـَمَّـنُوا لِذَوِي الأَقْصَى مَوَاقِفَهُمْ
أَرْضٌ مُبَارَكَةٌ مِنْ حَوْلِ مَسْجِدِهَا
غَداً سَيَأْتِي أَمِيرُ الـمُؤْمِنِينَ وَقَدْ
وَلِلْمَهَابَةِ هَالاَتٌ تُحِيطُ بِهِ
جُنْدٌ تُحِيطُ بِهِ في الرَّوْعِ لَيْسَ لَهُمْ
وَيَحْكُمُونَ بِشَرْعِ اللّـهِ لَيْسَ لَهُمْ
وَيَعْكُفُونَ عَلَى التَّسْبِيحِ لَيْلَهُمُ
وَيُنْفِقُونَ وَمَا تَدْرِي شَمَائِلُهُمْ
بِــهِ تَـعُـــودُ بِــلاَدُ الـمُـسْــلِـمِـينَ إِلى
وَمَغْرِبِيُّونَ إِفْرَنْجٌ وَأَنْدَلُسٌ
يُعِيدُ لُحْمَتَهَا تَشْتَدُّ شَوْكَتُهَا
وَيَبْسُطُ الأَمْنَ حَتّى لاَ يَخَافَ عَلَى
وَنَنْتَهِي مِنْ حُدُوٍد خَطَّهَا نَفَرٌ
وَيَصْدُقُ الوَعْدُ في رُومُا فَنَفْتَحُهَا
لَتَشْفَيَنَّ صُدُورُ الـمُؤْمِنِينَ بِهَا
وَثَمَّةَ القُدْسُ لِلإِسْلاَمِ عَاصِمَةٌ
فَالسَّيْفُ نَقْصِمُ ظَهْرَ الـمُعْتَدِينَ بِهِ
وَفي الكِتَابِ نُصُوصٌ في دَلاَلَتِهَا
وَيَظْهَرُ الدِّينُ يَغْشَى الأَرْضَ قَاطِبَةً
كَالغَيْثِ تَحْيَا بِهِ مِنْ بَعْدِ مَوْتَتِهَا
قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الرَّحْمنُ مَا عَمِلَتْ
تَحْيَوْنَ في هذِهِ الدُّنْيَا بِعِزَّتِكُمْ

وَسَاحَةُ الـمَجْدِ لِلْفُرْسَانِ مَيْدَانُ
وَحَلَّقَتْ في الفَضَاءِ الرَّحْبِ عِقْبَانُ
مِنْ خِيرَةِ النَّاسِ فِتْيَانٌ وَشُبَّانُ
حَتَّى يُقَامَ لِهذا الدِّينِ سُلْطَانُ
يَغْشَاهُمُ في سَوَادِ اللَّيْلِ طُوفَانُ
بِالصِّدْقِ أَنْبَأَنَا وَحْيٌ وَفُرْقَانُ
وَيَمْتَطِي مَتْنَهَا في الرَّوْعِ فُرْسانُ
كَأَنَّهُمْ في رَبِيعِ العُمْرِ مَا كَانُوا
نُفُوسُهُمْ وَبِهِمْ ذُلٌّ وَخِذْلاَنُ
وَثُمَّ يَعْلُو لَهُمْ بَيْنَ الوَرَى شَانُ
عُرْبٌ وَتُرْكٌ وَأَكْرَادٌ وَشِيشَانُ
فَلاَ يُفَرِّقُهُمْ عِرْقٌ وَأَلْوَانُ
طَرَائِقَ الـخَيْرِ، كَمْ لِلْبِرِّ أَعْوَانُ
فِعَالُهُمْ فَوْقَ هَامِ الدَّهْرِ تِيجَانُ
فَلَيْسَ يَنْفَعُهُمْ بَغْيٌ وَطُغْيَانُ
هَلْ ضَيَّعَتْنَا مَتَاهَاتٌ وَوِدْيَانُ ؟
أَمْ هَلْ وُلاَةُ أُمُورِ النَّاسِ قَدْ هَانُوا ؟
نَهْجاً يُغَلِّفُهُ زُورٌ وَبُهْتَانُ
وَقَادَهُمْ في طَرِيقِ الغَدْرِ شَيْطَانُ
مِدَادُهَا لِسِمَاتِ الذُّلِّ بُرْهَانُ
وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّ النَّاسَ عِمْيَانُ
مُشَرِّعاً لِبَنِي الإِنْسَانِ إِنْسَانُ ؟
في لُجَّةِ اليَمِّ، إِنْ مَا هَاجَ، رُبَّانُ ؟
حِمَايَةِ القُدْسِ بَاعُوهَا وَقَدْ خَانُوا ؟
وَالـجَوُّ يَمْلأُ مِنْهُ الأُفْقَ عِقْبَانُ
كَمَا يَثُورُ بِبَطْنِ الأَرْضِ بُرْكَانُ
كَمَا يَهِيجُ لِقَصْفِ الرِّيحِ نِيرَانُ
فَلِلشَّهَادَةِ جَنَّاتٌ وَرَيْحَانُ
وَبِالـحِجَارَةِ أَطْفَالٌ وَفِتْيَانُ
كَمَا تَقَصَّدَ وِرْدَ الماءِ ظَمْآنُ
لاَ مِنْ مَزِيدٍ وَلاَ فِيهِنَّ نُقْصَانُ
كَمَا يَشُدُّ رَؤُومَ الطِّفْلِ تَحْنَانُ
تَنَاقَلَتْهَا مَعَ الأَيَّامِ رُكْبَانُ
أَيَّامُهُمْ وَطوَى التَّارِيخَ أَزْمَانُ
وَحُطِّمَتْ مِنْ رُمُوزِ الكُفْرِ صُلْبَانُ
تَطَامَنَتْ مِنْ عُلُوجِ الرُّومِ أَذْقَانُ
تُزْجِي الـمَنَايَا وَيَغْشَى الكُفْرَ نُقْصَانُ
يُرَدُّ كَيْدُ ذَوِي كَيْدٍ وَعُدْوَانُ
هَـلْ لِلْحَـجَـارَةِ وَالأَطْـفَـالِ أَثـْمَـانُ ؟
يَشُوبُ تُرْبَتَهَا دُرٌّ وَعِقْيَانُ
تَوَطَّدَتْ بِانْتِشَارِ العَدْلِ أَرْكَانُ
وَبِالوَقَارِ وَحُسْنِ السَّمْتِ يَزْدَانُ
في سَاحَةِ الـمَوْتِ أَنْدَادٌ وَأَقْرَانُ
إِلاَّ الأَمَانَةَ مِقْيَاسٌ وَمِيزَانُ
كَأَنَّهُمْ في ظَلاَمِ اللَّيْلِ رُهْبَانُ
مَا قَدَّمَتْ عَنْهُمُ في السِّرِ أَيْمَانُ
ظِلِّ الخـِـلاَفَـةِ أَتْرَاكٌ وَسُودَانُ
وَمَشْرِقِيُّونَ قَفْقَاسٌ وَأَفْغَانُ
تُحِسُّ بِالرُّعْبِ أَمْرِيكَا وَيُونَانُ
أَغْنَامِهِمْ في أَقَاصِي البَرِّ رِعْيَانُ
مُسْتَعْمِرُونَ فَرَنْسِيسٌ بَرِيطَانُ
وَتَسْتَقِرُّ بِالاطْمِئْنَانِ بَلْقَانُ
وَتَغْمُرَنَّ بُيُوتَ الصِّرْبِ أَحْزَانُ
مِنْ فَوْقِ هَامَاتِهَا سَيْفٌ وَقُرْآنُ
وَلِلْجِهَادِ وَنَشْرِ الدِّينِ عُنْوَانُ
بِالاجْتِهَادِ عَلَى الأَحْكَامِ تِبْيَانُ
نُورٌ وَهَدْيٌ وَإِنْصَافٌ وَإِحْسانُ
أَرْضٌ مِهَادٌ وَآجَامٌ وَقِيعَانُ
أَيْدِيكُمُ وَجَزَاءُ الشُّكْرِ غُفْرَانُ
أَمَّا الـجَزَاءُ فَعِنْدَ اللّـهِ رِضْوَانُ q

                       الشاعر: فتحي سليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *