العدد 172 -

السنة الخامسة عشرة جمادى الأولى 1422هـ – آب2001 م

خانوا فلسـطـين حتى في التسـميات

   التلاعب بالألفاظ لتفريغها من محتواها أصبح ديدن السلطة والحكام للتضليل والخداع ظناً منهم أنها مع الزمن ستأخذ المعنى الذي يريدون.

   فكلمة «الجهاد» أصبحت عندهم تحركات ساخنة لتمهيد الطريق للتفاوض مع يهود، ومن بعدُ تحسين شروط المفاوضات، بدل أن يكون الجهاد قتلاً للعدو وقضاءً على كيانه وإعادة فلسطين التي اغتصبها إلى ديار الإسلام.

   لقد سبق أن وضعوا حداً في مؤتمرهم للجهاد كطريق لقتل العدو وهزيمته وتحرير البلاد والعباد من دنسه ورجسه، فألغوا الجهاد وخرقوا له أتباعاً وفروعاً تحتضن العدو وتواليه وتنحني له وتحييه.

   دماء المسلمين تسفك على أيدي دولة يهود مستعملة شتى صنوف الآلة العسكرية، وأسلحة المسلمين التي دفعوا أثمانها من لقمة عيشهم، هذه الأسلحة يكدسها الحكام في المخازن لا يخرجونها إلا للاستعراض وضرب الناس وقمعهم، غير عابئين بالدماء الزكية الطاهرة بل ومستغلينها في تفعيل التفاوض المذل المشئوم مع يهود، ويزعمون بعد ذلك أنهم مناضلون مجاهدون. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.

   أيضاً كلمة «المستوطنون» فيها تضليل تمارسه وسائل الإعلام العربية، فالغرب لا يزال ينظر إلى هؤلاء الناس بوصفهم سكاناً مدنيين يبحثون عن الأمن والأمان وسط الهيجان العربي، ولم يتجرأ الإعلام العربي أن يكشف أنهم مدربون ومسلحون بوصفهم جيشاً احتياطياً يلتحق بالمعركة حين استدعاء الاحتياط، بل هم ميليشيا يهودية أو «جيش شعبي» كما يسمى في بعض البلدان، فهم إذن ليسوا مدنيين أبرياء كما تقول بعض الفتاوى، وليسوا ضحايا «للإرهاب» كما يقول الإعلام الغربي، بل هم مصدر الإرهاب والقتل والإجرام، ومتعطشون لسفك الدماء غير اليهودية رغم جبنهم الشديد.

   إن التلاعب بالألفاظ لإرضاء يهود أصبح الصنعة والبضاعة عند السلطة والحكام، لكنها بضاعة خاسرة فاسدة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *