العدد 171 -

السنة الخامسة عشرة ربيع الثاني 1422هـ – تموز2001م

كلمة أخيرة: لو كان يهودياً

          قصة إبراهيم غوشة في مطار عمان ومحاولات النظامين القطري والأردني التنصّل منه ومن استضافته وهو يحمل جوازاً أردنياً هي أكبر دليل على أن الأنظمة العربية تسعى ليلاً ونهاراً، صيفاً وشتاءً لإرضاء اليهود الأنجاس.

          من حق الناس أن تسأل: لو كان غوشة يهودياً وصل إلى مطار عمان خطأً، أي ارتكب مخالفة قانونية فوصل إلى المطار متسللاً ومخالفاً شروط اتفاقية وادي عربة، هل كان سيعامله النظام الأردني بهذه الطريقة ؟

          وبالنسبة لقطر لو كان غوشة سائحاً يهودياً خالف شروط السياحة في قطر أو موظفاً في المكتب اليهودي في الدوحة (المغلق ـ المفتوح) هل كان النظام سيعامله بهذه الطريقة ؟

          الجواب هو كما يقول المثل: «على قلبهم أحلى من العسل» كل تصرفات اليهود ومخالفاتهم وجرائمهم. فكل وسائل إعلامهم حتى الآن لم تنطق بكلمة أو موقف يزعج اليهود إزعاجاً حقيقياً، بل تردد كلاماً يشبه ما تردده أطراف المعارضة داخل المجتمع اليهودي نفسه. ولا تجرؤ وسيلة إعلامية واحدة من وسائل إعلام الأنظمة بأن تقول عن الدولة اليهودية بأنها دولة نازية، أو بأن اليهود يمارسون أبشع مما مارسته النازية (حسب اتهامهم هم للنازيين).

          وبالنسبة للعالم الغربي والشرقي لو حصل إيقاف ليهودي في مطار من مطارات العرب (الواسعة والمفتوحة للجواسيس اليهود) ماذا كان سيتصرف الإعلام اليهودي العالمي ؟ كنا سنسمع عبارات التنديد والشجب والاستنكار وتدخلات بوش وكوفي عنان ومجلس الأمن ومؤتمرات فيما يشبه مؤتمر شرم الشيخ، ثم يأتي كولن باول وجورج تينيت، ولجنة ميتشيل…الخ ويهددون بحرب تشتعل في المنطقة نتيجة تعنت بعض الأطراف، فحرصاً على السلام في المنطقة لا تقذفوا وردة على اليهود ولا تجرحوا يهودياً، ولا تجرحوا مشاعرهم، فهم شديدو الحساسية للكلام النابي، فلا توجهوا لهم كلاماً نابياً حتى لا تتهموا بمعاداة السامية، إياكم والكلام خارج الخطوط الحمراء، كونوا حضاريين مؤدبين تجاه أحفاد القردة والخنازير حتى لا تنـزعج منكم دول العالم المتحضر جداً الذي لا يرى سوى اليهود في هذه الكرة الأرضية. ولكن لن يدوم هذا الحال: (إن ربك لبالمرصاد)  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *