العدد 171 -

السنة الخامسة عشرة ربيع الثاني 1422هـ – تموز2001م

ماذا بعد انكشاف الأنظمة ؟!

  منذ قيام دولة إسرائيل والناس تقتات أخباراً ممجوجة وهزيلة ومقرفة، مصدرها إعلام الأنظمة المبرمج، قامت الأنظمة من خلاله بعملية «غسيل دماغ» فأقنعت الشعوب بأن «إسرائيل لا تقهر» وأنها تملك أسلحة نووية وبيولوجية لا قبل لهم بها، وأن إسرائيل تنوي توسيع حدودها من الفرات إلى النيل وعلينا تفويت الفرصة عليها بحيث لا نترك لها ذريعة للتوسع، يكفيها ما أخذته من أرض فلسطين، ولا نريد نبش اليهود فيتوسعوا لتحقيق حلم «إسرائيل الكبرى».

  وقالوا لشعوبهم «لن ننجر إلى معركة يحدد زمانها ومكانها العدو الصهيوني» وقالوا: «نسعى لتحقيق توازن استراتيجي مع العدو الصهيوني» وقالوا: «إذا تضايقت إسرائيل من قبل العرب فسوف تمدها أميركا بجسر جوي فوراً» وقالوا: «إسرائيل أقوى من العرب مجتمعين بما لديها من ترسانة عسكرية برية وبحرية وجوية».

  وجاءت الأيام لتكشف أن إسرائيل نمر من ورق وأنها انتصرت بالدعاية المزيفة، والتهويل، ومشاركة الأنظمة في تخويف شعوبها بإسرائيل، وبدا ذلك واضحاً من عدة مؤشرات ليس آخرها صواريخ الكاتيوشا والعبوات الناسفة في جنوب لبنان، ولا حجارة الأطفال في فلسطين.

  لا نريد الخوض في الخلفيات السياسية التي رافقت أو سبقت ذلك لأنها مفعمة بالمزايدات والمداخلات المحلية والإقليمية. لكننا نريد أن نعود بالذاكرة إلى الأيام المرعبة التي عاشها قطعان المستوطنين في شمال فلسطين «الجليل» خلال كل جولة من جولات الكاتيوشا (وهو من السلاح البسيط إذا ما قورن بالأسلحة الفتاكة التي تتسلح بها الجيوش العربية).

  كل الشعارات المضللة سقطت حينما انكشف واقع اليهود وجبنهم، خاصة وأن الأنباء تشير يومياً إلى هروب بعضهم إلى خارج فلسطين وهروب العديد من المستوطنين من الضفة وغزة إلى داخل فلسطين 1948م، ومن بقي منهم في المستعمرات لا يجرؤ على الخروج من جحره. كل ذلك سببه أعمال بسيطة ضد اليهود، فكيف إذا ما قامت حرب حقيقية على يد دولة مخلصة لله ولدين الله وفي سبيل الله ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *