العدد 171 -

السنة الخامسة عشرة ربيع الثاني 1422هـ – تموز2001م

إليكم … يا أهل القوة

دَمِي يُضَمِّخُ أَوْصَالِي وَأَشْلاَئِي
دَمِي يُطَهِّرُ أَثْوَابِي بِمَا دَفَقَتْ
دَمِي سَأَسْكُبُهُ، مَا إِنْ ضَنَنْتُ بِهِ
فَهكَذا وَلَدِي أَوْصَى، وَقَبْضَتُهُ
نَاجَى زَمِيلَيْهِ: «أُمِّي لاَ أَوَدُّ لَهَا
«قُولاَ لَهَا: إِنْ تَشَأْ لُقْيَا أَحِبَّتِهَا
عَشِقْتُ دِينِيَ وَ«الأَقْصَى» وَقُنْبُلَةً
عَشِقْتُ قَتْلَ يَهُودٍ… لاَ أُهَادِنُهُمْ
عَشِقْتُ تَكْذِيبَ «مِيثَاقٍ» وَ«مُؤْتَمَرٍ»

مِنْ لَيْلِ ضَعْفِي ـ أَنَا الأُنْثَى ـ اسْتَطَالَ ضُحىً
فَكَيْفَ يَسْكُتُ أَهْلُ السَّيْفِ عَنْ مَدَدِي ؟
أَيَرْتَدُونَ ثِيَابَ الْحَرْبِ خَالِيَةً
أَيَقْبَعُونَ بَدَبَّابَاتِهِمْ … صَدِئَتْ
أَيَرْسِمُونَ بِنَفَّاثَاتِهِمْ صُوَراً
أَيْنَ الْجُيُوشُ، جُيُوشُ العُرْبِ، تُسْعِفُنِي ؟
أَلَمْ تَفِضْ مُقْلَةٌ مِنْكُمْ عَلَى وَلَدِي ؟
أَلَمْ تَرَوْا مَسْجِدِي تُغْزَى دَعَائِمُهُ ؟

جُيُوشُنَا سُبَّةٌ، لاَ نَصْرَ تَنْسُجُهُ
لأَنَّكُمْ قَدْ رَضِيتُمْ قَهْرَ حَاكِمِكُمْ
لَطَالَمَا قَدْ حَرَسْتُمْ كَهْفَ طَاغِيَةٍ
أَمَا زَجَجْتُمْ أُسُودَ الدِّينِ في ظُلَمٍ
أَمَا حَفِظْتُمْ لإِسْرَائِيلَ رَاحَتَهَا

يَا قَادَةَ الْجُنْدِ … لاَ تَنْسَوْا هُوِيَّتَكُمْ
أَنْتُمْ رِجَالاَتُ دِينِ اللّـهِ، فَاحْتَمِلُوا
أَلَيْسَ فِيكُمْ فَتىً كَالسَّيْفِ مُمْتَشَقٍ
أَلَيْسَ فِيكُمْ (صَلاَحُ الدِّينِ) يَنْصُرُنِي
أَلَيْسَ فِيكُمْ ـ وَحَقِّ اللّـهِ ـ (عِكْرِمَةٌ)
أَلاَ يَقُضُّ سَرِيرَ النَّوْمِ (مُعْتَصِمٌ)

بَلَى … أَرَى دَمْعَةً فِي حُرِّ أَعْيُنِكُمْ
فِيكُمْ بَقَايَا مِنَ التَّارِيخِ أَعْشَقُهَا
فِيكُمْ تَبَاشِيرُ (أَنْصَارٍ) أَتُوقُ لَهَا
أَحْفَادَ (عُقْبَةَ) وَ(القَعْقَاعِ) لاَ تَرِدُوا
قُومُوا نُعِدْ عِزَّةً لِلأُمَّةِ اسْتُلِبَتْ
قُومُوا نُعِدْ دَوْلَةَ الإِسْلاَمِ تَحْضُنُنَا
يَا قَادَةَ الفَتْحِ فِي مُسْتَقْبَلٍ عَطِرٍ
فِي أُمَّتِي «ثُلَّةٌ» مَدَّتْ أَيَادِيَهَا
وَلْتَـنْتَظِـمْ «نُصـْرَةٌ» لِلّـهِ زَاحِـفَـةٌ
هَيَّا … الأَرَامِلُ وَالأَيْتَامُ شَاخِصَةٌ

مِنْ لَيْلِ ضَعْفِي ـ أَنَا الأُنْثَى ـ اسْتَطَالَ ضُحىً
سِيرِي إِلَيْنَا جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ غَداً
أَنْتُمْ رِجَالاَتُ هذا الدِّينِ فَانْتَصِرُوا

 

وَيَرْفَعُ العِطْرَ مَمْزُوجاً بِأَنْدَاءِ
مِنْهُ الْجِرَاحُ كَدَفْقِ النَّهْرِ بِالْمَاءِ
وَسَوْفَ أَرْمِي بِهِ هَامَاتِ أَعْدَائِي
تَضُمُّ مُصْحَفَهُ فِي الْمَعْقِلِ النَّائِي
ذُلَّ الدُّمُوعِ … وَهَلْ فِي النَّوْحِ إِرْضَائِي ؟»
فَفِي الشَّهَادَةِ جَمْعٌ لِلأَخِلاَّءِ»
تُفَجِّرُ الرُّعْبَ فِي مَوْتَى وَأَحْيَاءِ
وَلاَ أُفَاوِضُهُمْ مِثْلَ الأَذِلاَّءِ
وَكُلِّ «شَجْبٍ» وَ«دَعْمٍ» دُونَ إِبْطَاءِ

يُقَارِعُ البَغْيَ فِي بَأْسٍ وَبَأْسَاءِ
وَكَيْفَ يَرْضَوْنَ تَشْرِيدِي وَإِيذَائِي ؟
مِنْ طَيَّةٍ، لاحْتِفَالاَتٍ وَأَضْوَاءِ ؟
أَوِ اعْتَلاَهَا غُبَارٌ بَانَ لِلرَّائِي ؟
مِنَ الدُّخَانِ لَدَى اسْتِعْرَاضِ أَجْوَاءِ ؟
أَلَسْتُ مِنْكُمْ ؟ أَلَمْ تَبْكُوا لِبَلْوَائِي ؟
أَلَمْ تَرَوْا مَنْـزِلِي يَهْوِي كَشَمْطَاءِ ؟
وَالْهَيْكَل ُالْمُدَّعَى … نَارٌ بِأَحْشَائِي ؟

وَلاَ تَنَافُسَ فِي دُنْيَا الأَجِلاَّءِ
يَسُوقُكُمْ مِثْلَ سَوْقِ الإِبْلِ وَالشَّاءِ
وَصُنْتُمُ عَرْشَهُ مِنْ كَرِّ هَوْجَاءِ
لاَ خَيْرَ فِيهَا سِوَى تَخْرِيجِ «قُرَّاءِ» ؟
فَلاَ يَنَالُ يَهُوداً نَارُ مُسْتَاءِ ؟

لاَ تَدْفِنُوا خَيْرَكُمْ فِي بِئْرِ صَحْرَاءِ
أَمَانَةَ الدِّينِ فِي صُبْحٍ وَإِمْسَاءِ
فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، يَمْحُو زَحْفَ ظَلْمَاءِ ؟
يُهَدِّدُ البَغْيَ، إِيذَاناً بِإِجْلاَءِ
أَوْ (طَارِقٌ) فَيُلَبِّي بَعْضَ أَصْدَائِي ؟
يَهُزُّكُمْ وَيُنَادِي: «أَيْنَ أَبْنَائِي ؟»

وَأَسْمَعُ السُّخْطَ فِيكُمْ، رُغْمَ إِخْفَاءِ
فَمَنْ سَيُنْقِذُهَا مِنْ حَالِ إِغْمَاءِ ؟
فَمَنْ سَيُوقِظُهَا مِنْ طُولِ إِغْفَاءِ
مَوَارِدَ الْخَوْفِ، قُومُوا دُونَ إِرْجَاءِ
وَهَيْبَةً أُسْقِطَتْ مِنْ رَأْسِ عَلْيَاءِ
فِي كُلِّ رَابِيَةٍ … فِي كُلِّ بَيْدَاءِ
هَيَّا انْفُضُوا الذُّلَّ، هذا عَصْرُ إِحْيَاءِ
فَآزِرُوهَا بِأَشْبَالٍ أَشِدَّاءِ
إِلى العُرُوشِ لِيَفْنَى حُكْمُ أَهْوَاءِ
إِلَيْكُمُ، وَالثَّكَالَى … يَا أَشِقَّائِي

فَيَا أَخَا السَّيْفِ بَدِّدْ هَوْلَ أَرْزَائِي
لِتُرْجِعِي الْمَسْجِدَ الأَقْصَى بِإِيلْيَاءِ
لِدَوْلَةِ الْحَقِّ … أَنْتُمْ مُنْتَهَى دَائِي !!
q

                                                                                                      الشاعر: أيمن القادري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *