العدد 163 -

السنة الرابعة عشرة شعبان 1421هـ – تشرين الثاني 2000م

كلمة أخيرة: دولـة تتـلاشى في لحـظـات !!

          فوجئ الكثير من الناس بتلاشي كل مظاهر السلطة الخادعة التي يتظاهر بها جماعة السلطة الفلسطينية، ففي لحظات هددت إسرائيل بإخلاء مواقع السلطة تمهيداً لقصفها فامتثلت كل أجهزة السلطة وتم القصف، وقامت إسرائيل بأعمال أنهت دويلة السلطة في لحظات منها:

          «تقطيع الأوصال» وإقفال مطار غزة، ومنع رجال السلطة من السفر والانتقال الداخلي والخارجي باستثناء طائرة عرفات.  وعزلت المدن عن بعضها والقرى عن بعضها حتى إن العزل شمل الأحياء داخل المدينة الواحدة، ومُنع المصلون من التوجه إلى الأقصى وإلى الحرم الإبراهيمي، وقُطعت الكهرباء والمياه، وتوقفت بعض الإمدادات الغذائية.

          إن ما جرى خلال الحصار البري والجوي والبحري يدل على أن دولة عرفات المنتظرة إذا أُعلنت لن تكون أفضل مما هي عليه الآن في الضفة وغزة.  فدولة لا تملك سوى البندقية المحاصرة بالشروط التعجيزية لا تستطيع حماية مقرات السلطة ورجالها هي كذبة كبيرة.  وهي أعجز من أن تحمي رعاياها، أو حدودها من قطعان المستوطنين، أو حماية مطارها ومينائها البحري من أمر عسكري بإقفالها.  وهي دولة تعيش في جوف التمساح لا تملك حولاً ولا قوة.

          لماذا كل هذا الكذب والخداع عن وهم دولة يعشعش في أذهان المخدوعين ؟  إن جماعة السلطة يعيشون أحلام الزعامة والسلطة بطريقة خيالية ويظنون أنفسهم رجال سلطة ودولة يحاكون في تصرفاتهم نظراءهم في الدول القادرة على حماية نفسها في لحظة غضب السيد على عبده.

          إن أهل فلسطين لن يصدقوا أن الدولة التي يحلمون بها هي دولة مثل باقي الدول، فهذه الدولة المقطعة الأوصال أو الجزر المعزولة التي لا تملك طائرة واحدة ولا تملك دبابة أو صاروخاً أو خوذة لحماية رأس الشرطي من رصاص الاحتلال هي سراب.  إن شرطة عرفات لا تملك حتى خوذة حديدية تحمي رأس الرجال من الرصاص، ويبدو أنهم لا يملكون أيضاً سترة واقية من الرصاص تحمي صدور رجال السلطة مع أن ذلك لا يعدُّ سلاحاً هجومياً ولكنه عند اليهود يشكل خطاً أحمر لا يحق للسلطة حيازته.

          من يصدق أن السلطة الفلسطينية قادرة على إقامة دويلة هزيلة وهم يرون الحالة المزرية التي تعيشها الضفة وغزة في ظل همجية اليهود المتغطرسة على الأطفال والنساء والشيوخ وفي ظل التواطؤ السلطوي من قبل كل الأنظمة التي تحرس دولة يهود ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *