العدد 162 -

السنة الرابعة عشرة رجب 1421هـ – تشرين الأول 2000م

أميـركا وزوال باكسـتان !!

          يكاد المرء لا يصدق هذا الخبر لولا أنه نشر في صحف رصينة، فقد نشر مراسل الحياة في إسلام آباد (أحمد موفق زيدان) الخبر التالي في 20/09/2000:

          «توقعت دراسة أميركية مستقبلية أجريت تحت إشراف وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين قيام تحالف عسكري بين الولايات المتحدة والهند خلال السنوات ألـ 12 المقبلة وذلك لاستهداف المنشآت النووية الباكستانية والحيلولة دون وقوعها في أيدي متطرفين.  ووزعت الدراسة على نطاق محدود ضمن 147 صفحة بعنوان آسيا في العام 2025م.

          أجريت الدراسة تحت إشراف وزير الدفاع وفي مراكز الأبحاث والدراسات المعنية بصياغة السياسة الخارجية الأميركية الأمر الذي جعلها تشكل خطراً جدياً في نظر سياسيين باكستانيين اطلعوا عليها. وعقدت ندوات لمناقشة الدراسة في الكلية البحرية الأميركية في الفترة الواقعة بين 25 تموز ـ 4 آب 1999م.

          في أحد (السيناريوهات) التحليلية التي أوردتها الدراسة تشن أميركا ضربات جوية لتدمير المنشآت النووية الباكستانية يرافق ذلك هجوم هندي من أجل محو باكستان من على الخريطة وإقامة فيدرالية هندية تكون دولة عظمى في المنطقة.

          ساهم في الدراسة 15 مفكراً وباحثاً أميركياً من أهم الاختصاصيين في الشؤون الآسيوية. ورأت الدراسة أن التجارب النووية الهندية وظهور الهند كقوة عالمية أحدثا تبدلاً (راديكالياً) في التفكير الأميركي في اتجاه إقامة تحالف دفاعي بين القوتين.

          وتوقعت الدراسة انهيار باكستان لأسباب اقتصادية وانقسامات عرقية على خلفية الصراعات بين أعراق السند والبلوش والباتان والمهاجرين واستغلال الهند لهذه الصراعات الداخلية في سعيها لضم إقليم كشمير الباكستاني».

          تعليقاً على هذا الخبر نقول: إن نشره في « الـوعــي» ليس من باب تصديق ما ورد فيه أو عدم تصديقه، بل من باب معرفة كيف يخطط الأعداء ويسرّبون خططهم في صحف ليست بعيدة عنهم لأهداف بعيدة المدى تتكشف مع الأيام.

          فهل يعي حكام باكستان ذلك ؟ وهل يدركون أنهم مهما ساروا خلف أميركا واتبعوا خطواتها، فإن أميركا ودول الكفر قاطبة، تنظر إليهم كبلد إسلامي، أهله مسلمون، تناصبهم العداء، وتكيد لهم ؟ فهل يدركون ؟ q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *