العدد 162 -

السنة الرابعة عشرة رجب 1421هـ – تشرين الأول 2000م

حنـانيـكِ … أمّـتي

          لما كان الأدب هو التفسير الشعوري للحياة، وبخاصة الشعر لما يمتاز به من قوة العاطفة. سواء في المآسي والأحزان، أو في السرور والأفراح، أو التألم من شيء، أو الإعجاب بشيء، وأصدق الشعر، كما يقول نقاد الأدب، في المراثي. وبرغم أني لست شاعراً، إلا أن شعوري بمآسي أمتي، التي يولد المسلم فيها فلا يؤبه له ويعيش فلا يعتنى به، ويموت فلا يُحزن عليه، ويُقتل فلا يُثأر له، وهذا الشعور يكاد لا يفارقني ولو يوماً واحداً، لذلك قلتُ هذه الأبيات مصوّراً باختصارٍ حالَ أمتي، وحالَ مَنْ يعمل لتوعيتها. وأتمنى لها الخلاص بعودة الخلافة الراشدة التي تَرعى مصالحَها الرعاية الصحيحة.

حنـانيـكِ … أمّـتي

أَرَاكَ تَجُوبُ الأَرْضَ وَالأَرْضُ بَلْقَعُ
تَظَلُّ ليالي العُمْرِ تَشقى مجاهِداً
أَعانَكَ ربي إنَّ حِملكَ متعِبٌ
أَلا إنَّ في التَّغيِيرِ خيراً لأُمّةٍ
أَرى عَمَلَ التَّغيِيرِ فَرْضاً وواجباً
أَرى أمّتي هَلكَى ضعيفٌ إهابُها
أَرى أمّتي جَوعَى كثيرٌ شَقاؤُها
أَرى أمّتي حَيرَى قليلٌ هُداتُها
أَرى أمّتي ثَكلَى عميقٌ جِراحُها
وفي كلِّ قُطرٍ يُبْتَلَى نُجَبَاؤُها
فيا جَزَعاً إذْ فَرَّقَ الكفرُ جَمْعَها
إلى اللّـهِ أشكُو ذُلَّها ثُمَّ ضَعفَها
وليس لها راعٍٍ فيحْمِي حِياضَها
وبالأمسِ كانتْ للشعوبِ مَنَارةً
عسَى اللّـهُ يُحْيِي أمّةً طالَ كَرْبُها
حَنَانَيْكِ أمّتي فَرُوحِي فِدىً لَكِ
تَلَفَّتُّ نحوَ الشرقِ أرجُو طُلُوعَهُ
هُدى اللهِ أَشْرِقْ وَابْعَثِِ النُّورَ ساطِعاً
وبالبَيْعَةِ الكُبرى نُقِيمُ خِلافةً
وَتَرْفَعُ نِيرَ الذُّلِّ مِنْ عَنْ رِقَابِنا

 

وَتَسْعَى إِلى التَّغْيِيرِ دَوْماً وَتَنْـزِعُ
وتُلقِي على الناسِ الدروسَ لِيَسمعُوا
لقدْ قَلَّ مَنْ يَرضَى بهذا ويَقْنَعُ
تَداعَى عليها الكفرُ ظُلْماً ورَوَّعُوا
إلى مِثل هذا الأمرِ هُبُّو وأَسْرِعُوا
مجزَّأَةً، خمسينَ قُطْراً تُمَزَّعُ
فخيراتُها بينَ الأعادِي تُوَزَّعُ
ومَنْ رامَ أسبابَ الهدايةِ يُمْنَعُ
يَكادُ مِنَ الأحزانِ قلبي يُصَدَّعُ
ويُهْتَكُ منها العِرْضُ والعارُ يُوجِعُ
فصارتْ شعوباً في عَداءٍٍ تَنَازَعُ
ففي كلِّ يومٍ تُسْتَبَاحُ وتُصْفَعُ
وليسَ لها في مَوْطِنِ المجْدِ مَوْضِعُ
ومنها جُمُوعُ الكفرِ هَلْعَى تَفَزَّعُ
تَهُونُ على الأعداءِ ذُلاًّ وتَخْنَعُ
أنا اليَوْمَ تَوّاقٌ لِنَجْمٍ سَيَطْلُعُ
يُحِيلُ لنا الظلماءَ فَجْراً ويَلْمَعُ
عسَى رايةُ الإسلام في الأرضِ تُرْفَعُ
تُوَحِّدُ شَمْلَ المسلمينَ وتَجْمَعُ
تُعِيدُ إِلَيْنا العِزَّ خِصْباً يَرَعْرَعُ
q

                                                                                           يوسف أحمد السباتين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *