العدد 162 -

السنة الرابعة عشرة رجب 1421هـ – تشرين الأول 2000م

لعبة النفط والابتزاز السياسي

بعد مرور أسابيع عدة على لعبة «سعر البرميل»، اكتشف الرأي العام الغربي أن اللعبة سياسية، واكتشف أيضاً أن المسؤول الأول فيها هم حكامهم، وكانت ردة فعلهم الإضرابات وإقفال الطرق بالشاحنات ومحاصرة محطات الوقود في ظاهرة احتجاجية على رفع أسعار البنـزين ومشتقات النفط الأخرى، هذا الرفع المبالغ فيه من قبل الأنظمة الحاكمة في دول الغرب، اكتشفه الشخص العادي، لذلك لم يوجه الاتهام إلى الأوبك أو الدول المنتجة.

  • بعد تلك الاحتجاجات اكتشف الإنسان الذي يعيش في بلدان النفط ممن يتبع دول الأوبك، أن سبب ارتفاع الأسعار هو خارج إطار الأوبك، وليس له علاقة بعدد البراميل المنتجة، أي ليست المسألة رفع الإنتاج، بل المسألة كواليس السياسة القذرة التي تحاك في العواصم الكبرى.

  • مما زاد شكوك الناس في أن اللعبة مصطنعة، أن ارتفاع الطلب حدث في فصل الصيف، بينما يحصل الارتفاع المعتاد في فصل الشتاء حينما يزداد استهلاك النفط مع برودة الطقس، فكان ذلك مؤشراً آخر على أن المضاربة المصطنعة هي وراء ذلك الارتفاع.

  • يتلاعبون بالأسعار ثم يقولون لدول الأوبك أدركونا، هلكنا، ارفعوا الإنتاج وإلا ستواجهون نقمة شعوب العالم، وستواجهون ارتفاع أسعار السلع التي ستصدر إليكم، والنفط سلعة استراتيجية، وسوف تتحملون عواقب أعمالكم، في حين أن وزير النفط السعودي قد صرح في 20/9 أن العرض في السوق النفطية هو أكبر من الطلب، أي أن المشكلة ليست في الإنتاج.

  • لقد اكتشف الأوروبي العادي أن دولته تكذب عليه وتخدعه منذ عشرات السنين وتضع اللوم على دول النفط، واكتشف أن الضرائب الباهظة هي السبب، وبلغة الأرقام علم أن كل دولار نفط في بريطانيا فيه 71 سنتاً من الضرائب وأن ربح الشركات من كل برميل نفط هو 37 سنتاً مقابل 3 سنتات تذهب إلى دول أوبك.

  • لقد علم الرأي العام أيضاً أن المضاربين الأميركيين استطاعوا جني أرباح خيالية من التذبذب الذي شهدته البورصة النفطية على أرصفة روتردام. وتشير الصحف إلى أن المضارب اليهودي الشهير في وول ستريت جورج سوروس قاد حملة منظمة في السنتين الماضيتين من أجل توسيع النفوذ اليهودي في السوق النفطية ما يوفر للمافيا اليهودية القدرة على التدخل المباشر في أعمال هذه السوق للتأثير فيها.

  • متى يتوقف النهب المنظم لثرواتنا، ويتوقف التلاعب السياسي والاقتصادي الذي يحيق بعالمنا الإسلامي؟ لا شك أن الجواب يعلمه الكثيرون، وهو حينما يتسلَّم القرارَ أبناءُ الأمة المخلصون العاملون لتوحيد الأمة الإسلامية في دولة واحدة، تتحمل القرارات الصعبة وتنهي التبعية المطلقة وتعيد الأمجاد السالفة q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *