العدد 161 -

السنة الرابعة عشرة جمادى الثانية 1421 هـ – أيلول 2000م

كلمة أخيرة: القـدس ليسـت يتـيمـة

       في ظل غمرة التصريحات التي صدرت مؤخراً بخصوص القدس، طلع علينا عبد الرحمن واحد، رئيس إندونيسيا، الصديق القديم والجديد لدولة اليهود، طلع علينا بتصريح، يعلن فيه، تأييده لسيادة إدارية إسرائيلية على القدس، وتقاسم السيادة السياسية على القدس بين ست دول، من بينها دولة يهود، والأمم المتحدة. هذا الحل يقدّمه رئيس دولة، محسوب على المسلمين، دونما بقية إحساس أو شيء من حياء.

       كما تناقلت الأنباء اقتراحاً مصرياً يتضمن وضع الأحياء العربية في القدس الشرقية تحت الحكم الذاتي الفلسطيني فيما تبقى السيادة إسرائيلية وأن يوضع المسجد الأقصى تحت السيادة الدولية.

       أما البطريرك ميشال الصباح، بطريرك القدس، فقد قال مؤخراً: (إنه يجب أن يتولى الإشراف على مدينة القدس (الرب) أو الله). وهناك أصوات، من بينها زعماء عرب، يطالبون على استحياء بتدويل القدس. وهناك من يطالب بإشراف للفاتيكان وبابا روما. كذلك هناك من يقول بالولاية الدينية والولاية السياسية، يضاف إلى ذلك قولهم بالوصاية على القدس من قبل جهة مشتركة (يهودية إسلامية مسيحية). والوصاية تكون على القاصر… نعم هكذا ينظرون إلى القدس مثل القاصر أو اليتيم الذي لا أب له.

       كلا أيها السادة… القدس ليست يتيمة، القدس لديها مليار وربع مليار أب، مستعدون في أية لحظة، أن يفتدوها بدمائهم، ولن يبخلوا بذلك حين تحين الساعة، ولقد عرف الصليبيون آباءَ القدس، يوم ظنوها يتيمة، كما يظن أشباههم اليوم.

       إنَّ هؤلاء الأشباه واهمون، إن هم ظنوا أنَّ سكوت المسلمين يعني الموافقة على ما يجري من خيانات ومؤامرات حول القدس وكل أرض الإسلام، فلا يغرنّهم تحكّم العملاء في رقاب المسلمين، وتعطيل الجهاد، فإن هذا الوضع لا بد زائل بإذن الله، وعندها سيتبيّن لهم أن قصر نظرهم قد أعماهم عن رؤية الحقائق كما هي… وأعماهم عن إدراك من يمثل الأمة تمثيلاً حقيقياً، فظنوا أن بعض الأقزام الصغار هم الذين يمثلون الأمة وأنهم يملكون التنازل لهم عن أرض المسلمين، ولم يصدقوا أن هؤلاء الصغار لن يستطيعوا حماية أنفسهم من غضبة الأمة، حين يحين الحساب معهم، فكيف يستطيعون تأمين الحماية ليهود؟ .

@ @ @

       تـنويـه: [ ورد في العدد الماضي، في هذه الزاوية، خطأ مطبعي في الحديث الشريف، والخطأ كان كلمة (فتان) التي وردت والصواب (قتَّات)، كما ورد (يفتّ) بدل (يقتّ)، فالصواب في الحديث هو (لا يدخل الجنة قتَّات) ] فنعتذر عن هذا الخطأ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *