العدد 161 -

السنة الرابعة عشرة جمادى الثانية 1421 هـ – أيلول 2000م

أيها الخائفون . . . شكراً

وبقلبي شمسُ المجرَّةِ تُوقَدْ
لِزمانٍ فيهِ جنينيَ يُولَدْ
حاجزَ الوهمِ نحوَ فجرٍ تَجَدَّدْ
والأباطيلُ سِحْرُها يَتَبَدَّدْ
ـ كيف هذا ؟ ـ ولا طَريقيَ تُوصَـدْ
وكتمْتُ الأَنينَ، والدَّمُ يَشْهَدْ
لِلحصَى والقَذَى، بِدَرْبي الْمُخَدَّدْ
فوقَ أصنامٍ مِنْ دَمٍ قدْ تجمَّدْ
مِثْلَ موجِ البِحارِ أَرغَى وأَزْبَدْ
نعشَـقُ المـوتَ والمسـارَ المهَـدَّدْ

هلْ مَذاقُ النفاقِ في النفسِ أَجْـوَدْ ؟
لستُ شيطاناً أخرسَ الفَمِ مُبْعَدْ !
أَعْلِنُوا: «لسنا مِنْ أحبَّةِ أحمدْ»
ليس فينا سوى (الهوانِ) تمرَّدْ»
وانعُمُوا بِالصحراءِ… مَنْ يتردَّدْ ؟!
ويُزَكِّيهِ بِالدَّليلِ المؤكَّدْ
طَلَبَ الأجرَ لَحْمَ كبْشٍ مُقَدَّدْ !
حِرْصَ ذي حِكمةٍ، خَبيرٍ، مُسَـدَّدْ !
وتهاوَيْتمْ في قرارٍ موحَّدْ
أنَّ حبَّ الحياةِ إنْ طالَ أفسَدْ
أجدُ الخوفَ فيكمُو شرَّ مَشْهَدْ
مُذْ تهاوَيْتمْ، قلتُ: لنْ أتردَّدْ
لأَمُجُّ الذي لِكُفْرٍ تَوَدَّدْ
قدْ حُشِرْتُمْ في قُمْقُمٍ ليس يُحْمَدْ
فلقدْ حَرَّرْتُمْ فؤادِي المقَيَّدْ
منظرُ الرعبِ قائلاً لي: «تجلَّدْ»
صِرْتُ أَمْضَى مِنَ الْحُسَامِ الْمُهَنَّدْ

 

أَناْ قُرْبَ النُّجومِ والجارُ فَرْقَدْ
موكِبي العُنفوانُ، يُذْكِي اشتياقِي
فيهِ أَلْقى حقيقتي تتخطّى
فيهِ يندكُّ السورُ تحتَ يميني
لا دُجى الليلِ يَخْطَفُ العزمَ مِني
قد سلكتُ الأشواكَ والقلبُ راضٍ
بل تجاوزْتُ الصَّمْتَ أُعْلِنُ عِشْقِي
ها يَدِي تَرفعُ (العُقابَ) جِهاراً
ها فمي يشتُمُ الطُّغاةَ صَراحاً
هكـذا تَصـنعُ العـقيـدةُ فِيـنا:
أيها الخائفونَ مِنْ طُهْرِ نَفسي
أيها الخائفونَ مِنْ صِدْقِ قَوْلي
صَرِّحُوا بالخوفِ الذي دَبَّ فيكمْ
«ليس فينا لِجَنَّةِ الخُلْدِ تَوْقٌ
أُهْجُرُوا واحةَ الهِدايةِ طَوْعاً
يدَّعي بِالقطيعِ راعيهِ ضَنّاً
فإذا أَبعدَ الذئابَ بِبأسٍ
هكـذا يُظْـهِرُ الجـبانُ التـوَلِّـي
فَلَكُمْ شُكري، قدْ نصرتُمْ ظُنُوني
وأَرَيْتُمْ مَنْ كانَ فيهِ ارتيابٌ
علِّموني أنْ لا أخافَ، فإنِّي
علِّموني المضاءَ في العزمِ، إنِّي
علِّموني كُرْهَ السلامةِ، إنِّي
علِّموني حبَّ السجونِ، فأنتُمْ
أيها الخائفونَ، شكراً جزيلاً
كلَّما خِفْتُ، لاحَ في الذِّهْنِ منكُمْ
صِرْتُ أَقْسَى مِنَ الرِّمَاحِ العَوَالِي

الشاعر: أيمن القادري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *