العدد 161 -

السنة الرابعة عشرة جمادى الثانية 1421 هـ – أيلول 2000م

دروس مستفادة من الغواصة الروسية

ـ       صدرت تكهنات كثيرة عن سبب غرق الغواصة الروسية، فقيل إنه بسبب انفجار داخلي وقيل بسبب ارتطامها بغواصة أخرى إما بريطانية أو أميركية، وقيل إن الأسطول الأميركي وجه طوربيداً إليها فغرقت.

ـ       مهما كان السبب فإن ذلك يدل على عجز الدولة عن حماية أحدث غواصة لديها (1995م) من اعتداء خارجي أو من انفجار داخلي. والذي يؤكد عجز الدولة التي كانت كبرى، عدة مؤشرات منها:

       1ـ عجزها عن إنقاذ الضحايا بنفسها لتستعين بدولة صغرى، بل حتى شركة خاصة في دولة صغرى مثل النرويج. وقيل إن الروس طلبوا من هذه الشركة انتشال الجثث فرفضت وانسحب فريقها من المكان.

       2ـ عجزها حتى الآن عن انتشال الجثث والذي قيل إنه قد يستمر لعدة شهور قادمة، مع ظهور معلومات من خبير روسي في الذرة أن الإشعاعات سوف تتسرب بعد ستة أسابيع.

       3ـ عدم إعطاء أية قيمة للإنسان من قبل المسؤولين الروس حياً كان أو ميتاً حتى انتشال جثته ودفنه لا يعنيهم لدرجة أن أحد أهالي الضحايا قال للتلفزيونات العالمية: «مرة أخرى تبين لنا أن الناس لا يعنون شيئاً بالنسبة للسلطات».

ـ       هل هذه هي الدولة التي كانت ثاني أكبر دولة في العالم ؟ وهل هذه هي التي تطلق المركبات الفضائية الواحدة تلو الأخرى لتلتحم بالمحطة مير وتعود إلى الأرض بطريقة دعائية ؟

ـ       لم يعد إطلاق المركبات دليلاً على قوة الدولة وكفاءة أدائها وأنها تسير في الطريق الصحيح للمحافظة على موقع مهم بين الدول.

ـ       وزير الدفاع الروسي قال يوم 23/8 إن الغواصة غرقت نتيجة لنهب البلد، وإذا كان هذا التشخيص دقيقاً فإن هذا يؤكد الأخبار الصحفية التي تداولتها الصحف منذ عشر سنوات عن انهيار الجيش الروسي وعن قيام بعض الجنود ببيع الأسلحة والمقتنيات، أو ببيع اليورانيوم وما هو أخطر منه.

ـ       بعد هزيمة الاتحاد السوفياتي السابق في أفغانستان وبعد انفجار تشيرنوبل انكشف العجز لأول مرة فانهار الاتحاد وتفتَّتَتْ وسقطت الشيوعية وداسوها بأقدامهم. ترى بعد عجز الروس عن السيطرة على الشيشان وعجزهم عن إنقاذ أحدث غواصة لهم أين ستصبح روسيا ؟ لا بد أن هذا مؤشر سوء في الحكم وفي الإدارة وفي السياسة والإعلام، لأن تصرفات الدول وقت الأزمات تكشف القوة الحقيقية للحكام وللدول وتكشف الصورة المزيفة التي كانوا يَظهرون بها أمام الناس لزمن طويل، فجاءت الأحداث لتكشف الزيف والخداع المزمن لديهم.

ـ       ما أرخص الإنسان عند أحفاد لينين وستالين ممن تربوا في مدرستهما التي كانت تسعى للسيطرة على العالم تحت شعار الأممية وتحرير الشعوب .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *