العدد 207 -

السنة الثامنة عشرة ربيع الثاني 1425هـ – حزيران 2004م

تقسيط الصدمة والترويع!!

تقسيط الصدمة والترويع!!

حينما شنّ بوش حربه القذرة ضد العراق، هو ومن حوله من عصابة الحقد، أطلق على حربه اصطلاح «الصدمة والترويع». ويبدو أنه كان صادقاً في هذه الجزئية، وكاذباً في كل ما عداها، فقد كذب هو وعصابته حينما قال إنه يغزو العراق لتنظيفه من أسلحة الدمار الشامل، وكذلك كذب حينما ادعى أنه ذهب لإرساء ما يسمى «الديمقراطية»، وكذب حينما أنكر علمه بفضيحة الأسرى العراقيين… إلخ.

أما الصدمة والترويع فقد حاول بوش تحقيقها من خلال أطنان القنابل التي أسقطها على أهل العراق ومدن العراق وأطفال ونساء العراق. ومارس الترويع من خلال جيشه الذي يداهم البيوت في منتصف الليل ويقتحمها فجأة ليروّع النساء والأطفال ويذلَّهم، بينما نجد أن ذلك الجيش المدجج يهرب مصدوماً مروَّعاً من أبطال الفلّوجة، فمن الذي صُدم يا تُرى؟!

أما الصدمة الأخيرة التي حاول ممارستها فهو ترويع وإذلال السجناء الموقوفين في سجون العراق، من خلال وسائل تعذيب تقشعرّ لها الأبدان، تُذكِّر المسلمين بمحاكم التفتيش في الأندلس، ومن ضمن الصدمة والترويع تقسيط إنزال الصور البشعة من خلال وسائل الإعلام، ومن المتوقع أن تُنشر صور أخرى في الأيام القادمة أكثر بشاعة، لأن وسائل الإعلام وبعض المتابعين يقولون إن المخفي أعظم، ويقول الإعلام إن إيران تملك صوراً أخطر، ويقول أيضاً إن القنوات الفضائية الناطقة بالعربية وبخاصة النشطة منها تملك العديد من الصور وأشرطة الفيديو، منذ معركة المطار وما حصل فيها وإلى يومنا هذا، لكنها لا تجرؤ على نشرها إلا بعد إذن أميركا، وقد تسمح أميركا بنشرها حين يحين وقت النشر!  وتكون بذلك قد ساعدت في تقسيط الصدمة والترويع!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *