العدد 207 -

السنة الثامنة عشرة ربيع الثاني 1425هـ – حزيران 2004م

الصورة وتوثيق الجريمة

الصورة وتوثيق الجريمة

 –         توثيق الجرائم الأميركية والإسرائيلية التي تجري حالياً في فلسطين والعراق أصبح من ضرورات تأكيد حدوثها، في عصر الأكاذيب الأميركية اللامنتهية، ولولا وجود كاميرا التقطت صورة للشهيد محمد الدرة لما صَدَّق العالم همجية اليهود، رغم قيامهم بآلاف الجرائم التي لم توثقها الكاميرات، وليس آخرها مجزرة مخيم جنين. إن بشاعة جريمة التعذيب في سجون العراق لم تخفف من حدتها المساءلة الصورية لرؤساء الجريمة بواسطة الكونغرس.

 –         ولولا تسرب (أو تسريب) صور تُظهر بشاعة وهمجية التعذيب الوحشي الذي تعرّض له (ولا يزال) سجناء العراق المظلومون لما صَدَّق الناس بعض روايات (تكاثرت وتواترت، لكنها لم تأت من واشنطن) تلك الروايات التي بدأت تتسرب منذ أواخر العام الماضي، ولولا الصور عينها لما صَدَّق بعض المخدوعين والعملاء من أمتنا ممن أعمتهم المناصب والدولارات عن التصديق.

 –         إذا كان كل هذا الحجم الهائل من الجرائم لا يُصَدَّق إلا إذا تم توثيقه بصورة كاميرا، فإن ذلك يدل على أن العالم أصبح أخرس وأبكم وأعمى ويتعامى عن الحقائق طالما لم تنطق بها واشنطن، أو لم تفرج عن صور تعذيب قذر موجودة لدى وزارة الدفاع والاستخبارات العسكرية وجهاز (CIA) منذ عدة شهور.

 –         تقول الأنباء إن الصليب الأحمر الدولي كان يعلم بالانتهاكات المجرمة التي حصلت في كل السجون الأميركية في العراق وليس في سجن أبو غريب فقط، وكذلك في السجون البريطانية، وكانت لجان حقوق الإنسان (الصمّاء البكماء) تعلم أيضاً، ووزارة الحرب الأميركية كانت تعلم، والاستخبارات الأميركية والعربية والإيرانية كانت تعلم، ومجلس الحكم العميل كان يعلم، والقنوات الفضائية العربية (النشيطة جداً) كانت تعلم ولديها تسجيلات لا تتجرأ على نشرها حتى هذه اللحظة.

 –         هل بعد هذا التواطؤ على الجريمة من قبل كل هؤلاء من آمال يعلقها بعض المخدوعين من أمتنا على هؤلاء كلهم، إن سكوتهم على الجرائم هو تواطؤ أو خيانة أو جبن، أو كل ذلك معاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *