العدد 217 -

السنة التاسعة عشرة صفر 1426هـ – آذار 2005م

الركون والولاء

الركون والولاء


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وقدوة العابدين، وإمام المتقين، وقائد المجاهدين الأولين، محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين:

هذه رسالة إلى أمة التوحيد عامةً وإلى أهل فلسطين خاصة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أيها الإخوة الأكارم، يا من اجتمعت قلوبكم على الركون والولاء لله ولرسوله من دون الناس.

لقد نزف قلبي على جراحنا الغائرة التي ما برحنا نبحث لها عن البلسم الشافي. فمن قتلٍ، وتمزقٍ، وفرقةٍ، وتشتتٍ في الركون والولاء، إلى ضياع ما بعده ضياع، إلى غزو الكفار لنا في عقر دارنا، ولقد كتبت إليكم هذه الكلمات، لعلها تعجل في إيجاد طـب الجراح ودوائها: خليفة رسول الله.

نعم إنه مما ابتلينا به، والحمد لله على كل حال، زوال شمس الخلافة عن الأرض، وسقوط راية العقاب التي أقامها لنا رسولنا الكريم، تلكم الراية التي يتكئ عليها ويستظل بها كل مسلم، لا بل كل حامل للتابعية الإسلامية. فلم يعد لنا إمام نقاتل من ورائه ونتقي به. فبعد أن كنا في كنفه ندك فينّا وباريس ساعين لتحقيق بشارة رسولنا بفتح روما، أصبح الكفار بغيابه يدكوننا في بغداد الرشيد، وكشمير، والقدس، وكابول، وغروزني، وبعد أن كان ملوك الكفار يستغيثون به فيغيثهم ويخرجهم من الأسر، أصبحنا نستغيث ولا مغيث.

وإنه مما يسقط على الآذان كالصواعق فيدمي القلب ويدمع العين، ما يرى من قتل للمسلمين هنا وهناك في جنين، والفلوجة، وغزة، وكابول، وغيرها من بقاع العالم.

إلا أنه مما هو أكثر إيلاماً، وأكبر مصاباً، وأعظم وقعاً، ما يرى من ركون واطمئنان بعض المسلمين في العالم الإسلامي للحكام، أولياء الكفار، رغم انكشاف عوراتهم، وتكشيرهم عن أنيابهم الغائرة في جراح الأمة، فها هم أهل فلسطين كأني بهم اطمأنوا وركنوا إلى (السلطة) خاصةً ما برز في مسألة الانتخابات، والاجتماعات، والمفاوضات معها، تحت مسميات مثل الوحدة الوطنية، وتوحيد الصف الفلسطيني وغيرها.

أيها الإخوة المسلمون، أيتها الأمة الكريمة، أقول، والله من وراء القصد:

إن ركون المسلم (والركون هو الميل اليسير بالقلب) وولاءه يجب أن يكونا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين وأميرهم خليفة رسول الله، فلا يخالطه أي ركون أو ولاء.

وهذه آيات من كتاب الله العزيز تبرز ذلك:

قال تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57)) [المائدة].

هذا بيان من الله في مسألة الولاية والتولي و(إِنَّمَا ) أداة حصر تحصر الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، ثم يعقب العزيز الجبار فيقول إن حزبه، وهم أولياؤه، هم الغالبون، ثم يحذر الله تعالى المؤمنين من تولي الكفار في الآية الأخيرة.

ويقول تعالى: ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)) [المجادلة].

ويفهم من قول الله أن من يلقي بالمودة للذين يحادون الله ورسوله، هم حزب الشيطان المهزوم بإذن الله، وأما حزب الله وأولياؤه فلا مكان في قلوبهم للذين يحادون الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم، أو أبناءهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم.

ويقول تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)) [هود].

أي إن الركون، وهو الميل اليسير بالقلب والمحبة والطمأنينة إلى الذين ظلموا، وهم الكفار ومن لف لفهم وشايعهم، لا يجوز وهو يورث جهنم والعياذ بالله.

والله تعالى يقول: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)) [الأنفال].

أي إن المسلم يجب أن ينظر فكرياً وعملياً إلى الكفار على أنهم ملة واحدة، لا يوالون إلا من رضوا عنه، ولا يواليهم إلا من كان منهم، وعندها تكون الفتنة والفساد كبير.

ويقول تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )[المائدة 51].

أي إنه لا يجتمع إيمان بالله ورسوله وولاء لهم مع ولاء لليهود والنصارى، وإن من اتخذهم أولياء فإنه منهم سيحشر معهم، والعياذ بالله.

أيها الإخوة في الله، في ضوء هذه الآيات، أسألكم بالذي يحول بين المرء وقلبه، علاّم الغيوب.

أليست هذه الزمرة من أشباه الرجال (السلطة) هي التي اتخذت أميركا والأوروبيين واليهود أولياء من دون الله؟

ألم يعترفوا بكيان يهود المغتصب لفلسطين فخانوا الله ورسوله والمؤمنين، وخانوا أمانتهم وهم يسمعون؟

ألم يلقِ هؤلاء الرويبضات بالمودة لليهود والنصارى؟

ألم يجالسوا ويأكلوا ويشربوا ويطمئنوا إلى اليهود والنصارى في أوسلو، وكامب دايفيد، وطابا، ومدريد، وغيرها؟

ألم يدخلوا فلسطين المحتلة تحت حراب بل تحت نعال اليهود، بعد أن رضي عنهم  اليهود والأميركان والأوروبيين وأممهم الكافرة، ثم أقاموا سلطةً برضى لا بل بمدد من اليهود، الأشد عداوةً للذين آمنوا؟

ألم تتخذ هذه السلطة اليهود والنصارى أولياء؟ فما حكمهم بعد قول الله تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) [المائدة 51] إلا أنهم منهم.

أيها الإخوة في الله:

إن الإٍسلام العظيم قد أوجب على المسلمين أن يكونوا أمةً واحدةً من دون الناس، لا يوالون إلا من اتخذ الله ورسوله أولياء من دون الناس، فرضي الله ورسوله عنهم، أمثال أبي بكر، وعمر، ومحمد الفاتح، وغيرهم، حيث يقول رسولكم الكريم في الحديث الذي يرويه مسلم من طريق أبي هريرة: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر…».

أي إن حالنا الذي ارتضاه بل فرضه الرسول علينا بوحي من الله، أن يكون علينا خلفاء من بعده، أولياء لأمرنا، يسوسوننا بكتاب الله وسنة رسوله. وإن الإسلام قد أوجب على المسلم أن يتعامل مع الكفار ومن والاهم على أنهم ملة واحدة لا يوالون إلا من رضوا عنه فكان منهم، كما بينته الآيات السابقة.

هذه النظرة إلى فسطاط الحق أمة التوحيد، وفسطاط الباطل أمة الكفر، لما استقرت في نفوس الأولين من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان، جعلت منهم يقولون كما يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أسرى بدر قال: (هل تمكنني من فلان -قريب لعمر- فأقتله، وتمكن علياً من عقيل فيقتله، ليعلم الله أن ليس في قلوبنا مودة للمشركين). السيرة النبوية

وجعلت منهم يفعلون كما فعل عبادة بن الصامت رضي الله عنه عندما مشى إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بعد أن نزل قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) الآية، وكان من أولياء اليهود فيقول: «يا رسـول الله، أبرأ إلى الله ورسـوله من حلفهم -يعني اليهود- وأتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم». السيرة النبوية.

يامن التقت قلوبهم على موالاة الله ورسوله من دون الناس، أيها الإخوة الأحبة:

أسألكم أن تؤوبوا إلى رشدكم مثل عبادة بن الصامت، فتخلعوا أيديكم الطاهرة المتوضئة من الأيدي النجسة، ولية اليهود والنصارى التي باعت مسرى رسول الله الكريم بعرض من الدنيا ليس لها، تلك الأيدي التي لطخت بدماء المسلمين الزكية في فلسطين، وجرش، ولبنان، وغيرها، تلك الأيدي التي والت يهود أشد الناس عداوةً للذين آمنوا فكانت في خندقهم، ومع ملتهم، لا بل نذرت نفسها خادمة لهم في الضفة وغزة ومصر والأردن وغيرها.

أيها الإخوة في الله، اعلموا، يرحمكم الله ويغفر لكم:

l إن المشاركة في انتخابات يقيمها أولياء اليهود من رجال السلطة، ويغدق الغرب أمواله عليها، ليس لخدمة الأمة طبعاً. إن الاعتراف بهذه الانتخابات، علاوةً على المشاركة فيها، هو جزء لا يتجزأ من المخططات الاستعمارية، وعلى رأسها خارطة الطريق (خارطة طريق جهنم التي فرضها الحاقدون من اليهود والأميركان والأوروبيين على الأمة في كنف هؤلاء النبهاء. فقد نصت خارطة طريقهم على أنه لا (يشرع) في تنفيذ الشق الأخير من خارطة الطريق إلا بعد إجراء الانتخابات الفلسطينية.

فالانتخابات هي جزء من مخططات الكفار للتدجيل على هذه الأمة، ومحاولة ترويضها للقبول بما لم تكن بالأمس القريب ترضى به.

l ثم إن المشاركة في مفاوضات واتصالات مع رجال منظمة التسليم (التحرير) برعاية أعداء الأمة من حكام مصر وغيرهم، هو اعتراف بالسلطة التي تنازلت لليهود عن مسرى رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم أي إنه اعتراف بكل التنازلات والخيانات التي وقعوها، وهو تنفيذ للمخططات التي يرسمها أسياد السلطة واللامبارك في البيت الأسود وتل أبيب، التي لا تملك السلطة واللامبارك أن يـحيدوا عنها قيد شعرة.

يا أحفاد خالد، وصلاح الدين، وعبادة بن الصامت، يا أولي الألباب وأولي النهى والحجى، أيتها الأمة الكريمة:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله، ولزوم طاعته، والانتهاء عما قد نهى، وموالاته جل ذكره، ومعاداة كل كافر أو معاون لكافر اتخذه ولياً من دون الله. فلا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار، والعياذ بالله.

واعلموا، رحمكم الله، أن ركون وولاء المسلم، كما بينا سابقاً، يجب أن يكونا لله، ولرسوله، وللمؤمنين، وإمامهم الذي يقيم دين الله فيهم، ويقـــودهم لنشــره وإظــهاره في الأرض، اســتجابة للواحد الأحد حيث يقول: ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [الصف].

ويكون هذا الولاء في هذا الزمان الذي غابت فيه الخلافة، مقيمة الدين، حافظة بيضة المسلمين، مسيرة جحافل المجاهدين لنشر هذا الدين، يكون الولاء مع غياب شمسها، باتخاذنا الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم أولياء، والعمل الجاد بكل ما أوتينا من قوة؛ لخلع أعوان الكفار من الحكام أعداء الأمة الحقيقيين، وإقامة الإمام خليفة رسول الله، الذي ارتضاه الله ورسوله ولياً لنا، فنركن ونطمئن إليه، فيقودنا ليس إلى تطهير فلسطين وبلاد المسلمين المحتلة، وإظهار دين الحق فيها فحسب، بل إلى نشر وإظهار دين الحق في الأرض كله كما أمرنا بذلك.

لا أن نركن للواقع الذي نعيش فيه، فنتولى ونطمئن ونفاوض ونأكل ونشرب مع من ارتضاهم الكفار أولياء وحكاماً، فنصبوهم على رقاب الأمة لخدمة مصالحهم فكانوا منهم ومعهم.

لا أن نركن للواقع وحكامه أعداء الأمة عبيد الكفار، فيسخرونا لخدمة مخططات الكفار من خلال الألاعيب مثل (توحيد الصف الفلسطيني) و(الانتخابات لمعرفة من يمثل الشعب الفلسطيني) و(الوحدة الوطنية) وغيرها من الشعارات البراقة المزركشة، التي ما هي إلا واجهات ومظاهر تخفي خلفها مخططات خبيثة للتدجيل على الأمة، وترويضها للقبول بهذا الواقع وما يمليه، والركون له ولحكامه، هذا الواقع الذي هو غياب الخلافة، حافظة بيضة المسلمين، العاملة لإظهار هذا الدين بأمر من رب العالمين، هذا الواقع الذي هو ظهور الكفار على المسلمين، وتدنيس مقدساتهم، وإذلالهم، وقتلهم، وانتهاك أعراضهم.

وإلى عدم الركون إلى أعوان الكفار من الحكام، وإلى اللحاق بقطار الخير بالعمل حثيثاً لتغيير هذا الواقع وحكامه حتى نعود إلى الواقع الذي يرضي رب العالمين، ندعوكم… ونذكركم بوصية الصادق الأمين إذ يقول: فيما يرويه أبو سعيد الخدري عند ابن حبان «سيكون عليكم أمراء يغشاهم غواش من الناس، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأنا منه بريء، وهو مني بريء. ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فأنا منه وهو مني» هذا الذي يغشاه غواش، فكيف الذين باعوا مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

يقول البشير النذير موصياً فيما يرويه أبو سعيد وأبو هريرة عند ابن حبان «ليأتين عليكم أمراء يقرّبون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها. فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفاً، ولا شرطياً، ولا جابياً، ولا خازناً».

… يامن التقت قلوبكم على موالاة الله ورسوله من دون الناس، يا أولي الألباب وأولي النهى والحجى، أيها الإخوة في الله:

لا ألفين أحداً منكم وقد فاته قطار الخير يتحسر ويقول يا ليتـني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا وليتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً… فلا ينفع الندم بعد فوات الأوان، وقد كان ينفع من قبل.

هذه رسالتنا ووصيتنا لكم، سائلين المولى جل جلاله أن يجعلنا وإياكم من أوليائه، وينصرنا على أعدائه، ونسأله أن يبعدنا وإياكم عن كل شبهة ولاء أو ركون للكفار وأعوانهم من الحكام المجرمين، كما ونسأله تعالى أن يكرمنا وإياكم بالعمل لاجتثاث أولياء الكفار من الحكام الظالمين، ووزرائهم، وقضاتهم، وفقهائهم، ونسأله تعالى أن يكرمنا بمبايعة صنو العتيق، الخليفة الراشد الأول في آخر الزمان، قريباً، فنسير خلفه لإظهار هذا الدين، ونسأله المغفرة لنا ولكم، وأن يلهمنا الصواب، ويجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

وقبل أن نودعكم نقول لكل من يقف سداً في وجه إقامة الخلافة:

اليوم يومك وغداً يعود خليفة

لن تنثــني عنه الأيـادي تبـايعه

هيهـات أن تدنـو وويـلك إننـا

نحن الحمى ولكل فرد مصرعه

ونذكركم أيها الإخوة في الله بقوله تعــالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)) [الأنفال] وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

أبو القعقاع – بيت المقدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *