المساعدات الخارجية الأميركية والغربية في ظاهرها الرحمة وفي باطنها السم الزعاف
2005/05/08م
المقالات
1,860 زيارة
المساعدات الخارجية الأميركية والغربية
في ظاهرها الرحمة وفي باطنها السم الزعاف
تقدم الولايات المتحدة الأميركية مساعدات سنوية إلى العديد من دول العالم وخصوصاً العالم الإسلامي. ولما كانت هذه المساعدات أداة من أدوات الهيمنة والاستعمار الذي هو طريقة نشر المبدأ الرأسمالي، فإن أميركا تحرص كل الحرص على أن يصرف كل دولار لتحقيق هذه الهدف. وفي العالم الإسلامي بالذات يدرس الأمر لتحقيق هدفين في آن واحد، وهما: نشر الثقافة الغربية، وضرب الإسلام.
تقوم أميركا بتقديم معظم تلك المساعدات عن طريق وكالتها المعروفة بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) ومكاتبها المنتشرة في العالم. ويتعاون مع موظفيها الخبراء في مجال السياسة الخارجية الأميركية خبراء من مركز الاستخبارات المركزية (CIA) لتوفير المعلومات الدقيقة واللازمة للمشروعات التي تخدم سياسة أميركا. كما يقوم الاتحاد الأوروبي عن طريق منظماته الكثيرة المنتشرة في العالم، والمنظمات الدولية مثل (UNDP وUNICEF) وغيرها. وكذلك اليابان، فإنها عن طريق مؤسسة جايكا (JICA) تقوم بالعمل ذاته.
ولطبيعة المنفعة التي هي مقياس الأعمال في النظام الرأسمالي، يقوم خبراء هذه الوكالات، بدراسة المشاريع التي تطرحها أو توافق عليها، دراسة عميقة تكرس من خلالها برامج غسل دماغ الشعوب وخصوصاً المسلمين منهم، بحيث تسوقهم إلى مفاهيم الرأسمالية سوقاً، حتى يصبحوا متبنين لهذه الأفكار، ويدافعون عنها أكثر من أهلها.
وقد اتفقت دول الغرب الرأسمالي الكافر (الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وأستراليا، وكندا…) بقيادة أميركا، على مثل هذه البرامج، وقامت بتوزيع الحصص فيما بينها للدعم المادي المطلوب، وقد أشركت معها أيضاً دولاً ومنظمات من العالم الإسلامي، مثل السعودية، ودول الخليج الغنية، ومنظمة العالم الإسلامي، ومنظمة الإغاثة العالمية، والهلال الأحمر الإماراتي، وغيرها، تحت ذريعة الدول المانحة، ومساعدة وإغاثة الدول المنكوبة، وتمرر هذه البرامج من خلال الدول العميلة لها.
وقد كانت جل هذه المساعدات فيما مضى تتمثل في برامج ومشاريع ذات طابع إنشائي لتطوير البنية التحتية، مثل الطرق، وإنشاء المدارس والمستشفيات، ومشاريع المياه والصرف الصحي، وغيرها. ولما رأى المفكرون الغربيون وصناع القرار السياسي أن مثل هذه المشاريع يستفيد منها الناس، وخصوصاً المسلمون، في بعض التسهيلات المعيشية، اتخذت جل هذه المساعدات أشكالاً أخرى تتمثل في برامج ورشات عمل ومؤتمرات، وبرامج ترفيهية لغسل الأدمغة وتثقيفها بالثقافة الغربية النتنة، وخصوصاً عند النساء والأطفال في كل بلاد المسلمين، من أندونيسيا في الشرق إلى المغرب في الغرب، ومن كازاخستان في الشمال إلى الصومال وتنـزانيا ونيجيريا في الجنوب، مروراً بالعراق والأردن وفلسطين…
ومن هذا المنطلق، ومن أجل بيان السم الزعاف الذي تحويه هذه البرامج، أطرح للناس بعض هذه البرامج، على سبيل المثال لا الحصر، وليسأل الناس أنفسهم: لماذا تنفق هذه الدول تلك الأموال علينا، والمعروف عنهم أنهم ماديون رأسماليون، يقتلون الشعوب ويدمرون المدن من أجل الثروات والمكاسب المادية؟!:
– إنشاء المراكز التي تدعو لحرية المرأة ومساواتها مع الرجل، وما انبثق عنها من برامج ومؤسسات مثل: الخط الساخن، ومؤسسة جذور، والصحة الإنجابية، والعنف ضد المرأة، والتمييز ضد المرأة، والكوتة النسائية في حياة المرأة السياسية، وغيرها الكثير الكثير التي تهدف إلى تشكيك المرأة بالإسلام، وتفكك الأسرة، ودعوة المرأة إلى التمرد وممارسة الرذيلة -بدعوى الحرية الشخصية- وعدم الإنجاب ومنع الحمل؛ حتى يتناقص النمو السكاني في بلاد المسلمين، والذي يؤرق الغرب الذي يشيخ مجتمعه كل عام.
– مراكز نشر أفكار الديمقراطية والتعددية الحزبية والعلمانية مثل: مركز تمكين “لتعزيز الديمقراطية في مؤسسات المجتمع المدني” والمؤتمرات والندوات المنبثقة عنها تحت ذريعة الإصلاح، وما ينتج عنها من التشوش والتشكيك بالإسلام كنظام حياة، وجعله ديانة مثل النصرانية والهندوسية على شكل طقوس دينية، كالاحتفال بأعياد اختلط بعضها ببعض كالفطر، والأضحى، وعيد الحب، والأم، والشجرة، وأعياد الميلاد.
– برامج تدريب وبعثات ودورات للصحافيين والإعلاميين والمحامين؛ لصياغة القوانين التي تعتمد على قوانين الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتشكيلهم بلسان ينطق بأفكار الديمقراطية والحرية والقوانين الدولية.
– برامج تدريب ومنتديات ودورات وبعثات لرجال الأعمال، بذريعة تنمية المال والأعمال، وتقوية الاقتصاد، وإدارة المشاريع، يجرعون خلالها الديمقراطية، والأفكار الربوية، والعولمة، وسياسات القروض، والبنك الدولي.
– برامج تدريب لتغيير المناهج المدرسية وتطويرها في العالم الإسلامي لتوافق المناهج الغربية بحجة الإصلاح، يهدفون منها إزالة ما تبقى من مفاهيم الإسلام، والتشكيك فيه حتى ينشأ جيل لا علاقة له بالإسلام إلا الاسم.
– برامج ترفيه وتدريب ورحلات للمراهقين من الجنسين، تحثهم على الحرية والاختلاط والنقاش وتبادل الآراء، من خلال مؤسسات التبادل الثقافي، والتوأمة، ونادي الطفل والشباب من أجل الديمقراطية، والبرلمان الصغير، أو المحادثة عبر الإنترنت، وغيرها، تهدف إلى زرع الثقافة الغربية في عقول هؤلاء وإفسادهم وإبعادهم عن الإسلام.
– إنشاء مراكز مثل مركز تحكيم، الذي يدعو ويشجع الأطراف المتنازعة للتحكيم عنده، حسب قواعد المركز الذي يستند إلى القانون الدولي وقوانين الأمم المتحدة، بهدف صرف الناس عن التحكيم الشرعي، ولتخفيف العبء عن دول الضرار التي لا تضمن للناس حقوقهم.
إن مثل هذه البرامج يقصد منها عملية إعادة برمجة وغسل دماغ المسلمين من أجل خلق جيل يحمل الديمقراطية والثقافة الغربية، بعد أن يكون قد طرح الإسلام جانباً. كل ذلك للخطر الذي يدركه الساسة والمفكرون الغربيون من الإسلام. فهم يعملون جهدهم للحيلولة دون وحدة المسلمين عن طريق دولة الخلافة التي ستقضي على ثقافتهم العفنة. فليحذر المسلمون من تلك البرامج، وليتنبهوا لخطرها وينبذوها ويحاربوها بأفكار الإسلام، وفوق ذلك ليعملوا لإقامة دولة الإسلام.
قــال تعــالــى: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)[الأنفال]
2005-05-08