العدد 158 -

السنة الرابعة عشرة _ كانون الأول 1421هــ _ حزيران 2000م

على الشـيشـانِ قِـفْ أَلْـقِ السَّـلاما

          … ولما كان موقف الشيشان بخاصة موقف الرجولة والبطولة والتضحية. والعبرة للمتخاذلين الذين يتزلفون الروس على حساب أبناء أمتهم من المسلمين. قلتُ في الشيشان ما أمكنني أن أقوله تعبيراً عن إعجابي واعتزازي بمواقفهم وتضحياتهم داعياً الله تعالى أن ينصرهم ويثبت أقدامهم. آمين.

على الشيشانِ قِفْ أَلْقِ السَّلاَما
تلقَّتْ وحْدها شَرَّ الأَعادي
تَحَصَّنَ في جَوانبِها رِجالٌ
تَغَنَّوْا في خنادقِهمْ غِنَاءً
سَلاَمُ الذُّلِّ لا يرضاهُ شَهْمٌ
أما أَيقظْتِ يا غْرُزْني النِّيامى
تزاحَمَتِ العِدا مِنْ كلِّ صَوْبٍ
جيوشُ الروسِ قد جاءُوا تِباعاً
إذا أَلْقَتْ قذائفَها تَدَاعَتْ
صَواريخٌ وفي الأجواءِ تُلْقَى
مَعاركُ حَوْلَها دارتْ رَحَاها
تَتَرَّسَ في مَعاقِلِها رجالٌ
بأيديهِمْ قذائفُ جاهزاتٌ
كأنَّ الجِنَّ فيها قد تَلاقَوْا
تَرى الأرتالَ فيها مُلقَياتٍ
أيا غْرُزْني وقد حَدَثَتْ مَآسٍ
تعاظمتُمْ على الأحداثِ حَتَّى
فَيا لَلّهِ كَمْ ذَهَبَتْ ضَحايا
ويا حكّامُ ما هذي المخازي
أَيُقْتَلُ إِخْوَةٌ في كلِّ قُطْرٍ
أيا غْرُزْني فلا تَبغي نَصِيراً
بَنُو الإسلامِ يَحْكُمُهُمْ بُغَاةٌ
كَفَاكُمْ أنكمْ لله جُنْدٌ
فَلَيْسَ سِوَى الإِلهِ اليَوْمَ عَوْنٌ

وَحَيِّ رُبُوعَهُمْ حَيِّ النَّشَامى
وفي جَنَباتِها مَجْدٌ تَسَامى
أُسُودٌ لا يَخافونَ الحِماما
حِداءَ الحربِ يَنفونَ السَّلاما
وَهَلْ يُرجَى مِنَ الأَعْدا سَلاما
وقد عارَكْتِ أحداثاً جِسَاما
رَزَمْنَ على جوانبها رِزَاما
فلمْ تفهمْ حَلاَلاً أو حَرَاما
بناياتٌ غَدَتْ فيها حُطاما
تُحيلُ سماءَها الزرقا قَتاما
تُشِيبُ الطفلَ حقّاً والغُلاما
أشاوسُ لا يَمَلُّونَ الزِّحَاما
لهيبُ النارِ يضطرِمُ اضطراما
أو الأشباحُ خاضتْها ظَلاما
على جنباتِ أَدْرُبهِا حُطَاما
مِنَ الأعداءِ حرَّكَتِ الأَنَاما
كأنَّ الموتَ يَمْتَشِقُ الحسَاما
وأطفالٌ غَدَوْا فيها يَتَامى
وما هذا التخاذلُ يا غشَامى
ولم تُبْدُوا احتجاجاً أو كلاَما
بَنُو الإسلامِ ما زالُوا نِيَاما
ومِنْ جَبَرُوتِهِمْ مَنَعُوا الكلاَما
صَبَرْتُمْ في الوَغَى جُنْداً كِرَاما
نَصِيرٌ قَادِرٌ يَمْحُو الظَّلاَما .

                                                                                                          يوسف السباتين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *