العدد 158 -

السنة الرابعة عشرة _ كانون الأول 1421هــ _ حزيران 2000م

من نتائج اندحار اليهود من لبنان

          يمكن للمرء أن يستخلص عدة نتائج مهمة أسفرت عنها عملية الاندحار المذل لليهود وعملائهم من جنوب لبنان ومنها:

          1-  لقد سقطت مقولة (شعار) بيار الجميل «قوة لبنان في ضعفه».

          2-  وسقطت أيضاً مقولة كميل شمعون وأقرانه «مستعد أن أتعاون مع الشيطان لحماية نفسي» فها هو الشيطان الذي راهنوا عليه لم يستطع حماية نفسه فاضطر للتمترس بهم كأكياس من الرمل ثم تركهم يواجهون المصير المجهول وتخلى عنهم بكل بساطة.

          3-  تكرست الصورة السوداء للعميل والعملاء أكثر، وازدادت قبحاً، وأصبحت مرادفة للخيانة بعد أن كان كل طرف يتباهى بعلاقاته السرية والعلنية باليهود، وظهر للناس أن الذل الذي يلقاه العميل ممن استعملوه يسبق الذل الذي يلقاه من بني قومه.

          4-  إن سقوط العملاء الصغار يبشر بقرب سقوط العملاء الكبار، فالعمالة لا تتجزأ وليس أمامها كبير وصغير، فكلها خيانة للأمة سواء أحصلت على يد الصغير أم الكبير ويشمل ذلك معشر المهرولين أيضاً.

          5-  سقطت مقولة «الجيش الذي لا يقهر» وتبين للمخدوعين المصابين بعمى الألوان أن هذه الأسطورة حاكتها الدعاية اليهودية، وساعدها في الترويج لها بعض الأنظمة العربية، وذلك إمعاناً منهم في تركيع الأمة وإذلالها بالرعب لكي تُسلس الانقياد لليهود وحلفائهم وصنائعهم المحليين.

          6-  هناك بعض الزعماء اغتاظوا كاليهود تماماً، لأنهم يعتبرون كل هزيمة لليهود هي هزيمة لهم، وكل ظهور للمسلمين هو بداية انهيار لما يتربعون عليه، وكل فرحة للمسلمين هي شماتة بهم وبحلفائهم.

          7-  إن الرعب الحقيقي تملّك اليهود ولن يفلحوا في الفكاك منه، وسوف يبقى هذا الرعب يلاحقهم مصداقاً لقوله تعالى: (ضُرِبت عليهم الذلة) وسوف يزداد خوفهم من كل مسلم متدين أينما كان لأنهم ذاقوا معنى أن يكون المسلم ملتزماً.

          8-  هذه هي أفضل اللحظات للانقضاض على هذه الغدة السرطانية الخبيثة لأنها مهزومة من داخلها ومنهارة جيشاً وشعباً مهما امتلكت من سلاح. فكل سلاح الدنيا لا يطمئن الخائف من داخل نفسه أو المهزوم من داخله. ولكن يبقى هناك إحساس نسأل الله أن يجنبنا إياه وهو قيام بعض الزعماء العرب بالتفتيش على مخرج لهؤلاء اليهود لإنقاذهم من حالة الرعب واليأس فيفتعلون معهم مسرحية لعلها تكون كفيلة برفع معنوياتهم قليلاً.  نسأل الله أن يرتد كيدهم إلى نحورهم.

          9-  إن بداية الانهيار تكون بطيئة ثم تتسارع لتصل إلى مستقرها، والناس لم يلاحظوا سوى البداية وسوف تتسارع التداعيات بوتيرة أقوى فتجرف في طريقها العدو والعميل في كل المنطقة بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *