العدد 157 -

السنة الرابعة عشرة _ صفر 1421هــ _ أيار 2000م

السـودان نمـوذجـاً

ـ     انفجر الصراع داخل فريق الحكم في السودان، وداخل (المؤتمر الوطني) بالذات، وكأنـه لا ينقص السودان سوى هذه الخطوة بعد أن كان أهل السودان يظنون أن مشاكلهم تختزل في حرب الجنوب الانفصالية.

ـ     يظن أهل السودان وغيرهم من المسلمين أن انتهاء حرب الجنوب ينهي جميع مشاكل السودان فيعم الرخاء ويسود الوئام، ولا يدرون أن أميركا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الطامعة مثل اليهود لن يدعوا منطقة من العالم الإسلامي تنعم بالهدوء فكلما هدأت مشكلة أشعلوا أخرى.

ـ     لو قُدّر لأهل السودان إطفاء حريق الجنوب فسوف يقوم أعداء الأمة بإشعال حريق آخر ربما في حلايب، أو مع أثيوبيا أو مع أرتيريا، أي مع الجيران.

ـ     ولو قُدّر لهم السيطرة على حروب الجيران ومؤامرات الدول الكبرى الحدودية فإن المعارك ستنتقل إلى الداخل تحت شعارات المعارضة والموالاة، أو اليسار واليمين، أو البشير والترابي، أو المهدي والترابي، أو الأنصار والختمية.

ـ     يخطئ من يظن أن مشاكل المسلمين سوف تنتهي في ظل تداعي الأمم أو تداعي الأكَلَة على قصعتها، وفي ظل غياب الراعي. ويخطـئ أكثر من يظن أن أميركا وبريطـانيا وفرنسـا وروسيا واليهود سوف يتركون المسلمين يقررون مصيرهم ومستقبلهم بعيداً عن التدخل السافر في شؤونهم.

ـ     إن كل الحرائق المشتعلة في مناطق شتى من العالم الإسلامي وراءها يد خبيثة عابثة عامدة متعمدة لإشغال المسلمين وإغراقهم في مشاكل لا تنتهي، وإلهائهم في ذيول الأحداث عن الأحداث نفسـها، وإبعادهم عن العمل الجـاد المخلص الكفيل بتخليصـهم من المآزق المميتة التي تستنـزفهم.

ـ     إن الحل الذي يفرّ منه المسلمون ويتهربون من استعماله هو الوحيد الكفيل بمعالجة جميع قضاياهم وحلها حلاً جذرياً، ولا سبيل غيره، ألا وهو (ذاتُ الشوكة)، الذي يتطلب تضحية وصبراً ومعاناة، ولكنهم يؤْثرون المخارج السهلة، وأسلم الطرق لا أصلح الطرق، وهذا يناقض سنن الكون، ويناقض الحكم الشرعي، ويطيل من عمر الفساد والتخلف والهزيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *