العدد 220 -

السنة التاسعة عشرة جمادى الأولى 1426هـ – حزيران 2005م

مأساة أوزبكستان جرح آخر

مأساة أوزبكستان جرح آخر

 l  جرح آخر ينزف في أطراف الجسد الإسلامي على يد الجلاد كريموف، بالتواطؤ مع روسيا (بوتين) وأميركا (بوش)، مما شجع هذا الطاغية لارتكاب جرائم لا تقل سوءاً عن جرائم ميليسوفيتش، وكاراجيتش، وماركوس، وتشاوتشيكو… وغيرهم. لكن عمالته لكل من روسيا وأميركا أمّنت له تغطية، وأمنت لجرائمه ستاراً حديدياً يشبه تماماً الستار الذي كان أيام الاتحاد السوفياتي المنهار.

 l  لقد دبّر الطاغية مؤامرة دنيئة ورسمها بدقّة، واستعان بخمسة آلاف قمعي من عسكر بوتين، وحرّض زبانيتُه الناسَ على التظاهر، واستعدّ جلاوزته لإطلاق الرصاص على الجمهور المحتشد من النساء والأطفال والشيوخ، ثم افتعل مسرحية اطلاق السجناء لكي يطلق النار على الآلاف، ويصفّي جسدياً كل من تطاله رصاصات الخونة والمرتزقة، ثم أخرج المسرحية إعلامياً في مؤتمره الصحفي، وبذل كل جهده لمنع تسرب أي خبر أو صورة من داخل مسرح الجريمة في أنديجان.

 l  قبل حوالى ربع قرن، تظاهر بعض الطلبة في ميدان تيانامن في الصين، فأطلقت السلطات الصينية النار عليهم، فقتل منهم بضعة عشر طالباً، وقامت الدنيا ولم تقعد في أميركا وفي بعض الدول المنتمية إلى ما يسمى زوراً «العالم الحر» وأصبحت هذه الحادثة سلاحاً يشهر دائماً في وجه الصين بوصفه كلمة حق يراد بها باطل. أما تجاه مجزرة أنديجان فقد صمت (العالم الحر) ونطق بعضه ببضعة كلمات خجولة.

 l  أميركا دولة هاجسها المصالح وعدوها المبادئ، وشعاراتها بالحرية والديمقراطية زائفة، لقد باعت كل مسلمي أوزبكستان بقاعدة عسكرية تضمن علاقات ودية مع الطاغية كريموف، هذا إذا لم نقل إن تصرفاتها صليبية، والدليل على ذلك واضح وكل الناس تعرفه، ألا وهو موقفها من فصل جزيرة تيمور عن إندونيسيا، وحشدها للتدخل الدولي والأمم المتحدة؛ لكي تنفذ عملية بتر فرع عن أصل.

 l  لا نتوقع من أميركا أو روسيا أو بريطانيا أن تنصف المسلمين، فالعداء تاريخي، والممارسات لا تنتهي، والتضليل لا يمكن أن يخفي حقيقة بغضائهم، وما تخفي صدورهم أكبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *