العدد 222 -

السنة التاسعة عشرة رجب 1426هـ – آب 2005م

العُــقــاب

العُــقــاب

إِنْ عَـزَّ قَومُـكَ بالرّايـاتِ   وافْتَخَـرُوا

والجَهْلُ خيَّم فَانْساقُـوا وَمَـا   اعْتبَـرُوا

قُـمْ لِلرَّسُـولِ وَقَبِّـلْ وَجْـهَ   رايَـتِـهِ

واجْهَـرْ بصَوْتِـكَ والرّايـاتُ  تَنْتَشِـرُ

اللهُ أَكـبَـرُ والأحْـــلامُ   وَاقِـعَــةٌ

اللهُ أكبَـرُ هــذا الصُّـبـحُ   يَنفـجـرُ

غَـداً تُطِـلُّ خُيُـولُ النَّصـر  زاحِفَـةً

خَلْفَ العُقـابِ وكـلُّ الرَّكـبِ   ينتظـرُ

فامسـحْ دموعَـك واستبشـر   لطَلعتهـا

شمسُ الخِلافةِ هل تُطـوى   وتحتضـرُ؟

أيْـنَ الخَليـفَـةُ والدُّنـيـا    بِإمْـرَتِـه

والكـونُ أشـرَقَ والآفـاقُ   تَفْتَـخِـرُ؟

والنّـاسُ أسعـدُ مَـا كانَـتْ   ببَيْعَـتِـه

ِحتى الكواكبُ حتى الشَّمْـسُ    والقَمَـرُ

وَالأَرْضُ تُنْـشِـدُ ألحـانـاً    مُبَجَّـلَـةً

والنَّهْرُ يَعـزِفُ والأَغْصـانُ   والشَّجَـرُ

والمُسْلمونَ بِثَـوْبِ العِـزِّ قـد  رَفلُـوا

لمّـا أَعَـدُّوا ففـازوا مِثْلمـا   صَبَـرُوا

هَجْـرُ التخـاذُلِ سيماهُـمْ    ودَيْدَنُـهـم

لَوْلا الجِهادُ لَما سَـادُوا ومـا    عَبَـرُوا

سَـلْ أَهْـلَ ذِمَّتِنـا فـي ظِـلِّ   دَوْلتِنـا

في عِزِّ مِحْنَتِنَـا هـلْ راعَهُـمْ    خَطَـرُ

ما بالُنـا اليـومَ نبكـي مَجْدَنـا   أسَفـاً؟

حُكّامنـا لكِتَـابِ اللهِ قَــدْ  هَـجَـرُوا

والمسلمونَ بسـاحِ الـذُّلّ قَـدْ    وَقَفُـوا

بَعْدَ الخِلافَةِ كمْ هانُـوا وكـم   صَغُـروا

رُوما تقـولُ وقـدْ ضاقَـتْ   بِشِرْعَتِهـم

تَسْتَعْجِلُ الوَعْدَ هَلْ في القَوْمِ منْ خَفَرُوا؟

روما تَئِـنُّ وَمِـنْ «باباتهـم»    سَئِمـتْ

تستقـدمُ الفَتْـحَ تَسْتَجديـكَ يـا    عُمـرُ

والنّاسُ في الغرب أشْقى مِـنْ   بَهائِمِهـا

تَغْدو تَروحُ ومـا فـي القَلْـبِ   مُعْتَبَـرُ

أينَ العُلـومُ؟ وأيْـنَ المـالُ  مُنْغَمِـسٌ؟

أَيْنَ الصِّنَاعةُ؟ هـل تُغنـي إذا  كَفَـرُوا

بَغْـدادَ قُولـي لِكُـلِّ الأرضِ   قاطِـبـةً

كيف العلوج بمهد العـز قـد   سخـروا

كـلُّ الشُعُـوبِ لهـا تاريخُهـا   أبَــداً

إلاكَ بـوشُ فـلا يَغْرُرْنَـكَ    النَّـظَـرُ

إنّـا لَنَنْظُـرُ فـي الأَعْـداءِ   نَظْرَتَـنـا

نَغْتَـرُّ أكثَـرَ فـي الإقْـدامِ إنْ كَثُـرُوا

والقُدسُ تَبْكي وما في القـومِ    مُعْتَصِـمٌ

شارونُ عَرْبَـدَ والشُّـذَّاذَ قَـدْ   سكـرُوا

متى اليهودَ بسـاحِ العـزِّ قـدْ    نَزَلـوا

متى القـرودَ علـى أنْقاضِنـا    كَبُـرُوا

لكـنَّـه خَـبَــرٌ والـذِّكْــرُ    أَوْرَدَه

فاسأل بَربِّك مَنْ خَاضوا وَمَـنْ   خَبِـرُوا

إنَّ العُقـابَ لَـرَمْـزٌ للـعُـلا   أبَــدا

ًدارَ الزَّمـانُ وعـادَ النَّصـرُ   والظَّفَـرُ

هـذي العُقـابُ أَظلَّـتْ مَجْـدَ   هامتِنـا

والعِـزُّ يَغْمُرُهـا والخَـوْفُ يَنْشَـطِـرُ

شَمْسُ الخِلافَـةِ قَـدْ لاحَـتْ   بَشائِرُهـا

فيـا سُراقَـةَ كبِّـر جـاءَك    الخَـبَـرُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *