العدد 222 -

السنة التاسعة عشرة رجب 1426هـ – آب 2005م

مع القرآن الكريم: مظاهر الوحدانية 2

مع القرآن الكريم: مظاهر الوحدانية 2

إن ما خلقه في الكون من موجودات وكائنات عظيمة الكثرة، تحتاج لكي تبقى وتتكاثر إلى ما يضمن لها -وفق مشيئة الله- سبل البقاء؛ فكان لابد من رزق تحيا به وتنمو. والله الذي خلق تلك الموجودات وملكها هو الذي يسدي إليها النعم ويرزقها، وهو متفرد وحده بهبة هذه الأرزاق وحده بحسب ما قال سبحانه عن نفسه: ﴿إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيراً بصيراً﴾ [الإسراء].
بـل إن الله تعالى لم يسمِّ نفسه في القرآن باســـم يدل عــلى أنه يــرزق إلا بصــيغة المبالغة ﴿الرزاق﴾ فهو سبحانه لا يرزق الخلق فحسب، بل أنه يبالغ في إمداد الخلق بالرزق عدد لحظات الحياة ونسمات الأنفس.
– قال تعالى: ﴿ إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين﴾ [الذاريات 58].
– وقال تعالى: ﴿يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون﴾ [فاطر 3].
– وقال تعالى: ﴿ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم﴾ [الإسراء 31].
– وقال تعالى: ﴿قل من يرزقكم من السماء والأرض أمّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون﴾ [يونس].
– وقال تعالى: ﴿إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا﴾ [العنكبوت17].
تفرد الله تعالى بالتدبير
كما ضمن الله سبحانه لمخلوقاته البقاء والتنامي بكفالته لأرزاقهم، فإنه عز وجل تكفل بتدبير النظام الذي تسير عليه أنماط حياتهم، وينتظم به ناموس معيشتهم، وفقاً للسنن الإلهية، وذلك حتى لا يظطرب الوجود، أو يزول الوعد المحدد له.
– قال تعالى: ﴿إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون﴾ [يونس] ﴿يدبر الأمر﴾ أي يقدر أوائله وأواخره، وينسق أحواله ومقتضياته، ويرتب مقدماته ونتائجه، ويختار الناموس الذي يحكم خطواته وأطواره ومصائره. (في ظلال القرآن).
– وقال تعالى: ﴿ قل من يرزقكم من السماء والأرض أمّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من  ﴾4الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ﴾ [يونس] ﴿ ومن يدبر الأمر  أي في هذا الذي ذكر كله، وفي سواه من شؤون الكون وشؤون البشر؟ من يدبر الناموس الكوني الذي ينظم حركة هذه الأفلاك على هذا النحو الدقيق؟ ومن يدبر هذه الحياة فتمضي في طريقها المرسوم بهذا النظام اللطيف العميق؟ ومن يدبر الســنن الاجـتماعية التي تصـرف حـياة البشـر والتي لا تخطـئ مرة ولا تحـيد؟ ومن؟ ومن؟ ﴿ فسيقولون الله ﴾ (في ظلال القرآن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *