العدد 222 -

السنة التاسعة عشرة رجب 1426هـ – آب 2005م

المنفيين والجنسيات المزدوجة

المنفيين والجنسيات المزدوجة

لقد أصبح المنفيون والمهاجرون من أبناء الأمة من أخطر الناس عليها وعلى أمنها ومستقبلها، ولقد أحسنت الدول الغربية التعامل معهم فتولت رعايتهم وتدريبهم وغسل أدمغتهم، فمنحتهم جنسيات أجنبية، وحوّلتهم إلى عملاء مخلصين يحملون جنسية مزدوجة ولكنهم يدينون بالولاء للدول الكبرى الطامعة التي تقوم باستعمالهم قفازات أو «نعل اللص» في بلاد المسلمين.

حصل ذلك في أفغانستان مع كارازاي وأمثاله، وفي العراق مع علاوي وأمثاله، ولو دققنا في جنسيات من يحكمون العراق الآن لوجدنا أغلبهم يحمل جنسية أخرى، وكأن الجنسية أصبحت مغرية لدرجة أنها أصبحت ثمناً لشرائه كعميل مخلص.

أما في لبنان، فقد ظهر بعد مقتل الحريري أن قادة الأجهزة الأمنية يحملون جنسيات فرنسية وأميركية وبريطانية، لكن ذلك لم يكترث له أحد في لبنان بسبب أن الكثيرين فيه يحملون جنسية مزدوجة، لكنها لا تشكل خطورة بمثل خطورة أن يكون مسؤولاً خطيراً يحمل جنسية بلد آخر أقسم يمين الولاء له على حساب أمته وأهله.

ليس من المتوقع أن يعترض أحد من بلادنا ممن هم في مركز المسؤولية على هذه الجريمة السياسية بحق الناس، وهي أن يحكمهم مسؤول وكأنه يمثلهم، ولكنه يمثل الدولة التي منحته الجنسية، وكلفته بحكم الناس تحت ذريعة أنه من جذور محلية، مع أنه لا يملك من الجذور سوى اللباس الخارجي الذي يتدثر به كارازاي بعباءته المعروفة لكي يضلل بعض البسطاء من الناس في بلاده.

المهم في الموضوع أن يعرف الناس أن من يدّعون تمثيلهم زوراً هم يمثلون عليهم، ويمثّلون المحتل ليس بصفة عميل فحسب، بل هو منهم، عاش بينهم، ودرس في مدارسهم وجامعاتهم، وحمل جنسيتهم، وأخلص في الولاء لهم. أميركي أو بريطاني أو فرنسي يحكم بلداً من بلداننا باسمنا وكأنه منا.

هلاّ كشف المسلمون ذلك في واقعهم ورفضوه، فلا يندفعوا إلى شِباك الانتخابات وشِراك الديمقراطية التي تستورد لنا مثل هذه البضاعة الغربية لتحكمنا؟!
إن التجربة هذه سوف تتكرر، في بلدان أخرى من بلدان المسلمين، ولن تكون ليبيا آخرها مثلاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *