العدد 223 -

السنة التاسعة عشرة شعبان 1426هـ – أيلول 2005م

الانسحاب إسرائيل تفرض قواعد اللعبة

الانسحاب إسرائيل تفرض قواعد اللعبة

l لماذا قررت إسرائيل الانسحاب من طرف واحد من غزة، وأن لا تُلزم نفسها باتفاقيات وشروط، مع أنها لا تعترف بالاتفاقيات حتى لو وقعتها؟ لقد احتلت غزة عام 1956م ثم انسحبت، واحتلتها عام 1976م وانسحبت بعد اتفاقية أوسلو، ثم دمرت مقرات السلطة والمطار بعد الانتفاضة وأمسكت مرة أخرى بغزة، وها هي تسحب المستوطنين دون اتفاق مع أي طرف.

l الذي يفرض قواعد اللعبة هو شارون بغطاء من السلطة الفلسطينية وحكام العرب وأوروبا وأميركا، بل هناك فريق أمني مصري على رأسه الفريق البحري الذي يتابع أدق التفاصيل لإخلاء المستوطنات، وكأن مصر قامت بدور الكفيل تجاه إسرائيل بأن تكفل لها حدوداً آمنة تماماً كما هي حال الأمن على حدود فلسطين من الجهات الأربع، وهذا يشكل طمأنينة لإسرائيل. ويبدو أن إسرائيل تكرر تجربتها في لبنان عام 2000م حينما ضمنت حدوداً شمالية آمنة دون توقيع صلح منفرد مع لبنان، بل توازنات عرفية مفادها (لا تضربونا لا نضربكم) أو بطريقة مقلوبة (احمونا نحميكم).

l إن هاجس إسرائيل الأساسي هو الأمن، وكيف تؤمن هذا الأمن، وقد اكتشفت بالتجربة أن أفضل من يؤمن لها أمنها هو العرب أنفسهم، وجميع الحدود المحيطة بالكيان الغاصب تؤكد ذلك.

l لقد أعطت إسرائيل انطباعاً عالمياً أنها ضحّت تضحيات جسيمة من خلال مسرحية إخلاء المستوطنين وما رافقها من حشد ثلاثة آلاف صحفي ومراسل، بينما تذبح وتدمر مخيم جنين بعيداً عن الكاميرات، وكأنها تقول يجب على الطرف الفلسطيني أن يضحي بالقدر نفسه، وأن لا يفكر بالحصول على تضحيات أخرى من إسرائيل.

l إن عدد من يقطنون في بعض المستعمرات لا يتجاوز عشرة أشخاص في (كفر يام)، و30 مستوطناً في كيرين (عاتصمونا)، و40 مستوطناً في (شيرات هيام)، و60 مستوطناً في (تل قطيفة)، و30 مستوطناً في مستوطنة (سلاف)… الخ. وهكذا تكذب إسرائيل على العالم ويشارك الإعلام العالمي والعربي في تضليل الناس، وإيهامهم بأن إسرائيل تتعرض لآلام تشبه كذبة آلام النازية.

l قال وزير خارجية السلطة الفلسطينية: إن السلطة تلقت تطمينات من بوش علناً بأن انسحاب غزة لن يكون أولاً وأخيراً، لكنه قال: لا يوجد ضمان خطي لكن التصريح العلني لأميركا يجب أن يكون كافياً، وهو لا يشك في الموقف المعلن.

l ويبقى السؤال الذي يُزعج المبتهجين بالانسحاب، وهو: أين فلسطين التاريخية؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *