العدد 223 -

السنة التاسعة عشرة شعبان 1426هـ – أيلول 2005م

شرم الشيخ للسياحة والسياسة

شرم الشيخ للسياحة والسياسة

يمكن القول إن شرم الشيخ هي منطقة للسياحة والسياسة ولمآرب أخرى، مناسبة الحديث عن هذا المنتجع ليس التغني بأمجاده، وإنما للتعليق على مؤتمر عقد هناك في 21-22 آب 2005م بدعوة من صالح كامل (رجل الأعمال السعودي الذي يجمع المتناقضات، فهو يملك مصارف، وفضائيات، ومنتجعات سياحية قد يكون بعضها في شرم الشيخ ويملك أيضاً قناة إقرأ الفضائية التي توصف بأنها إسلامية والتي غطت المؤتمر من خلال النقل المباشر للمناقشات)…

المؤتمر كان عن ما يسمى (الإرهاب) والمؤتمرون كانوا كل العلماء الذين يتكرر ظهورهم في الفضائيات الناطقة بالعربية. وفي اليوم الأول تحدث الجميع وأفرغ كل واحد ما في جعبته فانشرحت أسارير راعي المؤتمر، لكن في اليوم التالي انقلبت الموازين فانزعج الراعي وقال كلاماً يفيض بالحسرة والإحباط، وكانت قمة التناقضات قد ظهرت خلال مناقشة البيان الختامي، وكان الذي استثار البعض ورود كلام في البيان يصف من يمارسون الأعمال التفجيرية بالخوارج، وبالصائل، وبالمرتد، وبقطاع الطرق، ووصفوا علاجات لذلك كلها مثيرة. فقال أحدهم: جيء بنا إلى هذا المؤتمر وكأنه سيق سوقاً فانزعج صالح كامل. وقال آخر: نحن نحاور أنفسنا. وقال آخر: هذا الكلام لم يصدر في حق بوش وشارون… لطفاً بهؤلاء فهم أبناؤنا حاوروهم أقنعوهم اذهبوا إلى السجون… خاطبوا الحكام… عالجوا أسباب العنف. وبعضهم اعترض على العمليات الاستشهادية وتحدث عن عدم جوازها شرعاً.

تعليقاً على ذلك المؤتمر يمكن القول: لم نكن نتمنى أن نرى هؤلاء العلماء في هذا الموقف المحرج الذي أوقعهم فيه صالح كامل، وكنا نتمنى أن يترفعوا عن هذه المهازل، فالمسألة لا تعالج بمؤتمر ولا بمئة، خاصة وأن أبرزهم قال في المؤتمر: هذا عاشر مؤتمر نحضره عن الإرهاب فماذا قدمنا؟

المسألة أن ما يسمونه (إرهاب) ليس بعيداً عن الأنظمة الدولية والعربية، وخيوط اللعبة بيد اللاعبين الكبار والصغار. ومن قال لهم إن الكبار والصغار يريدون إيقاف اللعبة، فليتهم كبّروا عقولهم ومارسوا نصائحهم عبر منابر وقنوات أخرى.

اتقوا الله في أمتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *