العدد 223 -

السنة التاسعة عشرة شعبان 1426هـ – أيلول 2005م

شهدت شعوب الأرض أنك مجرم – قصيدة

شهدت شعوب الأرض أنك مجرم – قصيدة

إني طرِبْتُ على اعتباري   شاعراً 

 

كالــطيرِ بين الزهـرِ والأغصـانِ

أفيَطْرَبُ المحزونُ وهْـو  مكبـلٌ  

 

بقيـودِهِ فـي غمـرةِ  الأحـزانِ؟

حُزني على دار الخلافة إذ  خَوَتْ  

 

وهـوى كيـانٌ شامـخُ الأركـانِ

حُزني على الأَوْصالِ كيف تمزَّقتْ   

 

عَـصَفَتْ بهـا وحشيـةُ العـدوانِ

ومن المروءةِ أن أَظـلَّ  مساويـاً   

 

سمتي علـى نسـقٍ مـن  الإيمـانِ

وزهدت في الدنيا على صوفيَّتـي   

 

ساعـاتُ ليلـي خلتُهـا كثـوانِ

وحَمَلتُ هـمَّ المسلميـن لأنهـم

 

أضـحَـوا بـلا راعٍ ولا سلطـانِ

ولقد طُعِنَتُ ومعْ سلامـةِ نيتـي 

 

مـن كــل قـاصٍ مفتـرٍ أو دانِ

جمعوا دعاوى الجاهليةِ إذ غَـدَتْ  

 

موسومــةً بالنقـصِ  والبُـطـلانِ

قوميـة قـد أنْتَنَـتْ فنكرتُـهـا

 

ونبذتُهـا فــي عالَـم النسـيـانِ

البعثُ قدَّسهـا وقـد كانـت له

 

دينـاً مفضلــةً علـى  الأديــانِ

هتفوا بتربتهـا وكـان شعارُهُـمْ 

 

دعـوى مسطَّرَةً علـى  الجـدرانِ

لكنَّهـم باعـوا العـراقَ  خيانـةً

 

وتـواطأُوا مـع زمـرةِ  الطغيـانِ

يا بوشُ غرَّك ما ملكْتَ من القوى  

 

إنَّ اغـترارَكَ من رؤى   الشيطـانِ

وَبطِرْتَ فوقَ الأرضِ حـتى خلتَها 

 

تُصغي فتوقِفُهـا عـنِ  الـدَّورانِ

ستدور دورتَها وتطحنُك الرَّحـى  

 

وتبـوءُ بالويـلاتِ   والخُـسْـرانِ

جئتَ العراق فهل أتيـتَ لنزهـةٍ 

 

تقضي بها عيـداً مـع   الخِـلاَّنِ؟

لو كنتَ تعقِلُ لاتَّعظْتَ بما مضـى  

 

هلاّ ذكـرْتَ هزيمـةَ   الرومـان؟

هلاّ سألتَ هِرَقْـلَ عـن أيامـه؟ 

 

وسألت قومَ الفرس من  ساسـان؟

جاء التتارُ إلى العـراق وأمعَنُـوا   

 

حرقـاً وتقتيـلاً وهـدمَ  مبانـي

لكنَّ عينَ جَالُوت تروي ما  جرى   

 

نثرت جماجمهـم علـى الكثبـان

لكأنمـا التاريـخُ جئـتَ تعيـدُهُ 

 

قفزَتْ بوجهِـك ثـورةُ البُركـان

ووضعتَ رِجْلَكَ في لهيبٍ جاحـمٍ  

 

وقذفْتَ جندَكَ في لَظَـى  النيـرانِ

وجنودُك الباغون كيـف تقطَّعـوا 

 

مِزَقاً، وإن  عادوا ففـي  الأكفـانِ

لولا الخيانـةُ مـا أتيـتَ بلادَنـا 

 

ولَمَـا دخلـتَ معابـرَ الشطـآنِ

لمّـا أراد اللهُ بَـعْـثَ عـذابِـهِ  

 

لم يحتجِ الزلـزالُ بضـعَ   ثـوانِ

فارتجَّ قاعُ البحرِ ثـم تعاظَمَـتْ 

 

أمواجُـهُ يُـنْـذِرْنَ  بالطُـوفـان

وطغى المحيطُ على البقاعِ بمائِـهِ  

 

وقضى ألوفٌ من بنـي  الإنسـانِ

الأتقيـاءُ المخلصـون وضعتَهُـمْ  

 

في (غوانتنامو) داخلَ   القُضبـانِ

إن الحضارةَ عندكمْ فـي طيِّهـا   

 

لَتَنُـمُّ عـن دونيـةِ   الحـيـوانِ

يا بوشُ ويلَـكَ تـزدري  بمحمـدٍ

 

موروثُكُـمْ حقـدٌ عـن  الكُهَّـانِ

عيسـى أخـوه، وأمُّـه صِدِّيقَـةٌ

 

وعلـى بـلاغ الوحـي  يلتقيـان

مَعَ طهرِها وهي البَتُـولُ مُعـاذةً   

 

ووليدَها مـن نَزْغَـةِ    الشيطـانِ

عيسى رسولُ الله وهـو    بِشـارةٌ

 

إنجيلُـهُ صِنْـوٌ مـع   الـقـرآنِ

حَرَّفْتُمُـوه وقـد ضَلَلْتُـمْ بَعـدَه

 

حتى غـدا لفظـاً بغيـرِ معانـي

ثم اقترفْتُـمْ بعـد ذلـك نِحْلَـةً  

 

أُكْذُوبَـةَ التثليـثِ  والصُلـبـانِ

نحـن الأولـى أدرى بمـا بيَّتَّـهُ  

 

من مكرِ غـادرةٍ ومـن   شَنَـآنِ

ومن السياسةِ أننـا سنريـك مـا 

 

نُنْسيكَ فيـه وسـاوسَ  الشيطـان

وإذا جنـودُ الله ثَـمَّ تَنَـزَّلَـتْ  

 

شالَـتْ بحظِـك كفـةَ  الميـزانِ

فترى الهزائـمَ آخـذاتٍ بعضُهـا 

 

برقابِ بعضٍ مـع مزيـدِ هَـوَانِ

شَهِدَتْ شعوبُ الأرضِ أنكَ مجرِمٌ 

 

وعلى ضَلاَلِـكَ يشهَـدُ   الثَّقَـلانِ

لتعاقَبَنَّ بما اقترفْتَ ومـا جَنَـتْ   

 

يدُك الخبيثـةُ مـن دمِ   الصبيـانِ

فالذئب لا يرضى الجنايـةَ  هـذه  

 

لو كان حتى في قطيـع   الضَّـانِ

إن الخلافـةَ قـد أظـلَّ زمانُهـا 

 

والنصـرُ يأتينـا مـن   الرحمـنِ

فترى الفوارسَ في ميادينِ   الوَغَى 

 

في الحربِ ينقضُّـون    كالعُقبـانِ

وترى الأبيَّ يصولُ فوقَ جـوادِهِ  

 

وترى الكَمِـيَّ موشَّحـاً   بسَنَـانِ

غاب الخليفةُ واستبـانَ عَوَارُنَـا   

 

وَسَطَا على الإسلامِ كـلُ    جَبَـانِ

فلسوف لا يحمي الحِمى إلا فتًـى  

 

شيـخٌ يطبِّـقُ شِرعـةَ    القـرآنِ

يأتي الخليفـةُ والكُمَـاةُ  تَحُفُّـهُ  

 

فكأنَّنـا فـي بَيْعَـةِ   الـرِضـوانِq

 

 

فتحي محمـد سليـم عـزون

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *