العدد 223 -

السنة التاسعة عشرة شعبان 1426هـ – أيلول 2005م

أين تذهب أموال المسلمين الهائلة؟

أين تذهب أموال المسلمين الهائلة؟

نشرت الصحف العالمية توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية بأن صافي الإيرادات النفطية لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ستبلغ 430 مليار دولار مع نهاية هذا العام. وحيث إن بلدان العالم الإسلامي تحتل جلَّ هذه الإيرادات بنسبة تزيد عن 91%

كما يبين الجدول التالي

 يعني إن حصتهم تزيد عن 390 مليار دولار، فأين تذهب مثل هذه الأموال كل سنة؟

إن آلاف الملايين التي يبينها الجدول السابق هي جزء من إيرادات تلك الدول في سنة واحدة، وهي عبارة عن أموال النفط المعلن فقط، وهو ملك للمسلمين وليس لحكام الضرار وزبانيتهم في تلك الدول، وهي ليست كل الأموال في أقطار العالم الإسلامي، بل هي جزء منها. وإن هذه الأرقام مرشحة للزيادة –بحسب المصدر نفسه-؛ لأن الطلب على النفط في ازدياد مستمر مع عدم إمكانية زيادة الإنتاج بنفس النسبة.

والمدقق في ميزانيات تلك الدول يرى أنها في غالبها لا تزيد عن نصف الأموال التي وردت في الجدول النفطي فقط، بل تقل عن النصف بكثير عند البعض، مع أنهم يدخلون في هذه الميزانيات جميع النفقات في جميع القطاعات، حتى مراسم الاستقبال والتشريف التي تنهب الكثير بلا فائدة، وحتى مصاريف الأمراء الشخصية والخيالية، وحتى جميع المشاريع التي يتشدقون ويمنّون بها على الناس أصحاب الحق، وحتى نفقات الحرب التي يشنها الكفار على بلاد المسلمين، وحتى على إقامة جنودهم وقواعدهم في بلاد المسلمين ليحموا عروشهم، وحتى مساعداتهم للبراجواي وكمبوديا وموزمبيق، وحتى تبرعاتهم لمراكز ومؤسسات غربية ويابانية، وغيرها الكثير من الأموال المنثورة هدراً بأيدي حكام خونة سفهاء بزوا في خيانتهم شياطين الإنس والجن.

فمثلاً، كانت ميزانية السعودية لسنة 2004م حوالي 60 مليار دولار، وكان تقرير وزارة المالية السعودية أن الإيرادات النفطية حسبت على أساس 20 دولار للبرميل، وذلك بناءً على تقدير (الخبراء)، في حين تم بيعه بما يزيد عن ضعف هذا الرقم. فأين تذهب هذه الأموال الطائلة كل سنة في تلك الدول؟ ولماذا يكذبون علينا في ميزانياتهم؟ ولماذا يزورون الحقائق؟ أليست هذه أموال المسلمين بحقهم الشرعي في الملكية العامة؟ ومن أين أتى هؤلاء الحكام والأمراء وزبانيتهم بملايينهم وملياراتهم؟

إن ما نراه هو عكس ما يجب أن يكون. إننا نرى فقراً مدقعاً هنا وهناك، وبنية تحتية مهترئة أو آيلة إلى الاهتراء، وبطالة احتلت المرتبة الأولى في العالم بعلو نسبتها، وبلداناً بلا كهرباء أو ماء أو غاز في الوقت الذي تجري فيها الأنهار، وتتفجر منها حقول النفط والغاز!

فلو افترضنا أن نصف هذه الأموال قد استغلت لخمس سنوات، يعني أنها قاربت تريليون دولار.

 فإننا نبني بها طريقاً سريعاً من مراكش إلى جاكرتا، ومن طشقند إلى لاجوس، ومن الإسكندرية إلى نيروبي، وبشكل أفضل من الطرق العـابرة للولايات في أميركا، إضافة إلى ألف برج كالذي دمر يوم 11 سبتمبر في نيويورك، إضافة إلى ألف مستشفى، وعشرة آلاف مدرسة، وعشرة مصانع للسيارات، وعشرات المصانع للصلب والألومنيوم، وعشرة مطارات، ومصنع للطائرات، وآخر للصواريخ، ومصانع للبنادق والذخيرة، وعشرة مراكز أبحاث، ما نفذ تريليون دولار.

جاء في الفيلم الوثائقي فهرنهايت 11 أن أميركا قد استفادت من نفط السعودية فقط ما قيمته 86 تريليون دولار. يعني أننا لو قسمنا هذا المبلغ على جميع المسلمين في العالم لكانت حصة كل واحد منهم، رضيعهم وشيخهم، ذكرهم وأنثاهم، حوالي 66 ألف دولار. هذه الأموال تستفيد منها أميركا على حساب الأمة الإسلامية.

إن الذي أوصلنا لتكون هذه حالنا، بدل أن نكون الدولة الأولى في العالم، هم حكام الضرار الذين غيبوا الإسلام عن الحياة. لكننا نقول إننا سرعان ما نعود إلى القمة عندما يستجيب من بيدهم النصرة إلى نداء العاملين لإقامة الخلافة، فيطيحون بهذه العروش، ويعلنون الخلافة التي ستعيد الحقوق إلى أصحابها، وتعز المسلمين، وتذل الكفر وأهله، وتنفق على العباد والبلاد بإخلاص، وتبدل الخوف أمناً، والفقر غنًى، والضعف قوةً، والله غالب على أمره.

جاء في مسند أحمد عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خلفائكم خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عداً» صدق رسول الله..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *