المسلمون متلهفون لعودة الخلافة
2006/03/06م
المقالات
1,639 زيارة
المسلمون متلهفون لعودة الخلافة
نشرت صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 14/1/2006م مقالاً بقلم الكاتب (كارل فيك) تناول فيه تطلع السواد الأعظم من المسلمين لإعادة الخلافة، وكذلك بحث فيه خطورة الخلافة على الغرب ومهاجمة بوش لها. وقد نقل عدد من وسائل الإعلام أجزاءً من المقال:
1- لقد نشرت الجزيرة نت في 15/1/2006م أجزاء منه تحت عنوان: «سواد المسلمين الأعظم يؤيد انبعاث الخلافة من جديد».
2- كذلك نشرت القناة السابعة التركية التلفزيونية في 14/1/2006م أجزاء منه تحت عنوان «خطة قصف قبر أتاتورك تمرين للحادي عشر من أيلول».
وفيما يلي بعض ما جاء في المقال:
=================================================================
بدأ الكاتب مقالته مشيراً إلى حادثة 1998 لتنفيذ خطة قصف ضريح مصطفى كمال (أتاتورك) الذي ألغى الخلافة، وقد اتهم حينها (متين كابلان) بتخطيط العملية، ثم سجن في تركيا بعد أن طردته ألمانيا بسبب تلك الحادثة. بعد ذلك تكلم الكاتب عن أحداث 11 أيلول، وعن القاعدة، ثم إعلان بوش الحرب على ما سماه الإرهاب، وهو في حقيقته إعلان الحرب على الإسلام.
وأضاف الكاتب «لقد حذر بوش خلال خطاباته الأخيرة حول الإرهاب، من هدف الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة لتوحيد المسلمين تحت راية واحدة. وقد استخدم لغةً تثير الحرب الباردة، حيث اعتبر الصراع في العراق كأرض للمعركة والتنافس ما بين مناصري الحرية وهؤلاء الذين يسعون لإقامة “إمبراطورية إسلامية شاملة من إسبانيا وحتى إندونيسيا”» ثم أضاف «وما من شك في حماس المتطرفين لتحقيق تلك الرؤية… كما أن العديد من المسلمين العاديين يتطلعون إلى عودة الخلافة» ثم يزعم الكاتب «لكن إعادة إحيائها ليست بالأمر المستعجل لأغلبيتهم» ومع ذلك يقول: « ولكن وفقاً لما تشير إليه المقابلات، فإن المسلمين يعتبرون أنفسهم جزءاً من الأمة، أو جماعة المؤمنين، التي تشكل قلب الإسلام، كما أنهم يكنون الإخلاص والإحترام لمقام الخليفة، لنظرتهم إليه على أنه قائدهم في الأرض» ويستمر قائلاً: «إن هذا القدر من الاحترام يمثل خطراً لإدارة بوش، حيث إنه يتطرق لقضية ذات اعتبار لأمة إسلامية يصل عددها إلى 1.2 بليون شخص. حتى الآن، أظهرت العديد من الاستطلاعات أنه منذ الغزو الأميركي على أفغانستان والعراق، اعتبر المسلمون في كل مكان الحرب على الإرهاب أنها حرب على الإسلام. وسأل كريم أقار، وهو خياط في وسط إستانبول «لماذا تستمرون بغزو البلاد الإسلامية؟» وأضاف «ربما لن أعيش لأرى اليوم، الذي سيعلن فيه أحدهم نفسه كخليفة المسلمين، وربما لن يرى أولادي هذا اليوم، ولكن ربما سيرى أولاد أولادي ذلك اليوم». ويضيف الكاتب: «في ذلك البلد، تم خلع الخليفة الأخير، وهو عالم مدني يدعى عبد المجيد أفندي، من عرشه في مارس/ آذار 1924م على يد مصطفى كمال أتاتورك، وهو ضابط عسكري ذو جاذبية خاصة، وقد بنى تركيا الحديثة التي تعتمد على نظام يضع السيادة كأساس للأمة بدلاً من الإيمان. كما أنه نقل من فرنسا مفهوم فصل الدين عن الحياة، وبذلك جعل قانون الدين الإسلامي ذا مرتبة ثانية إلى جانب “سيادة القانون” من قبل الدولة».
بعد ذلك يتطرق الكاتب إلى حزب التحرير فيقول: «إن هذا كان مصدر إلهام حزب التحرير الذي يسعى جاهداً لإقامة دولة الخلافة… لقد ظهر هذا الحزب، الذي يدعي نشاطه في 40 دولة، عام 1953م…» ويضيف: «ولم يسمع أحد عن حزب التحرير لفترة طويلة، فقد كانوا يعملون بشكل سري» هذا ما قاله كين شماكير وهو مرشح لمجلس مدينة كوبنهاجن، حيث كان يقوم بتوزيع المنشورات خارج اجتماع علني غير اعتيادي لحزب التحرير. في يوم أحد غائم من شهر نوفمبر/ تشرين ثاني، اجتمع 800 شاب دنمركي، أغلبيتهم من أطفال المهاجرين المسلمين، في ساحة رياضة مدنية. وكان أول عرض: صور فوتوغرافية لأطفال عراقيين قتلوا من القصف الأميركي.
قال فادي عبد اللطيف، متحدث محلي باسم حزب التحرير، من أعلى المنصة مع انتهاء شريط الفيديو: «ليس هنالك من شك بأن الحرب على الإرهاب هي في واقعها حرب على الإسلام». وأضاف: «الدولة الإسلامية وحدها القادرة على حماية المسلمين، وهي درعهم الواقي».
ويضيف الكاتب: «وقاد جماعة من الشباب الأوروبيين مسيرة حيث هتفوا خلالها “الله أكبر!” وكانوا منقسمين حسب جنسهم: الشباب المرتدين ثياباً زاهية على اليمين، والفتيات اللواتي يرتدين الخمار على اليسار.
وقد استمعوا لخطاب حزب التحرير لمدة أربع ساعات، والذي يتحدث بأن العالم الإسلامي قد فقد عزته عندما استورد أفكار الغرب وأنظمته من مثل الرأسمالية والديمقراطية… وفي سلسلة من 22 مجلد تباع بجانب المنصة، وخلال مناقشات أسبوعية، يعرض الحزب نظام حكم بديل يرتكز على القرآن وعلى تعليمات الرسول.
ويشمل هذا النظام على الخلافة التي يتم إعادة إحيائها بعد أن يقوم أعضاء حزب التحرير بدحض الأنظمة وحكوماتها بالعمل الدؤوب وفقاً لمخططهم. لقد كان أعضاء حزب التحرير خلف الانقلابات التي وقعت في الأردن ومصر. لقد كتبت زينو باران، وهي محللة في مركز نيكسون الواقع في واشنطن، الكثير عن الحزب، وقالت إنه من الممكن “اعتباره حزام واصل للإرهابيين”.
يتمتع الحزب ببناء متين وسري مكون من خلايا، إضافةً إلى سلسلة من الكتيبات التي تصف الرؤية النظرية لخلافة مستقبلية. ويصر حزب التحرير أنه لا يلجأ إلى العنف، وهذه السياسة تميزه عن مجموعات أخرى».
بعد ذلك يذكر الكاتب أن أناساً في تركيا العلمانية يريدون الخلافة فيقول: «قال أرطوغول أوريل الذي يملك مقهى بالقرب من آيا صوفيا، وهو بناء مقدس للمسيحيين والمسلمين، في إستانبول، وهو يرتدي بلوزة فضفاضة وربطة عنق: “أتمنى أن تعود الخلافة لأن بوجودها سيتحد جميع المسلمين، وسيكون لهم صوت واحد، ولكنني متأكد أن لا أميركا ولا الأوروبيين سيسمحون بقيامها من جديد”».
ثم يقول: «ومن الكرسي المجاور، أضاف أتاجان شينار الذي يملك محلاً لبيع الهدايا: ” لم يكن هنالك أية مشاكل في البلاد الإسلامية قبل انهيار الإمبراطورية العثمانية”». ويضيف الكاتب: « ولكن يبدو أن الشعب قد استوعب رؤية أتاتورك لسيطرة الهوية الوطنية على نفوسهم بدلاً من الدين بشكل جزئي فقط. فعندما يجتمع أطفال المدارس كل صباح لينشدوا الشعارات الوطنية، ينشدون قائلين: “وجودي هو عبارة عن هدية مقدمة للوجود التركي. يا لسعادة الشخص الذي يقول بأنه تركي” ولكن في الوقت ذاته فأول ما يهمس في أذن الأطفال حديثي الولادة هو الأذان وإقامة الصلاة. عندما أجرت “بيو جلوبال أتيتودز” (Pew Global Attitudes) استطلاعاً للرأي في الربيع الماضي حول ماذا يعتبر الأتراك أنفسهم أولاً، أجاب 43% منهم أنهم مسلمون أولاً، بينما أجاب 29% بأنهم أتراك أولاً.
ووفقاً لعلي بولاتش، كاتب في صحيفة وله عدة مؤلفات حول الإسلام وتركيا: “إن مفهوم الخلافة موجود وحي في الذاكرة الجماعية للمجتمع”. وأضاف “في الوقت الحالي، لا يوجد أي شيء يبقي المجتمع الإسلامي متحداً”.
ويضيف الكاتب مستنداً إلى (الخبراء): «ويحذر بعض الخبراء من أن هذا المخزون من المشاعر قد يمثل خطراً من أن تتبلور الحرب في العراق إلى منافسة في الأيديولوجيات».
ثم يضيف: «ووفقاً لكريستين سينكلير، وهي باحثة في جامعة جنوب الدانمرك وكاتبة مشاركة لكتاب حول حزب التحرير، فإنها توصي رئيس الولايات المتحدة أنه من الخطأ أن يجعل المشكلة مشكلة متعلقة بالإسلام؛ لأن هذا سيحرك المشاعر ويذكي صراع الحضارات، إنما بدلاً من ذلك -كما تقول الكاتبة- أن يجعل المشكلة من مشاكل الأمن».
ويضيف الكاتب: «لقد أشارت العديد من الاستطلاعات أن الحرب الأميركية على أفغانستان والعراق قد عززت التضامن بين المسلمين، وزادت من الكره للأميركيين. وقال أوريل الذي يبلغ الثمانينات من عمره: “في الحقيقة أنا لا أنظر إلى الأميركيين كآدميين بعد الآن. أميركا هي شبيهة بالخنـزير.” ويبدو أن هذه الظاهرة منتشرة أكثر بين الأشخاص الذين يهدف “المتطرفون” إلى تحريكهم».
ثم يستمر الكاتب قائلاً: «حزب التحرير الذي يروج لنظريات المؤامرة وللاتجاه المعادي للسامية، ولا يقبل أن يكون في الجماعات المعتدلة، هذا الحزب يقوم بنشر تفسيرات وتحليلات للإسلام بشكل يدعو للمواجهة مع الغرب، وهذه التفسيرات تستهوي الشباب المسلم في المدن الأوروبية الذين ترعرعوا في أوروبا دون أي إرشاد ديني». ثم ينقل الكاتب أقوالاً لبعض شباب الحزب، فيقول: «ويقول أحمد أرصلان كايا، وهو عضو في حزب التحرير في تركيا، حيث يواجه الحزب مضايقات من أجهزة الأمن، “إن الأيديولوجية التي نحملها خالدة لأنها الحق… إن هدفنا الاستراتيجي الأخير هو نشر فكرنا الإسلامي في أرجاء العالم، وبالتأكيد حمل الراية الإسلامية إلى البيت الأبيض”.
وهنالك تزايد للمنضمين إلى حزب التحرير -ويقول أليف وغيره إنهم يرون دائماً وجوهاً جديدة في الحزب- وذلك يعود إلى أن المسلمين يكتشفون حقائق الأمور تماماً كما توقعها ونشرها لهم حزب التحرير.
ويقول عبد اللطيف، المتحدث باسم الحزب في كوبنهاجن: “يخشى بوش قيام الخلافة من أسبانيا وحتى إندونيسيا، كما جاء في تصريحه، ولكن ليعلم أن المسلمين يبذلون الوسع لإعادة الخلافة في بلاد المسلمين مهما طال الزمن”.
ويختم الكاتب مقاله بالقول: «وعندما انتهى اجتماع حزب التحرير في كوبنهاجن مع قيام صلاة المغرب، أخذ معزز عبد الله، بالنظر إلى القاعة المليئة بالأشخاص الواقفين والصامتين. وقال: “عندما وصلت هنا قبل 10 أعوام كنت أرى أن قيام الخلافة في بلاد المسلمين هو أمر صعب للغاية، أما اليوم فالناس مؤمنون بأنها قد تقام خلال وقت ليس ببعيد”».
2006-03-06