العدد 346 -

السنة الثلاثون ذو القعدة 1436هـ – تموز / آب 2015م

أميركا، تاريخ مشؤوم وسياسات قذرة بحق الشعوب المستضعفة

أميركا، تاريخ مشؤوم وسياسات قذرة بحق الشعوب المستضعفة

 

كتب الدكتور محمد محسوب ـ وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية في عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مقالاً نشر في موقع هافينغتون بوست العربية ؛ موضحاً أسباب رفضه مقابلة السفيرة الأميركية في القاهرة في مكتبه أثناء وجوده في الوزارة، ثم عدم الرد على أحد مساعديها (يبدو أنه كان يسير على عكس سياسة الرئيس)، وقد سجَّل فيه حقائق أساسية حول واقع هذه الدولة الاستعمارية، نسرد أهمها عسى أن تزيل الغشاوة عن أعين بعض من لا يزال يلهث وراء أميركا لدعمه وتأييده!

– إن الولايات المتحدة لم تكن يوماً شريكاً لأي بلد في لحظة ثورة شعبية ضد أي نظام قمع يهدر حقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

– لا يمكن تقديم نموذج واحد لحالة تحرر ساعدت فيها الولايات المتحدة بشكل جدي الشعوب المستضعفة ضد أنظمة فاسدة مستبدة.

– اختارت الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية دائماً الجانب المعتَّم على مسرح السياسة الدولية لتلعب فيه دور الطرف المهيمن والداعم لكل أشكال الاستبداد وغض الطرف عن تجاوزات حكومات دموية من فيتنام إلى كمبوديا، ومن المنطقة العربية إلى الأميركتين، اللاتينية والجنوبية، فضلاً عن أفريقيا المهيضة التي تُعاني كل أشكال الدكتاتورية والفقر والمرض رغم كل ثرواتها وإمكاناتها.

 – تعتمد السياسة الأميركية على إسقاط مفهوم الدولة عن الكيان السياسي المحكوم بنظام استبدادي، ومن ثمّ الانتقال لتصميم علاقة قوية مع الفئة الحاكمة، بما يؤدي إلى تحقيق مصالح الولايات المتحدة كدولة والفئة الحاكمة كعصابة قمع، بغض النظر عما يؤدي إليه ذلك من إهدار للمصالح الحيوية للدولة الضحية.

 – تختصر السياسة الأميركية البلد الضحية في منظومة الاستبداد، ولا تعتد كثيراً بتطلعات الشعوب؛ ومن ثم فإن تحقيق المصالح المشتركة لا يُقصد به تحقيق مصالح الشعب، وإنما تحقيق مصالح المجموعة المسيطرة على السلطة والثروة.

 – إن تنفيذ السياسات الأميركية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال أنظمة فاقدة الشرعية ومعتمدة على القمع الأمني والمتعطشة لاعتراف واحتضان غربيين بها، تلك الأنظمة وحدها هي التي يمكن أن تقبل القيام بالدور الخدمي المهين الذي يحقق لأميركا مبتغاها.

– إن كلمات رجل ال (سي أي إيه) مايلز كوبلاند في سبعينات القرن الماضي مازالت تتردد في واقعنا الحالي: «لقد كنا نتوق إلى حاكم عربي يجمع بين يديه سلطة تفوق لما تيسر لأي حاكم عربي آخر من قبل، حاكم يمكنه اتخاذ قرارات تنفر منها الشعوب وتأباها؛ وكان علينا أن ننشد ضالتنا في رجل متعطش إلى تسلم السلطة، لا يدفعه إليها إلا حب مطلق وشغف فريد بها”.

الوعي: هذا وصف صحيح لواقع الولايات المتحدة الأميركية وسياساتها البشعة في العالم، ومن الغريب بل من المعيب حقاً أن تجد من بين المسلمين من يخطب ود أميركا ويداهنها بل ويرهن خلاص شعبه أو أمته بمعونتها، إنه مجرد وهم ويأس وجهل وخيانة، فهي لن تستجيب إلا لما يحقق لها مصالحها، بالتالي لن تدعم وتموَّل وتحمي إلا من يرضى بأن يتحول إلى مجرد بيدق رخيص في يدها، يلهث كالكلب في تنفيذ مخططاتها.q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *