العدد 450-451-452 -

السنة الثامنة والثلاثون، رجب – شعبان – رمضان 1445هـ الموافق شباط – آذار – نيسان 2024م

الطوفان… شآميٌّ (يا ربِّ أَكرِمنَا بِحُكمٍ رَاشِدٍ)             

أحمد سعد الشهابي

جدَّد طوفانُ الأقصى في قلوب أبناء الأمة معاني العزة والإباء، وجدَّد في وجدانها وجوب النجدة والفداء، فتحركت الجموع في الساحات معبرة عن جسد الأمة الواحد، وجاء صدى طوفان الأقصى في الساحة السورية قويًا وزاد الحراك الثوري المتجدد عنفوانًا، فتحرَّك قلم الشاعر ليرسم لنا صورة هذا الحرك وليسمعنا عذوبة الصدى في أرض الشام…

شُكرًا لِرَهْطٍ جَاءَ بِالطُّوْفَانِ   قَذَفُوا  العِدا  بِالجَمْر   ِ والنِّيرَانِ

فَلَقَدْ تَنَادَى فِي بِلَادْيَ فِتْيَةٌ   أَخَذُوا العُهُودَ على ذَوِيْ العِرْفَانِ

يا ثَورَتِي هَلَّا أَعَدْتِ جَذْوَةً       مِنْ  سَابِقِ   الشُّهَدَاءِ  والشُّجْعَانِ

وَتَذَكَّرِي الفِتيَانَ في سَاحَاتِنَا      لـمَّا    دَعَاهُم  ْ  وَاعِظُ  القرآنِ

يا ثَائِر  لِلمَجْدِ هذا أَوَانُهَا     حَطِّمْ  قُيُوْدَ   السِّجْنِ   والطُّغيانِ

لا تَكْتَرِثْ لِطَريقِ سِلْمٍ خَاسِرٍ    سِرْ  فِي  طَر يقِ   نَبيِّنَا  العَدْنَانِ

يا حَامِلِينَ الشَّرعَ جِدُّوا وَاصبِرُوا    مَا    النَّصْر ُ  إِلَّا     مِنَّة ُ  الدَّيَّانِ

قَادَ الفَصَائِلَ صِبْيَةٌ وَتَنَازَعُوا         رَكَنُوا لِرَغْدِ العَيشِ بِالإذعَانِ

واستَأسَدُوا فَوقَ الضِّعافِ وما دَرَوا   أنَّ الحُتُوْفَ مَصِيرُ كُلِّ جَبَانِ

مُتَكَبِرينَ على الخِيَامِ وأَهلِهَا   حَكَمُوا الضَّعِيفَ على لَظَى الحِرمَانِ

لا تَفرَحُوا فَعُرُوشُكُمْ مَهزُوزَةٌ       وطريقُكم مفضٍ إلى الخُسرانِ

سَتَزُولُ كُلُّ حُكُومَةٍ مَصنُوعَةٍ      بِخُيُوطِ مَكرِ البَعثِ والعُدْوَانِ

سَتَزُولُ كُلُّ حُكُومَةٍ مَشدُودَةٍ       بِحِبَالِ غَربٍ حَاقِدٍ شَيطَانِ

فَدَعُوا السَّفَاهَةَ واتْرُكُوا تِيْجَانَهَا    فالتَّاجُ تَاجُ الذُلِّ والخُذْلَانِ

طُوفَانُ ثَورَتِنَا يُجَدِّدُ شَطْأَهُ       فِكرٌ صَحِيحٌ مُحكَمُ التِّبيَانِ

مَنْ بَاعَ بَشَّارَ الشَّقيَّ بِنَكلَةٍ     لَنْ يَشْتَريْ عَبدًا بِفِلسٍ ثَانِي

طُوفَانُ ثَورَتِنَا يُجَدِّدُ عَهْدَهُ       وَسَيُسْقٍطُ الغِلمَانَ بِالفُرقَانِ

طُوفَانُ ثَورَتِنَا يَعُودُ لِأَصْلِهِ       دُستُورُهُ آيٌ من القُرآنِ

طُوفَانُ ثَورَتِنَا يُحَدِّدُ نَهْجَهُ       نَهْجُ النُّبُوَّةِ شِرْعَةُ الرَحمَنِ

فلقد رفعنا للجموع منارةً         فقهُ المجدِّدِ شيخَنا النّبهاني

مُذْ أنْ دعونا مخلصينَ لدولةٍ   قدسية الأحكام والميزانِ

أحكامُ ربي فُصِّلتْ بعنايةٍ    ترعى كرامًا من بني الإنسانِ

ولقد صبرنا في منازلِ دعوةٍ   نلنا الأذى في سائر البلدانِ

ما الظلمُ يُثنينا ولا ذهبٌ دنا  بل حارسينَ الحقَّ بالإتقانِ

من يبتغي في الحق نهضة أمة   لا يلتفت لحظوظِ عصرٍ فاني

هم فتية التحرير هذا وصفهم     أوجزتُه بفصاحةٍ وبيانِ

وسيلتقون مع الكرام ببيعة     وسيبلغون مراتب الإحسانِ

وسيعلنون الخير في سمع الورى    أعني الخلافة أيُّها الثقلانِ

يا ربِّ بَلِّغْ أُمَتِيْ سُبُلَ الهُدَى      وَاعصِمْ دِمَاهَا يا عَظِيمَ الشَّانِ

يا ربِّ أَكرِمنَا بِحُكمٍ رَاشِدٍ    لِنُزِيلَ عَهْدَ الظُّلمِ والطُّغيَان

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *