العدد 448-449 -

السنة الثامنة والثلاثون، جمادى الأولى – جمادى الثانية 1445هـ، الموافق كانون الأول 2023 – كانون الثاني 2024

دروز (إسرائيل) في مقدمة صفوف الجيش في الحرب على غزة

يشكل الدروز البالغ عددهم حوالى 150 ألف نسمة 2% من التعداد السكاني الإجمالي لـ(إسرائيل) ويلتزمون بالحفاظ على أمن حدود (إسرائيل)… ويتركز وجودهم عند المثلث الحدودي بين ثلاث دول هي فلسطين ولبنان وسوريا. وقال مسؤول سياسي درزي إن «كلّ درزي يرتبط بالأرض التي يعيش عليها، إنه رابط لا يمكن قطعه». وهناك تتمركز الكتيبة العسكرية 299 التي يشكل الدروز 70% من عناصرها وبموجب وضعهم الخاص كـ»إخوة السلاح»؛ إذ هم الوحيدون بين عرب (إسرائيل) الذين يؤدُّون الخدمة العسكرية الإلزامية، ويتولَّى عدد متزايد منهم مناصب مدنية وعسكرية وسياسية عالية (وزراء ونواب وضباط عسكريين وأمنيين). ويذكر أن هناك احتجاجات يقوم به أبناء الطائفة الدرزية ضد السلطات اليهودية فإنما هي من باب الاعتراض على السياسيات التمييزية ضدهم، أي إنهم يريدون أن يكونوا مواطنين كاملي المواطنة، مثلهم مثل اليهود. وهذا الكلام يتناول زعماء الطائفة الدينيين، ففي ظل حرب الإبادة التي تشنها (إسرائيل)، أصدر رئيس الطائفة الدرزية في فلسطين الشيخ موفق طريف بيانًا أكَّد فيه أنّ الطائفة الدرزية هي جزء لا يتجزّأ من دولة (إسرائيل)، وأكد فيه الدعم الكامل للجيش (الإسرائيلي) والحرب على غزة قائلًا: «نؤكد موقفنا الداعم لقوات الأمن في دحر الهجوم الإرهابي على التجمعات السكانية في جنوب البلاد. الإرهاب لا يفرّق أبدًا بين يهودي أو عربي». فالجو العام السائد في المجتمع الدرزي في (إسرائيل) هو الولاء للدولة، ويتجلى بانخراط الدروز في مختلف شؤون الحياة في (إسرائيل)، وتسود فكرة الوطنية بينهم، ويلتحق رجالهم بالخدمة الإلزامية في الجيش، وهم يعملون في الدفاع الوطني، أي في الجيش أو الشرطة أو الاستخبارات أو السجون، وهم قد وصلوا إلى رتب عسكرية عالية، وكان منهم قتلى في معارك غزة هذا وقد أشار مسؤول درزي إلى إن أكثر من «أربعين من أبناء الطائفة» الدرزية قتلوا في الأسابيع الأخيرة معظمهم خلال التصدي لهجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مشيرًا إلى أن القائد العسكري (الإسرائيلي) الأعلى رتبة الذي قتل في غزة هو درزي… وهم ويقومون بإرسال مساعدات إلى الجيش (الإسرائيلي) في حربه على غزة ويجمعون التبرعات له… وهم يحملون نفس مفاهيمه ويستعملون نفس ألفاظه من محاربة الإرهاب، ويدعون إلى حماية قوات الأمن ومواطني (إسرائيل). وأوضح مسؤول عسكري طالبًا عدم ذكر اسمه أن ما يظهره الدروز من «نموذجية» وبسالة في القتال جعلهم حاضرين بقوة في وحدات النخبة…

الوعي: الدروز من الطوائف الباطنية الخارجة عن الإسلام، تعود أصولها إلى الإسماعيلية. هذا ولا يُعتبر المذهب الدرزي مذهبًا إسلاميًّا بل هو ديانة مستقلة عن الإسلام، قائمة بذاتها. ولأنهم معروفون بقلة عددهم؛ نراهم يقفون (مع الحائط الواقف) كما يقال، وهم يبلون بلاء شديدًا في مناصرة دولة (إسرائيل)، ويشكو المسلمون في فلسطين من قسوتهم في التعامل معهم، وهم يفعلون ذلك من باب إثبات الولاء الشديد للدولة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *