العدد 448-449 -

السنة الثامنة والثلاثون، جمادى الأولى – جمادى الثانية 1445هـ، الموافق كانون الأول 2023 – كانون الثاني 2024

حكام الغرب وحكام العرب حكمهم واحد بخلاف الشعوب

ما إن وقعت عملية (طوفان الأقصى) حتى هب زعماء دول الغرب وقاموا بزيارات محمومة لـ(إسرائيل) وكأن ما حدث مصاب أصابهم… حيث أخذ كل منهم يصرح بما يطلق يد يهود من غير حساب في قتل المسلمين من غير تفريق بين وليد وامرأة وشيخ كبير وتهديم البيوت وضرب المستشفيات وتخريب المدن وإزالة معالم الحياة فيها: فبايدن زار (إسرائيل) لإبداء التضامن الكامل معها، وخاطب (الإسرائيليين) قائلًا «أنتم لستم وحدكم»، إلى جانب رصد مساعدة أولية بقيمة 10 مليارات دولار، واستدعت واشنطن حاملتين للطائرات على متنهما آلاف الجنود، وزودت الاحتلال بكل الأسلحة التي تلزمه في المعركة، وأكّدت أنها ستضمن امتلاك إسرائيل ما تحتاجه «للدفاع عن نفسها». والأخطر من كل هذا وضعت ألفي جندي أمريكي لـ«إسناد» الحرب البرية التي يمكن أن تشنها القوات الإسرائيلية على غزة. أما سوناك (رئيس وزراء بريطانيا) فقد تبنى مواقف (إسرائيل) ورواياتها وخاطب (الإسرائيليين) بالقول: «هذا ليس حقكم بل واجبكم استعادة الأمن لـدولتكم». وقال إن من «حق إسرائيل الدفاع عن نفسها»، معربًا عن «ثقته بمواصلة التعاون بشكل وثيق ومواصلة الدعم لإسرائيل حتى تستعيد مخطوفيها». واختار ارتداء قميص أبيض وربطة عنق بيضاء، بلون العلم (الإسرائيلي). وأما ماكرون فقد دعا إلى توسيع نطاق التحالف الدولي الذي يحارب «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا» لينضم للجيش الإسرائيلي في حربه المتواصلة على قطاع غزة شدد على أن القتال ضد حماس «يجب أن يكون بلا رحمة” ووعد بعدم ترك إسرائيل وحدها. وأما شولتس (مستشار ألمانيا): كان أول رئيس حكومة يزور إسرائيل بعد عملية «طوفان الأقصى». لإبداء تضامنه مع تل أبيب، وكان المستشار الألماني كتب فور وصوله إلى (إسرائيل) تدوينة باللغة العبرية على منصة «إكس» قال فيها: «زيارتي لإسرائيل هي زيارة للأصدقاء. ألمانيا تقف بثبات إلى جانب إسرائيل». وتابع المستشار الألماني قائلًا «كل من يهاجم اليهود في ألمانيا كأنما يهاجمنا جميعًا»… هذا عدا عن زيارة وزراء الخارجية والدفاع لبعض هذه الدول تصريحاتهم التي لا تقل تأييدًا لـ(إسرائيل) وعداء للمسلمين

الوعي: إن عداء حكام الغرب للمسلمين ولقضاياهم يعود إلى الخوف الشديد من منافسة الإسلام لمبدئهم وحضارتهم، فهؤلاء، وإن كانت علاقتهم بحكام المسلمين جيدة؛ لأنهم صنائعهم؛ إلا أنهم يخافون من المسلمين بسبب أنهم لا يركعون إلا لله وحده، ولا يباعون ولا يشترون؛ لذلك كان همُّ هؤلاء الحكام (حكام الغرب وحكام المسلمين) الدائم أن يُبقُوا رقابهم تحت سيوفهم… فهؤلاء وهؤلاء (حكام الغرب وحكام المسلمين) موقفهم مما يحدث في غزة واحد، وهم ينتظرون أن تقوم (إسرائيل) بالقضاء على المقاومة حتى يستمروا في مخططات السلام والاستسلام لأمريكا في المنطقة… وهنا نسأل الله أن يفتح الله قلوب ثلة مؤمنة من أهل القوة من ضباط الجيوش في أي بلد من بلادهم ويتحركوا ضد حكامهم ويستلموا الحكم ويسلموه إلى من نذروا أنفسهم أن يقيموا حكم الله على الأرض…

(وَيَوۡمَئِذٖ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٤ بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيم)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *