العدد 447 -

السنة الثامنة و الثلاثون، ربيع الآخر 1445هـ الموافق تشرين الثاني 2023م

اتفاقات التطبيع (اتفاقات إبراهام) والتحالف الاستراتيجي الشرق أوسطي… منافسة دولية، و(إسرائيل) قطب الرحى في المنطقة (3)

نصر  فياض – الأرض المباركة فلسطين

 

3-أنابيب الطاقة (إسرائيل) قطب الرحى

يجري العمل على إحياء العديد من أنابيب النفط والغاز، وإنشاء أخرى من أجل تصدير النفط والغاز الخليجي والعراقي  إلى أوروبا  من بوابة (إسرائيل) مستغنية عن قناة السويس، ضمن الاستراتيجية الأمريكية لمنافسة الغاز الروسي، وتقليل اعتماد أوروبا على روسيا في تأمين احتياجاتها من الطاقة.

أنبوب (إيلات عسقلان )

هو أنبوب أنشئ من قبل إيران في حكم الشاه بالتعاون مع (إسرائيل) وتم تشغيله بعد العدوان الثلاثي على مصر، وفرض عبد الناصر قيودًا على الشحن عبر قناة السويس. وفي عام 1968م، سجل كيان يهود وإيران شركة خط أنابيب «إيلات عسقلان» كمشروع مشترك 50%-50% بهدف نقل النفط الخام إلى أوروبا. وفي عام 1969م، تم الانتهاء من الجزء الأخير من المشروع بقطر 42 أنش وبطول 255 كيلو متر حيث يمتدّ من رصيف خاص في ميناء عسقلان إلى مرفأ إيلات على البحر الأحمر بقدرة 1.2 مليون برميل في اليوم و 400,000 برميل في اليوم في الاتجاه المعاكس. وهو يستخدم حاليًّا في نقل الغاز الذي تستورده (إسرائيل) من أذربيجان وكازخستان ويقوم بمعظم أعماله في الاتجاه المعاكس؛ حيث يقوم بضخ النفط الذي يتم تفريغه من عسقلان من السفن المرسلة من المنتجين إلى ناقلات في إيلات، ومن إيلات يقوم أسطول ناقلات النفط بنقله إلى الصين أو كوريا الجنوبية أو أي مكان في آسيا، ويعمل بالتوازي مع خط الأنابيب أنبوب آخر يحمل المنتجات البترولية مثل البنزين والديزل، وتأمل الحكومة (الإسرائيلية)، في توسيع وتطوير أنبوب «إيلات-عسقلان» وربط أنابيب البترول والغاز في الدول الخليجية به؛ وذلك من خلال استثمارات خليجية في هذا الأنبوب، بحسب «العربي الجديد».

ووفق تقارير نشرتها صحيفة «معاريف»، فإنه في حال تحقيق الحلم (الإسرائيلي)، سيستحوذ الأنبوب على 12-17% من حجم الغاز والوقود الذي يمر في قناة السويس حاليًّا، وسيسبب في خسائر فادحة  لمصر التي تعتمد على عائدات القناة بشكل رئيسي.

وكشفت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، أن قناة السويس المصرية ستكون الخاسر الأكبر من اتفاق التطبيع  الإماراتي – (الإسرائيلي)؛ ما سيساعد تل أبيب في تفعيل خط أنابيب النفط الصحراوي الذي يربط بين ميناء إيلات على خليج العقبة بالبحر الأحمر، ومحطة ناقلات النفط بعسقلان على البحر المتوسط.

وكشفت صحيفة «ميكور ريشون «اليهودية عن عقد وزارتي الخارجية والدفاع في تل أبيب سلسلة من الاجتماعات لبحث فرص نقل النفط الخليجي شارك فيها مسؤولون كبار من شركة النفط الحكومية «كاتشا»، وتحدثت وسائل الإعلام اليهودية في أكتوبر 2020م عن اتفاق ثلاثي أمريكي (إسرائيلي) إماراتي «لتطوير استراتيجية مشتركة في قطاع الطاقة تشمل تطوير بنى تحتية لنقل الغاز والنفط من آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا، من بينها تطوير البنى التحتية لإقامة أنبوب «إيلات –عسقلان «. ووفقًا لشركة خط أنابيب نفط إيلات عسقلان KSAA المعنية بتشغيل الخط، ستتضمن المرحلة الأولى من المشروع نقل النفط من الإمارات إلى محطة شركة خط الأنابيب في إيلات، ومن إيلات إلى محطة الشركة في عسقلان، ومنها إلى الزبائن في مختلف أنحاء البحر المتوسط، بموجب مذكرة التفاهم التي وقعتها مع شركة (RED MED) «شبكة النبأ المعلوماتية.

وقال رئيس شركة الموانئ سلطان أحمد سليم: إن «(إسرائيل) ستصبح رابطًا منطقيًّا واستراتيجيًّا للغاية مع أوروبا» وأضاف: «أن العلاقات بين الإمارات و(إسرائيل) ستفضي إلى تجارة بخمسة مليارات دولار بين الجانبين» 7/ديسمبر 2020م قدس الإخبارية.

أوردت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن «(إسرائيل) على وشك أن تلعب دورًا أكبر بكثير في تجارة الطاقة وسياسة البترول بالمنطقة، بعد أن عزَّز اتفاق الإمارات معها خط أنابيب تم بناؤه سرًّا بين (إسرائيل) وإيران.

«ويقول مديرو شركة خط أنابيب آسيا التي تدير الخط إن القناة التي يبلغ طولها 254 كيلومترًا من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط توفر بديلًا أفضل وأرخص من قناة السويس المصرية وخيارًا للاتصال بشبكة خط أنابيب العرب التي تنقل النفط والغاز ليس فقط إلى المنطقة؛ ولكن إلى الموانئ البحرية التي تزود العالم”.

وقال التقرير إن ميزة هذا الخط على قناة السويس هي قدرة المحطات في عسقلان وإيلات على استيعاب الناقلات العملاقة التي تهيمن على شحن النفط اليوم؛ لكنها أكبر من أن تسعها القناة، ولطالما كان عمل الشركة أحد أسرار (إسرائيل) التي تخضع لحراسة مشددة.

وأشارت فورين بوليسي إلى أنه على الرغم من أن الكثير من الضجيج حول اتفاق الإمارات و(إسرائيل) ركز على قطاعات أخرى مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية والتعليم والسياحة، فإن خط أنابيب إيلات عسقلان يضع الصفقة في عالم البترول، القلب النابض لاقتصاد الخليج.

وأضافت أن فرص صفقات الطاقة العربية (الإسرائيلية) أصبحت واسعة الآن ومربحة، بدءًا من الاستثمار في خط الأنابيب (الإسرائيلي) نفسه، إلى تكييفه لنقل الغاز الطبيعي أو توصيله بخطوط الأنابيب عبر السعودية والشرق الأوسط الأوسع.

فورين بوليسي / الجزيرة نت؛ لذلك يجري الحديث عن أنابيب عربية ترتبط بخط أنابيب «إيلات-عسقلان». فبالإضافة لما أوردته فورين بوليسي الأمريكية بهذا الخصوص فقد أوردت ويكبيديا هذه المقترحات في موقعها:

مقترح مد الأنبوب إلى السعودية

في 16 سبتمبر 2020م، نشرت مجلة گلوبس (الإسرائيلية) أنّ (إسرائيل) بصدد أنْ تطلب من الإمارات العربية المتحدة إقناع المملكة العربية السعودية أنْ تسمح لشركة خط الأنابيب عبر (إسرائيل) بمد خطوط أنابيب من إيلات إلى مصفاة النفط في ينبع، إمّا برًّا (عبر الأردن) أو بحرًا؛ وذلك لنقل النفط ومشتقاته. وأنّ (إسرائيل) عقدت عدّة لقاءات رفيعة المستوى بين شخصيات رفيعة في وزارتي الخارجية والدفاع مع رئيس الشركة إرز كلفون والرئيس التنفيذي إتسك لڤي، لمناقشة تفاصيل الاقتراح. ويتميّز الاقتراح بخفض مدّة شحن النفط وكذلك كُلفته ومتطلبات تأمينه (المالية والعسكرية)؛ لأنّه يتفادى الشحن عبر مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس. انتهى الاقتباس «ويكيبيديا».

وحسب صحيفة كلوبس (الإسرائيلية) «الاقتصادية» يجري الحديث عن مشروع قديم احتفظت به شركة «خط أنابيب إيلات–عسقلان» للانضمام لمنظومة نقل النفط العربي ومشتقاته من المملكة العربية السعودية؛ اذ يقوم المشروع على إمكانية ربط منصة النفط الخاصة بالشركة في إيلات بالشبكة السعودية التي تصل اليوم حتى محطة تكرير النفط في ينبع على مساحة 700 كيلو متر جنوبي إيلات. وحسب تقارير صحفية فسيتم نقل النفط السعودي من منطقة «بقيق» في أقصى الشرق السعودي إلى ميناء إيلات ليتم تصديره إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.

والسعودية تنتظر الفرصة للإعلان عن المشاريع مع (إسرائيل) عند التطبيع معها، فقد قال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي إن تطبيع العلاقات بين (إسرائيل) والسعودية أمر حتمي، وذلك بعد يوم من إعلان الإمارات و(إسرائيل) اتفاقهما على تطبيع العلاقات، وتأتي هذه القناعة لأن السعودية لعبت دورًا محوريًّا في تشجيع الدول المطبِّعة على توقيع اتفاقات إبراهام.                                                                                                     

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد صرح خلال مقابلة سابقة لمجلة «ذي أتلانتيك» الأمريكية بأنه ليس هناك أي اعتراض ديني على أن يعيش (الإسرائيليون) جنبًا إلى جنب مع الفلسطينيين، وبلاده تتقاسم المصالح مع (إسرائيل)، لافتًا إلى أنه حال التوصل إلى سلام في المنطقة، فإنه سيكون هناك «الكثير من المصالح بين (إسرائيل) ودول مجلس التعاون الخليجي» ما يجعل السعودية منخرطة في المشاريع المطروحة في المنطقة.                                                                               

مد الأنبوب إلى الإمارات

(في 21 أكتوبر 2020م، أعلنت شركة خط أنابيب إيلات عسقلان  (EAPC الحكومية (الإسرائيلية) عن توصلها لاتفاق بشأن تمديد خط الأنابيب الّذي يربط بين مدينة إيلات على البحر الأحمر وعسقلان على البحر المتوسط، إلى الإمارات.

وأكّدت الشركة أنّها وقّعت على مذكرة تفاهم مع شركة ميد-رد لاند بردج، وهي شركة محاصة (إسرائيلية) إماراتية، تملكها پترومال الإماراتية ومقرها أبوظبي، وشركة  AF Entrepreneurshipوشركة لوبر لاينر الدولية للبنية التحتية والطاقة. وتوفّر هذه الاتفاقية لأبو ظبي جسرًا لنقل الوقود الأحفوري مباشرة إلى أوروبا، وتعدّ من أهمّ أشكال التعاون الّتي ظهرت بين الجانبين منذ إعلان الإمارات و(إسرائيل) عن إقامة العلاقات بينهما. وأشارت الشركة (الإسرائيلية) إلى أنّ التوقيع على الاتفاقية جرى في أبوظبي بحضور وزير الخزانة الأمريكي ستيڤن منوتشن ومسؤولين أمريكيين وإماراتيين آخرين. وأنّ قيمتها تبلغ ما بين 700 و800 مليون دولار على مدى عدة سنوات، وأنّ الإمدادات قد تبدأ في أوائل عام 2021) ويكيبيديا.

خط أنبوب (كركوك-الحديثة –عمان-حيفا) أو (الموصل–حيفا)

 فحسب ويكيبيديا فإن (خط أنبوب نفط الموصل-حيفا هو خط سابق لنقل النفط الخام الـمُستخرج من حقول كركوك الواقعة شمال العراق إلى مدينة حيفا الفلسطينية (الآن في(إسرائيل))، مرورًا بالأراضي الأردنية يبلغ قطر هذا الأنبوب 305 ملم، ويمتد مسافة مقدارها 942 كم إلى أن ينتهي في ميناء حيفا لتصدير النفط إلى باقي العالم. شيدته عام 1932م شركة نفط العراق أثناء الانتداب البريطاني على هذه البلدان، وقد استغرق العمل في إنشائه 3 أعوام. توقف الأنبوب عن العمل نهائيا عام 1948، بعد أن أوقفت الحكومة العراقية ضخ النفط عبره بسبب حرب 1948 ….

بعد احتلال العراق عام 2003، بدأ بعض المسؤولين الإسرائيليين بالتحدث حول إعادة العمل بهذا الخط بعد توقفه لمدة 55 عامًا. وأن الاستعدادات لمثل هذا التطور جارية. كما أكدت مصادر سياسية إسرائيلية أنه مع تقدم القوات الأمريكية والبريطانية داخل العراق، أجرت أوساط عربية حكومية مع ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون اتصالات بهدف استئناف تشغيل أنبوب النفط إلى حيفا. كما قال وزير البنى التحتية الإسرائيلي باريتسكي إن تشغيل أنبوب النفط بين الموصل وحيفا قد يخفض أسعار الوقود بنحو 25%. وكان مصدر في وزارة البنى التحتية الإسرائيلية قد أعلن في شهر إبريل (نيسان) 2005 أن إسرائيل كانت تجري محادثات مع المسؤولين الأردنيين من أجل إعادة تشغيل الأنبوب، إلا أن السلطات الأردنية نفت ذلك في حينها) . 

ويبدو أن حالة عدم الاستقرار في العراق جعلت إحياء المشروع والاستثمارات حوله تسير بسرية بالغة تجنُّبًا لضربه أو تعطيله فقد (كشف موقع أخبار (جي أس أس) الفرنسي تقریرًا للصحفي الأمریكي «ستیفن شیر» إلى أن القوات الأمریكیة تحتفظ بنحو خمسین ألف جندي أمریكي في ثلاث قواعد عسكریة «حیفا 1، حیفا2، حیفا3» على مقربة من خط أنابیب (كركوك-حدیثة-عمان-حیفا) والبالغ طولها 942 كم، بهدف حمایة تدفق النفط العراقي إلى (إسرائیل) ِعبر الأراضي الأردنیة مقابل رسوم عبور ضخمة، بحسب شیر.

 وكشَف الموقع الأخباري «جي أس أس» الفرنسي ، عن زیارة قامَت بها إدارة شركة (إسرائیل كوربوریشن المحدودة «عیدان عوفر») إلى الأراضي العراقیة في مایو أیار سنة 2010م، بهدف التوقیع على عقد لمشروع سري لبناء مصفاة لتكریر النفط في مدینة كركوك التي تبعد نحو 240 كم شمال العاصمة بغداد.. وكشف الموقع إلى أن لقاءً جرى بین رجل الأعمال (الإسرائیلي) «عیدان عوفر» والنائب الأول لسكرتیر  الاتحاد الوطني الكردستاني «كوسرت رسول علي»، وبعض القیادات العراقیة القریبة من صنع القرار في مدینة كركوك الغنیة، والتي تضم ما نسبتها40 % من نفط العراق، بهدف التوقیع على المشروع السري) 5/2/2013 دنيا الوطن.

وقد نقل «منتدى الفكر» وهو مبادرة لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط مقالة بعنوان «كيف يمكن لخط أنابيب (حديثة- حيفا) أن يفيد العراق» في 24/11/2020م مروجًا لإحياء خط الأنابيب وإنشاء سكة حديد وطرق سريعة مع (إسرائيل) من أجل خفض تكاليف النقل وتقصير زمن الشحن من أوروبا إلى العراق، بالإضافة إلى بيع النفط العراقي لـ(إسرائيل) وتأمين (إسرائيل) زبائن للنفط العراقي عبر الترويج له في العالم، وتقاضي العملات من ذلك، وأيضًا دور هذه المشاريع ومنها إحياء وتطوير الأنبوب في خفض التوترات وإحلال السلام، كل ذلك حسب المروجين للمشروع. وأنقل هنا بعض الاقتباسات من المقال للأهمية وتسليط الضوء على الأهداف من الترويج للمشروع:

(… فخطوط النفط قد تشكل بيئة ثابتة تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار والتعاون على المستويين الاقتصادي والسياسي، على حد قول رافائيل كانديوتي في كتابه «خطوط الأنابيب: النفط المتدفق وسياسة المواد الخام» من شأن (خطوط الأنابيب أن تساهم في التخفيف من الصراعات الداخلية وحتى إنهائها). في هذا السياق ثمة مشروع مقترح لا يزال خاملًا منذ فترة طويلة ويعرف بـ«خط أنابيب حديثة-حيفا» وهذا المشروع قادر أن يصبح عاملًا رئيسيًّا من عوامل الاستقرار والازدهار في المنطقة …) (… وإذا أمكن إبطال تأثير العناصر والأيدلوجيات السياسية أو تكييف السياسات الاستراتيجية مع خطط أكثر واقعية تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة وتحفيز التنمية المستدامة، قد يتشجع السياسيون لتجنب التجارب الشعبوية التي كان ثمنها مرتفعًا. واذا أمكن الحصول على قيادة تضغط لتبني سياسات تتماشى مع واقع الجغرافيا العراقية فإن تمديد خط أنابيب «حديثة –حيفا» سيكون مفيدًا …) (… وفيما بدأت تتجلى بعض التغييرات في هذا الاتجاه بوسع الجهات الفاعلة الإقليمية أن تستغل اللحظة الراهنة للاستفادة من الفرص المحلية من أجل بذل المساعي الدبلوماسية اللازمة لإنشاء خطوط الأنابيب، فإذا أعيد مثلًا إحياء مشروع خط أنابيب «كركوك –حيفا» بالترافق مع خط سكة حديدية مواز وطرق سريعة، ستشهد المنطقة بأسرها تغييرًا جوهريًّا في ظروفها السياسية والاقتصادية …) (… فالعراق سيحصل على طريق تجارية أقصر وأسهل إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط… ما يؤمن طرقًا أكثر مباشرة إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية ويقلل من تكلفة نقل الواردات، وسوف يسمح كلا المشروعين بوصول الواردات العراقية مباشرة من المصادر الأوروبية والأمريكية إلى ميناء حيفا …) (… ولكن مع خط الأنابيب والسكة الحديدية والطريق السريعة يمكن خفض تكاليف النقل والمعالجة المترتبة عن هذه الرحلة وتقصير زمن الشحن أيضًا. وحيث إن نسبة 33%من الواردات العراقية السنوية تأتي من أوروبا أو الولايات المتحدة، فإن هذا الانخفاض في التكاليف وأوقات الشحن سيكون نعمة كبيرة على الاقتصاد العراقي، فضلًا عن ذلك، سيتيح خط الأنابيب بيع 300 ألف برميل من النفط العراقي يوميًّا في السوق الإسرائيلية وبالأسعار الراهنة …) (وسوف تنافس الشركات الإسرائيلية المتمرسة في هذا المجال على ترويج النفط العراقي وتسويقه نظرًا لقدرتها على الوصول إليه بسهولة، وذلك من أجل تقاضي العمولات …) (… باختصار عند تنفيذ المشروع في ظروف سياسية مؤاتية من شأنه أن يفتح المجال أمام زيادة النشاط الاقتصادي، وتعزيز القوة السياسية للدول المعنية الثلاث (إسرائيل)، الأردن، العراق) وبشكل عام قد يكون هذا الازدهار والتعاون الناتج بين الأطراف الفاعلة في المنطقة مصدرًا رئيسيًّا للسلام والاستقرار فيها).انتهى الاقتباس.

وفي سياق متصل، فقد وقَّع العراق مع الأردن اتفاقًا لمد أنبوب نفط من البصرة إلى العقبة (وأكدت أن المرحلة الأولى من المشروع الذي يبدأ من جنوب العراق حتى مدينة حديثة سيتم تنفيذه وإنجازه بالكامل من خلال الحكومة العراقية، بينما سيتم إنجاز المرحلة الثانية التي تصل إلى ميناء العقبة الأردني بطرحها للاستثمار.

وأضافت أن العمل يجري حاليًّا على دعوة الشركات الاستثمارية وتأهيلها من أجل المشاركة في المرحلة الثانية من المشروع …) سكاي نيوز 10 أبريل 2013م.

اللافت في طرح هذا المشروع تلاقيه مع إحياء خط أنابيب «حديثة –حيفا».  فالتمويل العراقي ينتهي عند أنبوب نفط الحديثة، والأنبوب من الحديثة للعقبة سيطرح للاستثمار الأجنبي حسب الاتفاق الأردني العراقي والذي سيبلغ تكلفته 16 مليار دولار والتي لا تملكها الأردن ما يجعل المشروع له أبعاد دولية وليس له علاقة بالأردن سوى الفائدة التي سيجنيها الأردن كعراب للمشروع؛ وذلك بسبب عبوره الأراضي الأردنية لـ(إسرائيل) علمًا أن العقبة هي على مرمى حجر من أنابيب (إيلات –عسقلان).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *