العدد 447 -

السنة الثامنة و الثلاثون، ربيع الآخر 1445هـ الموافق تشرين الثاني 2023م

المسلمون بين الحاضر المؤلم والمستقبل المؤمّل (خلافة على منهاج النبوَّة)

عامر سالم أبو عبيدة

إن المتأمل لواقعنا الحالي وما وصل إليه حال المسلمين من تشرذم وتفرق وانكسار ليعزُّ عليه ما كانت عليه الأمة من قبل من عزٍّ وتمكين، حين كان لنا دولة وإمام جُنّة يقاتَل من ورائه ويتَّقى به. فالأصل في هذه الأمة أنها أمة واحدة (إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ٩٢) وهي بالرحمة والود كالجسد الواحد «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ…» ولكن هذا الجسد كجسد الإنسان لا يستقيم له حال ولا يسير له شأن ولا يتَّزن أمره إلا بوجود الرأس، ففيه العقل المدبِّر وفيه الربَّان الذي يقود، وهكذا كان يوم كان لنا دولة وإمام؛ كنا سادة الأمم وقادتها، ولكن تآمرَ الغرب والشرق علينا وأسقطوا الدولة وتقاسموا الكعكة، واليوم صرنا أسارى في منازلنا ويسأل الحر منا: أيُّنا التالي؟! وصرنا كالأيتام على مآدب اللئام تتقاذفنا الخطوب وتلوكنا المحن!. وهذا ليس هو الحال الطبيعي لخير أمة أخرجت للناس؛ ولكن تناوبتها الخطوب والمحن حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، بيد أن دوام الحال من المحال، وعسى الكرب الذي أمسينا فيه يكون وراءه فرج قريب.

سنستعرض ببعض السطور مقارنة لواقع المسلمين حاليًّا وواقعهم حين تكون لهم خلافة، مستلهمين ذلك من ماضينا التليد، مستبشرين بقرب سطوع نجمة عزِّنا راشدة على منهاج النبوَّة؛ وعد الله سبحانه وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم؛ حيث شهدناها أول مرة حين أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم الدولة وحكّم كتاب الله والذي قال عنه رب العزة: (يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ١٦).

ولعل هذه الكلمات تنبِّه غافلًا وتذكِّر ناسيًا وتُوقظ همةً وتُشعل جذوةً.

وأولى محطاتنا ستكون النظر إلى واقع المسلمين اليوم على الصعيد السياسي، فالمسلمون اليوم ممتهنون يتحكَّم بهم حكاَّم رويبضات قسَّموا بلادهم وحكموهم بالحديد والنار وساموهم سوء العذاب، لاحقوا أشرافهم واعتقلوا الصادقين ومن يعمل لنصرة الدين، وجعلوا البلاد مسرحًا لدول الكفر، وصار المسلمون أرقامًا تتلى بين قتلى ومشردين، وصُنِّفوا باسم العالم الثالث، وتحكَّم بهم صندوق النقد الدولي وشرعة الطاغوت المتحدة تحت قيادة رأس الكفر أمريكا، ولم يبقَ لهم محل بين الأمم والدول، في حين كانت دولتهم هي الدولة الأولى في العالم لمدة تزيد عن اثني عشر قرنًا من الزمان. فالقانون هو ما تقول به دولتهم والقرار هو ما تريده؛ فصاروا إلى مزق وأشلاء: حدود وحروب وتقاطع وتباغض وأوكار للتآمر، تنازعتهم قوميات بغيضة ووطنيات منحطَّة.

وعندما يأذن الله تعالى وتعود هذه الدولة من جديد فستعود هيبةُ المسلمين وعزُّهم وسؤدُدُهم وسيرجعون الرقم الصعب، سترجع راية العقاب خفَّاقة فوق ربوع البلاد، وينعم المسلمون وغير المسلمين بعدل الإسلام، بل إن الكفار الذين يعانون من تسلُّط حكامهم ستدافع عنهم الدولة، ومن الممكن أن تخوض حروبًا لإنصافهم؛ لأنها دولة العدل، ولأن الإسلام دين الرحمة للبشرية جمعاء. ولن تكون هناك أحلاف ولا اتفاقيات إلا تحت شروط الخليفة ولا معاهدات دائمة ولا وقوع في مطبات الدول.

وأما على الصعيد الاقتصادي، فالمسلمون اليوم يعيشون بغالبيتهم العظمى في فقر مدقع وعوز شديد، كثير منهم يصلون الليل بالنهار لتأمين لقمة العيش. والأكثر منهم لا يستطيع سدَّ حاجاته الأساسية فضلًا عن الكمالية، تُفرض عليهم الضرائب، وتؤخذ من التجار المكوس ليعودوا ويعوضونها من جيوب الناس. غلاء فاحش وفساد كبير، بل في بعض البلدان تحدث المجاعات بالرغم من كمِّ الثروات الهائل في بلادهم، فلو كانت لهم خلافة ترعى شؤونهم لوجدتهم يحثون المال حثيًا بالغالب، فالزكاة والفيء والغنيمة والركاز والصدقات والملكية العامة كلها لهم فيها نصيب، يقول صلى الله عليه وسلم: «النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: الْمَاءِ وَالْكَلَأِ وَالنَّارِ». بل حتى إن الإسلام أوجد المفاهيم التي تساهم في رأب أي صدع حتى على المستوى الفردي والتي تجعلهم بنية واحدة وجسد واحد، يعطي غنيُّهم فقيرهم. يقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ». ويقول: «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَان وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ» فربْطُ الأمر بالإيمان يجعل الاندفاع للعمل ملتهبًا.

وأما في قابل الأيام، حين تقام الخلافة على منهاج النبوة بإذن الله تعالى، فسيتحقق قوله عزَّ من قائل: (وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ)، ستجد مساحات شاسعة تقرب من ثلاثين مليون كيلومتر مربَّع تصبح بلدًا واحدًا ودولة واحدة فيها ملايين ملايين البراميل النفطية التي تستخرج لتسدَّ بها حاجة الناس، فيها الفوسفات والحديد والصلب والمغنيسيوم وسائر المعادن، فيها الذهب والفضة المعدنان الثمينان، وستتم الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمفاعلات النووية وغيرها من الثروات الضخمة التي ستجعل الناس يعيشون في رخاء عجيب، ستكون المكننة الزراعية والآلات الضخمة واستصلاح الأراضي، وسيتم إحياء الموات، زروع وثمار وخراج وعشور، ستخرج الأرض خيراتها، (وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقۡوَٰتَهَا فِيٓ أَرۡبَعَةِ أَيَّامٖ سَوَآءٗ لِّلسَّآئِلِينَ). ستزرع الجبال، بل حتى الصحارى سيكون لها حلول، سينثر القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.

وأما في الجانب الطبي فستكون هناك المشافي والمراكز الطبية، وسيؤمن العلاج المجاني والدواء، وستكون الصناعات الدوائية محلية، وستسخر الإمكانات لتغطية كل الأماكن، وإمكانيات مسخرة للطوارئ والزلازل والكوارث، فرق للإنقاذ وأخرى للحماية، وهذه للنقل وتلك لمهام أخرى، وهكذا… سيُعمل على استقطاب أمهر الأطباء إن لم يكونوا أساسًا موجودين في بلادنا، فنحن نرى الآن أن أمهر الأطباء في بلاد الغرب منهم كثير من المسلمين الذين هربوا من جور وظلم وتجويع الأنظمة المجرمة القائمة في بلاد المسلمين واستقطبهم الغرب برواتب مغرية.

سنجد الاهتمام الطبي وأحدث الأجهزة ستشتريها الدولة بل وستساعد من يريد شراءها من الأفراد. لن نجد احتكار الكمَّامات كما في جائحة كورونا وتصارع الدول وتآمرها على بعض، ولن نجد ترك جرحى جنود المعارك يعانون ويشكون من سوء الخدمات الطبية كما حصل عند طاغية الشام بالرغم من أنهم أصيبوا وهم يدافعون عن كيانه الهزيل، أو كما ترك نابليون جنوده في حملته على مصر جرحى لينتظروا الموت الذي يتمنونه فرارًا من الألم. وغيرها من الصفحات السوداء عند هؤلاء.

فلو رجعنا لصفحات عزِّنا حين كانت لنا دولة سنقرأ عن البيمارستانات موزعة على امتداد البقعة الإسلامية، وسنجد الأطباء المهرة الذين كانوا أساس النهضة الطبية التي نراها الآن كابن سينا وغيره الكثير الكثير. سنجد العلاج بالمجان أو بشبه المجان، سنجد البحوث الطبية والاكتشافات والعقاقير وآلات الجراحة المتطوِّرة بأحدث التقنيات، وسيكون ذلك قريبًا بل أكثر منه بإذن الله تعالى.

وأما في مجال العلوم، فإن أول آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت (ٱقۡرَأۡ)، وهي للدلالة على أهمية القراءة والعلم والتعليم. قال عز من قائل: (قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ) وقال سبحانه: (فَسۡ‍َٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ).

فلكل ميدان أهل، وقد دلت الآيات على وجوب سؤال من يجهل لمن يعلم حتى يعلم، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنِّي إِلَاّ عَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ»، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ». والمسلمون اليوم تمارس عليهم سياسات تجهيل ممنهج، ومن ينبغ فمصيره الهجرة أو التهميش أو الاضمحلال.

لذلك سنجد الاهتمام بالعلم والتعليم في ظل الخلافة، سنجد المناهج الدراسية المبنية على العقيدة الإسلامية وستدرس الثقافة الإسلامية ويصنع العلماء صناعة منذ الصغر، ستجد علماء الكيمياء والفيزياء والذرة، ستجد المخترعات والمكتشفات وأرقى المختبرات، ستجد الجامعات التي ستصبح منارًا للأجيال يقصدها الغرب والشرق ملتمسين التعلم في جنباتها، وقد كانت كذلك من قبل، فها هو ملك ألمانيا يرسل إلى الخليفة الأندلسي برسالة ملؤها التودُّد والامتنان بأنه سيرسل وفدًا من بنات ألمانيا وعلى رأسهم ابنة الملك للتعلم في جامعات قرطبة وغيرها من حواضر المسلمين في الأندلس.

لا كما نرى هذه الأيام من ابتعاد أهل العلوم عن الناحية التطبيقية إلا ما ندر، ومن يبرع منهم إما يتم تجميده أو التضييق عليه ليرحل بعيدًا بل ويتم قتله في بعض الأحيان. ستجد التكنولوجيا وعالَم الرقميات مسخرة في طاعة الله لا في التجسس على عباد الله وليس لنشر الفساد والرذيلة.

وأما في الجانب الاجتماعي فسنجد الأعراض مصانة والأنساب محفوظة، لن نجد لقطاء ولا مشردين من غير آباء، لن نجد مكتومين ولا أبناء زنا كما في الغرب اليوم، ومن يمشي في ركابهم من بعض المسلمين، سنجد أن «المرأة أم وربة بيت وعرض يجب أن يصان»، سنجد العفَّة والطهارة والاحتشام في اللباس، لن تجد الاختلاط ولا الزواج المدني ولا المساكنة ولا العلاقات خارج إطار الزواج الشرعي.

سنجد من يذود عن حمى المسلمين ومن يسيّر جيشًا لنصرة امرأة نادت «وامعتصماه» فقتل بها تسعين ألفًا وفتح عمورية. سنجد غض البصر وحفظ الفرج، سنجد الإسلام في أدق التفاصيل حتى على مستوى استقبال الضيوف، كما ذكر أن المسلمين أيام العثمانيين كانوا يضعون لكل باب بيت مطرقتين، إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة، لو طرقت الكبيرة يدرك أهل الدار أن الطارق رجل فيفتح له رجل البيت، ولو طرقت الصغيرة يدركون أن الطارق امرأة فتفتح له بعض نساء الدار…

وقد كان المسلمون أيام الخلافة العثمانية إذا مرُّوا بدار فوجدوا على بابها باقة ورود حمراء يفهمون أن في الدار مريضًا فلا يزعجونه بأصواتهم في الشارع.. لن يكون هناك سيداو وتحرر المرأة وحقوق الطفل التي يتبجحون بها والتي لا يريدون منها إلا نشر الفساد والرذيلة وتفكك الأسرة وانتشار الزنا بدعوى الحرية الشخصية والترويج للمثلية والزواج من الحيوانات.

وأما في الجانب العسكري فستكون الجيوش الجرَّارة بالملايين بل بعشرات الملايين وأكثر حين الحاجة للتعبئة والاستنفار، مدرَّبة مطوَّرة على أحدث الأسلحة ومجهَّزة لتذود عن الحمى وتحفظ البلاد والعباد، ستسمع عبارة: «إن لم تصمت أرسلت لك جيشًا أوله عندك وآخره عندي يأتون برأسك أقدمه لعلي»، سيقول أميره «جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة»، ولن تجد جيش يهود يصول ويجول ويرتكب المجازر ويعربد بل وينسق معه أحد من رويبضات المسلمين لأنك لن تجده أساسًا ولن تجد هؤلاء الرويبضات، وفلسطين ستعود لرحاب الخلافة، ويهود سيُقطع دابرهم، والحكام المجرمون إلى مزابل التاريخ،(فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ).

ستكون القطعات العسكرية والدبابات والصواريخ والمدافع وآلات الحرب، وستقوم المصانع في دولة الخلافة على الأساس الحربي، حتى وإن كانت غذائية أو دوائية أو ما شابه، لن تجوب طائرات المجرمين في أرجائنا ولن تجرؤ على قصفنا وتخويفنا، سنثأر لمجازرنا ممن انتهك حرماتنا، وستعود كما كانت السفن العثمانية يومًا ما حين تعبر البوسفور تخرس أجراس كنائس الغرب خوفًا ومهابة.

ستجد الغواصات والناقلات تجوب البحار، لن تجد من يجرؤ على الاقتراب مما يسمى المياه الإقليمية، ستجد الثروات الهائلة في عرض البحار تعود للمسلمين بعد عشرات الأعوام من النهب والسرقة، ستجد تحلية لمياه البحر واستصلاحها للشرب والسقاية. وهذا غيض من فيض، وبكلمات قليلة لا يغطى البحر الخضم والعطاء الوافر مما سيكرمنا به ربنا حين نحكّم شرعه ونلتزم بأوامره.

نسأل الله أن يمكِّن لنا ديننا وأن يبدِّل خوفنا أمنًا وأن نقيم خلافتنا، فنحن في شوق كبير. اللهم استعملنا ولا تستبدلنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، واهدِنا واهدِ بنا، واجعلنا من الهداة المهتدين.

قال تعالى: (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡ‍ٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٥٥).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *