العدد 446 -

السنة الثامنة و الثلاثون، ربيع الأول 1445هـ الموافق تشرين الأول 2023م

  مودي يسعى إلى إعادة تسمية الهند بـ«بهارات» وفك الارتباط بحدود 1947م

نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني مقالًا للكاتبان عمران ملا، وبيتر أوبورن، ذكرا فيه أن هناك توجُّهًا جديًّا لدى الحزب الحاكم في الهند بهاراتيا جاناتا ورئيس الوزراء ناريندرا مودي لتغيير اسم البلد من الهند إلى بهارات، وتغيير الاسم يعني مسح النفوذ البريطاني والحكم الإسلامي اللذين يعتبرهما القوميون الهندوس، والذين يمسكون بزمام السلطة الآن، عهودًا قهرية. ويعني أيضًا محاربة النخبة القومية العلمانية القديمة في الهند، والتي كانت هي المؤسس للبلد، وحكمته بدون انقطاع تقريبًا عبر حزب المؤتمر حتى عام 2014م، والتي يعتبر جواهر لآل نهرو، أول رئيس وزراء هندي نموذجًا لها، والتي طالما رأى فيها القوميون الهندوس نخبة متغرِّبة لا تعبِّر عن الشعب الذي كانت تحكمه. من هذا المنطلق وجَّهت الحكومة في الهند التي تستضيف قمة مجموعة العشرين وبحسب الأصول دعوة رسمية إليهم لحضور مأدبة عشاء باسم الدولة. إلا أن الدعوة لم تتضمن إشارة إلى الهند، وبدلًا من ذلك ذُكر أن اسم الدولة المضيفة هو بهارات، وهي لفظة سنسكريتية تعود جذورها إلى الكتب الهندوسية المقدسة القديمة. ويعتقد كثيرون أن جلسة خاصة سوف يعقدها البرلمان في وقت لاحق من شهر سبتمبر (أيلول) قد تشهد قيام سياسيين من الحزب الحاكم، والذي لا عجب أن يكون اسمه حزب بهاراتيا جاناتا، بتقديم اقتراح بإطلاق اسم بهارات بشكل رسمي على البلد. وكان هارناث سينغ ياداف، عضو البرلمان عن حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي، قد صرح بأن «البلد بأسره يطالب بأنه يتوجب علينا استخدام كلمة بهارات بدلًا من الهند. فكلمة الهند لفظة مسيئة أطلقها علينا البريطانيون بينما كلمة بهارات هي رمز ثقافتنا». والآن، تستعد الهند لما يرى البعض أنها ستكون أهم انتخابات عامة تجرى في تاريخ البلد؛ حيث ستحسم تلك المنافسة على أصوات الجماهير ما إذا كانت الهند ستحافظ على تقاليدها التعددية التي تكرَّست في الماضي القريب أم إنها سوف تستمر في السير ضمن النهج الذي خطَّه لها مودي من توجه قومي عرقي يعرف باسم الهندوتفا. هذا النهج أدى إلى تشكيل تحالف من 28 حزبًا معارضًا استعدادًا لخوض الانتخابات العامة القادمة، تحت اسم «الهند». وبهارات اسم إمبراطور قديم كانت إمبراطوريته «تحتضن القارة بأسرها من الإنديز إلى البحر، وكان يسعى إلى تحويلها إلى أمة قائمة بذاتها». وهذه الإمبراطورية تمثِّل بالنسبة إلى حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي كيانًا سياسيًّا غير مقسم يضم الهند والباكستان وبنغلادش وأفغانستان والنيبال وميانمار يقودها ويدير شؤونها مجتمعة انطلاقًا من دلهي. حتى هذه اللحظة، يسعى القوميون الهندوس إلى تأسيس أمة هندوسية (هندو راشترا) ضمن حدود الهند التي رسمت في عام 1947م، وهي فكرة تهدد الأقليات التي تعيش داخل الهند، ولكنها في هذه المرحلة لا تشكل تهديدًا للبلدان المجاورة.

الوعي: هذه النزعة القومية الهندوسية لدى الحزب الحاكم في الهند تفتح باب الصراعات على البلد، داخليًّا وخارجيًّا، وهي فكرة تحملها ذهنيَّة توسعيَّة عدوانية تجعل هذه المنطقة منطقة مشتعلة، وليس مستغربًا التفكير أن يكون اليهود وراء نفث هذه الروح القومية العدائية وتوجيهها ضد المسلمين في المنطقة، والدليل هو تلك العلاقة القوية بين مودي و(إسرائيل) والتي يعتبر العداء للإسلام فيها هو القاسم المشترك بينهما.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *