العدد 446 -

السنة الثامنة و الثلاثون، ربيع الأول 1445هـ الموافق تشرين الأول 2023م

هل تنجح الصين في تحقيق استراتيجية «الأمة الكاملة»

شكك مقال في صحيفة «فايننشال تايمز» بقدرة بكين على إنجاح استراتيجية «الأمة الكاملة» التي أطلقها الزعيم الصيني قبل سنوات؛ وذلك استعدادًا للاستغناء بها عن التكنولوجيا التي يطورها الغرب. وذكر يو جي، كاتب المقال، أن بكين دائمًا ما كانت يقظة لما قد ينشأ عن حرب التكنولوجيا بينها وبين واشنطن، وهو ما اتضح جليًّا في «قرار البيت الأبيض الصادر في الفترة الأخيرة بوضع قيود على الاستثمارات الأمريكية في عدد من شركات التكنولوجيا الصينية». ورأى الكاتب أن الصين كانت مستعدة لذلك قبل هذا القرار الأمريكي بسنوات عندما أطلق الرئيس الصيني شي جينبينغ دعوته إلى ما أطلق عليه «الأمة الكاملة»، وهي استراتيجية تستهدف اعتماد الصين على نفسها بدلًا من اعتمادها على واردات المكوِّنات الضرورية للتكنولوجيا، وهو ما يتطلب مضاعفة الموارد المالية المخصصة لذلك من أجل التغلب على «نقاط الاختناق» التي قد يعانيها قطاع التكنولوجيا الصيني؛ وذلك من خلال احتضان المواهب المحلية «وإعادة توطين» الخبرات لقيادة مسيرة الابتكار التكنولوجي. وقال يو جي إن «قدرة الصين على إحراز تقدم علمي كبير ثبت أنها تعتمد إلى حدٍ كبيرٍ على ما إذا كان لدى الباحثين مساحة كافية للتفكير النقدي والإبداعي». وذكر أيضًا بعض الخطوات التي اتخذتها بكين على الطريق نحو تحقيق أهداف استراتيجية «الأمة الكاملة» لتستغني عن تكنولوجيا الغرب؛ إذ استبدل المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم عددًا كبيرًا من خبراء الاقتصاد بعدد من العلماء. وضخَّت الصين موارد هائلة لصالح تنفيذ أجندتها العلمية الطموحة؛ إذ تعهدت الحكومة الصينية ببذل العطاء للشركات والمؤسسات التي توفر وظائف للمخترعين والمبتكرين، علاوة على تكثيف جهود إعادة توطين الخبرات العلمية، مما زاد من شكوك الولايات المتحدة في الطلاب والباحثين الأكاديميين الصينيين الذين يدرسون في الجامعات والمؤسسات العلمية الأمريكية. ورأى كاتب المقال أن تمكُّن الصين من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال العلوم والتكنولوجيا يتطلب توفير مساحة للتفكير النقدي والتقليل من التدخل السياسي. وأضاف أن «ما تفتقر إليه الصين في الوقت الحالي هو الإرادة السياسية لتنمية العمل الابتكاري والسماح للأجيال الشابة من الباحثين بطرح أسئلة دون قيود على كل شيء». وحذَّر الكاتب من الاتجاه الذي انتشر في الصين في الفترة الأخيرة من شغل المواهب العلمية لمناصب حكومية أو في الحزب الحاكم؛ نظرًا لأن تلك المؤسسات السياسية تستهدف الأفضل والأذكى من الكفاءات والمواهب العلمية على حساب مراكز الأبحاث والجامعات.
الوعي: إن التنافس في الموقف الدولي بين الولايات المتحدة والصين قائم على قدم وساق… والصين باتت تمثل أكبر تحدّ تواجهه أمريكا، لذلك تضعها على رأس سلم اهتماماتها الدولية، وتنشغل بعدم تمكينها من الوصول إلى مزاحمتها… والصين جادة في الوصول إلى مركز الدولة الأولى في العالم، وهي تعلم أن مشاكل أمريكا أكبر من أن تتخطاها، وسيأتي الوقت الذي ستنهار فيه لتلتقط هي الفرصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *