العدد 444 -

السنة الثامنة والثلاثون، محرم 1445هـ الموفق آب 2023م

حركة طالبان بعد عامين من حكم أفغانستان.. هل نجحت التجربة؟

عادت حركة طالبان إلى حكم أفغانستان في 15 /08/2021م. واليوم مضى على استعادتها الحكم ما يقارب السنتين، وقد كثرت المقالات والدراسات وكتابة التقارير التي تتحدث عن أنها تواجه تحديات حقيقية في إدارة شؤون الدولة، في مختلف الملفات الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي علاقاتها الإقليمية والدولية الشائكة… ومن ثم تقدم تقييمًا وتقويمًا لها. وفي هذا المجال صدر تقرير عن «مركز الإمارات للسياسات» في شهر آذار/مارس الماضي، رجَّح أن تتعمق الأزمة الإنسانية في أفغانستان نظرًا لاعتماد البلاد على المساعدات واقتصاد الكفاف فيها، وافتقارها إلى القاعدة الصناعية، كما ستقود الاضطرابات الاجتماعية الاقتصادية إلى انهيار العقد الاجتماعي، وحدوث موجة لجوء إلى الدول المجاورة وغيرها» حسب رؤيتهم. وأضاف التقرير: «قد يؤدي رفض حركة طالبان تشكيل حكومة تُمثِّل الجميع إلى زيادة العنف السياسي في أفغانستان مقرونًا بإجراءات قمعية من جانب الحركة لإخماد الانتفاضات ضدها؛ حيث ستوجه الحركة معظم عنفها نحو الأقليات العرقية…» وطبقًا للتقرير فإن «عجز حركة طالبان عن كبح جماح الجماعات الإرهابية الأجنبية داخل أفغانستان، لا سيما تنظيمي القاعدة وداعش، سيشكل تحديًا أمنيًّا كبيرًا للسلم والأمن الإقليميين، وقد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في منطقتي جنوب آسيا وآسيا الوسطى». وبحسب التقرير فإنه «ليس مستبعدًا أن تخرج الدول المجاورة لأفغانستان، وبخاصة دول آسيا الوسطى وإيران وتركيا، من حالة الحياد، وتبدأ بتقديم دعم سري أو علني للفصائل المناهضة لحركة طالبان، الأمر الذي سيؤجج التنافس الإقليمي في هذا البلد ويفتح المجال أمام عودة الحرب الأهلية إليه».

الوعي: إن مثل هذه التقارير تشكل نوعًا من أنواع التدخل الضمني في سياسات الدول التي تتناولها وتتحدث عنها، فهي تظهر بمظهر الناصح؛ ولكنها في الحقيقة تعمل وتهدف إلى عكس ما تعلن، وخاصة دولة الإمارات. فهي تضع نفسها في رأس قائمة الدول المحاربة للإسلام، وهي من الدول المضادة للثورات؛ لذلك فإن هذه الدولة وصنيعتها «مركز الإمارات للسياسات» أصحاب هذا التقرير لا يريدون خيرًا لطالبان ولا ينصحونها بخير… وكذلك هنالك دراسات دولية صدرت بشأن حكم طالبان لأفغانستان تقيِّم أداءها وتعطيها علامات الفشل والنجاح… وتجعل معيار ذلك المفاهيم والمقاييس الغربية الكافرة من مثل: اتهامها بالتضييق على النساء، واتهامها بتبنيها لسياسة دينية متشددة تطبق من خلالها أحكامًا دينية بسيف الدولة؟… واتهامها بعدم التسامح وسعة الأفق في التعامل مع مختلف مكونات الشعب الأفغاني، واتهامها بالتضييق على وسائل الإعلام الخاصة في أفغانستان… وهكذا.

وهنا لنا نصيحة نقدمها للإخوة في طالبان: أولًا أن يقوم الحكم عندهم على أساس المفاهيم الشرعية فحسب، وأن تكون دولتهم دولة إسلامية تبرئ ذمتهم أمام الله يوم القيامة… وأن يحذروا من الدول المضادة للثورات والتي منها دول الخليج من غير استثناء، وأن لا يؤخذوا بنصائح الدراسات الغربية الفاسدة، والتي لم تأتِ بخير أينما وجهت، وأن تهيئ نفسها إن لم ترد أن تعلنها دولة إسلامية ابتداء، أن تنضم لدولة الخلافة الإسلامية متى قامت، وإنها لقائمة بإذن الله تعالى، فإن في ذلك بشرى من الرسول صلى الله عليه وسلم بها بقوله: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *