العدد 444 -

السنة الثامنة والثلاثون، محرم 1445هـ الموفق آب 2023م

دعوة (إسرائيلية) لفتح الباب أمام الصين تحسّبا لليوم التالي لانهيار أمريكا

ينوي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو القيام بزيارة إلى الصين، وإزاء هذه الزيارة المرتقبة برزت مواقف (إسرائيلية) معارضة وأخرى مؤيدة. فقد اعتبرها فريق أنها تشكل ضررًا للعلاقات مع الولايات المتحدة، واستبدالًا لها كصديق أكبر ووحيد… واعتبر فريق آخر أن هذه الهواجس ليست في مكانها، بزعم أن التقرُّب (الإسرائيلي) من الصين يمكن أن يؤدي أيضًا لتحييد تهديدات إيران، بينما لا يضمن أحد أن الأمريكيين سيستمرون بالوقوف في ظهرنا. ثم إن الحديث عن انهيار الولايات المتحدة يبدو مشروعًا، بعد انهيار الشيوعية السوفياتية في التسعينات، وما نتج عنه من صعود الولايات المتحدة كقطب أحادي، يسيطر على النفط والغاز في الشرق الأوسط؛ لكنها خاضت حروبًا فاشلة ومرهقة …». ويضيف هذا الفريق: «باستثناء المصلحة الاقتصادية في الصادرات الدفاعية الضخمة للشرق الأوسط، فلم يعد للولايات المتحدة أي مصلحة حقيقية بأن تكون الأخت الكبرى والداعم غير المتحفظ لإسرائيل… ثم إن الانقلاب القانوني الذي يجعل تل أبيب في أعماق الهاوية، قد يكون الكابح الأخير للأمريكيين ليقولوا لنا ذات يوم:  كفى، إذا لم تكن لدينا مصالح وقيم مشتركة، وإذا كان يهود أمريكا ليسوا خلف تل أبيب بسبب أخطائها، فبإمكانها أن تبقى لوحدها، ولذلك فإن الأمريكيين ذاهبون». وفي جو هذه العلاقة الحالية المتوترة بين بايدن ونتنياهو، وعدم دعوة نتنياهو إلى زيارة واشنطن، أكد يوسي يهوشاع المراسل العسكري لصحيف (يديعوت أحرونوت) في تقرير ترجمته «عربي21» أن «زيارة نتنياهو إلى الصين لن تتسبب بدعوته للبيت الأبيض، بل على العكس من ذلك فإنها ستثير الغضب؛ لذلك يمكن اعتبارها توقيتًا سيئًا من الناحية التكتيكية، وإذا كان هناك شيء واحد يزعج الإدارة الأمريكية، فهو الخطاب (الإسرائيلي) حول «التنوُّع من الركائز»، وأي محاولة إسرائيلية للتوفيق بين الولايات المتحدة وبين منافسيها، خاصة الصين، فإنه سيعرض العلاقة الخاصة معها للخطر… ويمكننا بالتأكيد أن نتأذى، وهذا العمل نوع من التسرُّع السلبي». وختم بالقول بأن «تضرر العلاقة الأمنية الأمريكية (الإسرائيلية) يعني أن تنعكس على ميزانية المساعدة السنوية التي تقترب من أربعة مليارات دولار، وفي التكنولوجيا التي نتمتع بها بفضل الصناعات العسكرية الأمريكية، وبدعم شبه كامل منها، خاصة عند الحديث عن هجوم على إيران، ومن الواضح تمامًا أنه بدون الولايات المتحدة لا يمكن تحقيق ذلك، والتي توفر لها دعمًا سياسيًّا كاملًا في الأمم المتحدة». ثم إن هذا التوتر المتصاعد مع واشنطن سينقل وضعها الاستراتيجي الحالي المتغير من السيئ إلى الأسوأ، وسيعيق صفقات عسكرية مهمة مثل الطائرات المقاتلة والأسلحة الدقيقة، ولعل آخر ما يحتاجه الاحتلال أن يتخذ الأمريكيون إجراءات إضافية ضد المؤسسة الأمنية والعسكرية، بما يتجاوز الإجراءات الشخصية المتخذة بالفعل ضد نتنياهو إلى دعوة (إسرائيلية) لفتح الباب أمام الصين تحسّبًا لليوم التالي لانهيار أمريكا.

الوعي: هذا الخبر يشير إلى تأصُّل عنصر الخوف والجبن ونكران الآخر لدى اليهود؛ لذلك سرعان ما يسبقون غيرهم في الشعور بالخطر. ويشير إلى أن توقع انهيار أمريكا هو موضوع بدأ يبحث في كواليس الدول السياسية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *