العدد 443 -

السنة الثامنة و الثلاثون، ذو الحجة 1444هـ الموافق تموز 2023م

أوبزيرفير: الترحيب العربي غير المشروط بالأسد مدعاة للخزي التام

قال المعلق في صحيفة (أوبزيرفر) سايمون تيسدال: «إن أكثر من 300.000 مدني سوري ماتوا، وأي محاولة لإعادة تأهيل الأسد هي مخزية تمامًا». وقال إن عملية إعادة تأهيل نظام بشار الأسد البشعة؛ حيث وجهت الدعوة لرئيس النظام السوري المجرم لحضور قمة الجامعة العربية هذا الأسبوع في السعودية، تعطي صورة عن الحكومات العربية التي لا تهتم إلا بنفسها. وذكر أن قرارهم هذا من المنظور الإنساني هو مخزٍ تمامًا منذ أن حول الأسد بنادقه على الربيع العربي في سوريا عام 2011. وهو ما أدى إلى فرار 14 مليون سوري، ومعظمهم أصبحوا بدون طعام. ومات المئات من المدنيين في الغارات الجوية للنظام والطيران الروسي والقنابل العنقودية والصواريخ التي استهدفت النازحين في مخيماتهم في شمال-غرب سوريا، بمنطقة إدلب ودرعا وحماة وفي حلب بالشمال، حسب تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وجاء فيه أن «هذه الهجمات وغيرها ربما وصلت إلى جرائم حرب». وحذر التقرير «من استمرار الاعتقالات التعسفية والتغييب القسري والموت في المعتقلات والتعذيب». وتم توثيق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا بشكل جيد، ومع ذلك لا يوجد أي منظور لمواجهة الأسد للعدالة. وبالمقارنة فقد وجهت الجنائية الدولية اتهامات لزميله الديكتاتور فلاديمير بوتين، والسؤال لماذا لم تتم إدانة جزار دمشق؟ وهذا تجاهل لا يمكن تفسيره.

وقال تشارلز غلاس، الصحافي الأمريكي المخضرم الذي عمل من دمشق: «سوريا اليوم هي حلقة سيرك متعددة حيث تتجول فيها القوى: من تركيا، الولايات المتحدة، روسيا وإيران وتخوض حربًا سرية بدون أهداف واضحة» ويمكن إضافة الجيش (الإسرائيلي) إلى القائمة.

الوعي: إننا فوق أننا لا نوافق الكاتب على ما ذكره من أعداد ضحايا الإجرام والتعذيب وإلقاء براميل الموت، وغارات الأرض والشعوب المحروقة التي قام بها الروس… بل هي أكثر بكثير؛ فإننا نقول إن مثل هذا القرار من الدول العربية، وعلى رأسهم السعودية، إنما هو إضافة سوداء إلى سجلهم الإجرامي الخياني الطويل للأمة ولدينها، وها هم يجتمعون اليوم ليعلنوا لشعوبهم أنهم أعداء حقيقيون لهم، وها هم يعطون رمز الإجرام بشار الملطخ بالعار صك براءة وغفران على ما ارتكبه من جرائم موثقة يشهد عليها العالم أجمع. وهذا إن دل فإنما يدل على أن الأسباب الموجبة للثورة على هؤلاء الحكام قد زادت، ويدل على أن المجتمع الدولي القائم على الحضارة الغربية مع مؤسساته الدولية هو المسؤول الأول عما يجري؛ إذ يعتبر هؤلاء الحكام أدوات رخيصة امتهنت الخيانة والإجرام بأوامر منها، ويدل حصرًا أن ليس لهذه الأمة من خلاص إلا بدينها، وعلى طريقة نبيها بالسير بسيرته في تغيير الواقع، وليس على طريقة الغرب في فهم الدين الذي يرضى بالالتقاء معه أدنى لقاء… أيها المسلمون، افهموها صريحة: إن الغرب يحاربكم في دينكم، فحاربوه بدينكم، وعلى طريقة رسولكم الكريم، وهو بأن تقيموا أمر ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة التي تكون على منهاج النبوة، والتي يعز بها الإسلام وينتصر، ويظهر أمره وينتشر… وإنه لا حل سواه، فاسلكوه…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *