العدد 441-442 -

السنة الثامنة و الثلاثون، شوال – ذو القعدة 1444هـ الموافق أيار – حزيران 2023م

   أستاذ القانون نوح فيلدمان: سعيِّد يعتقل أهم ديمقراطي إسلامي في العالم

علَّق أستاذ القانون المعروف في جامعة هارفارد نوح فيلدمان (الحاصل على درجة دكتوراه الفلسفة في الفكر الإسلامي من أكسفورد عام 1994م، وهو يتقن اللغة العربية) في مقال نشرته وكالة (بلومبيرغ) وصحيفة (واشنطن بوست) على اعتقال الغنوشي بالقول إن تونس تواصل الانحدار «من ديمقراطية الربيع العربي إلى ديكتاتورية، مع اعتقال واحتجاز راشد الغنوشي، وهو أهم ديمقراطي إسلامي في العالم، والزعيم الروحي لأهم حزب معارض في البلاد» وأضاف في المقال الذي ترجمته (عربي2): «إنها أخبار مروعة لما كان، حتى وقت قريب، الديمقراطية العربية الوحيدة الفاعلة». وعنه قال: «الغنوشي هو أهم زعيم مسلم لم تسمعوا عنه من قبل» وقال إنه قد «ساهم في صياغة الدستور الديمقراطي للبلاد بقيادة النهضة، وشارك في الحكومة». وأوضح أنه: «خلال السنوات التي قضاها في المنفى، طوَّر الغنوشي، وهو حداثي إسلامي، نظرية شاملة لكيفية توافق الإسلام والديمقراطية، وكيف يمكن أن يكونا متوافقين. يكمن في جوهر هذه النظرية مبدأ أن الإسلام يدين الإكراه بجميع أنواعه، بما في ذلك الإكراه الديني. ومن هذا المنطلق، وفقًا للغنوشي، يجب ألا تَفرض الحكومات المنتخبة ديمقراطيًّا في البلدان ذات الأغلبية المسلمة قانونًا دينيًّا. وأضاف: «تحت قيادة الغنوشي، عمل حزب النهضة كمشارك مسؤول في صياغة الدستور التونسي، الدستور الليبرالي التوافقي، الذي وافق عليه الغنوشي، لم يفرض الشريعة الإسلامية ولم يذكرها حتى… علاوة على ذلك، وجَّه الغنوشي حزبه تدريجيًّا ليصبح أكثر فأكثر ديمقراطية وأقل وأقل إسلامية في توجهه. في النهاية، أعلن الحزب أنه يريد أن يكون حزبًا من الديمقراطيين المسلمين على غرار الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا». وأكَّد أن الغنوشي كان «على استعداد للتفاوض وتشكيل تحالفات مع أحزاب تمثل مختلف الآراء السياسية في تونس. كل هذا يمثل نوعًا من التجربة، واختبار ما إذا كانت الديمقراطية الإسلامية ممكنة حقّا. كان الجواب، ولا يزال، نعم». ووصف فيلدمان تهمة «التحريض» التي يحاكم عليها الغنوشي الآن بـ«الملفقة» وقال: «لقد أثبت الغنوشي مرارًا وتكرارًا على مدى سنوات عديدة أنه رجل سلام. تهمة التحريض منافية للعقل» ومما قاله: «في العام الماضي، كان سعيّد يحاول إعادة تونس إلى وضعها السابق على الربيع العربي كدولة الحزب الواحد. بعد إعلان حالة الطوارئ وقمع الهيئة التشريعية المنتخبة ديمقراطيًّا، أصدر دستورًا جديدًا يزيد من سلطة الرئيس على حساب السلطات الأخرى للحكم. «تمت الموافقة عليه في استفتاء وقاطعته معظم المعارضة. شارك 30٪ فقط من التونسيين».

الوعي: هذا الكلام يكشف حقيقة الغنوشي المغرَّبة. والكاتب يتكلم بألم بالغ عن اعتقال الغنوشي لأنه يعتبره حالة مثالية في فهم الإسلام على الطريقة الغربية: « أهم ديمقراطي إسلامي في العالم… أهم زعيم مسلم لم تسمعوا عنه من قبل»، وهذه شهادة عليه في الإسلام وليست شهادة له.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *