العدد 441-442 -

السنة الثامنة و الثلاثون، شوال – ذو القعدة 1444هـ الموافق أيار – حزيران 2023م

    كتاب (أوطان معادية) يكشف سر توطيد العلاقات بين الهند والاحتلال (الإسرائيلي)

نشرت مجلة (فورن بوليسي) مقالًا للكاتب سوميت جانجولي، قال فيه إن العلاقات بين الهند والاحتلال (الإسرائيلي) في أزهى أوقاتها، مشيرًا إلى أن هناك قاسمًا مشتركًا بين الحكومتين يتمثل في العداء المعلن تجاه الأقليات، خاصة المسلمين.
ولفت المقال إلى أن العلاقة الهندية (الإسرائيلية) متعددة الأوجه، توطَّدت بشكل كبير منذ صعود رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو إلى السلطة. وأكَّد الكاتب أن كلًّا من مودي ونتنياهو يرغبان في تحويل بلديهما إلى ديمقراطيات عرقية تمنح الأفضلية للأغلبية الهندوسية في الهند واليهودية في (إسرائيل)، واستعرض المقال كتابًا أصدره الصحفي عيسى آزاد، وحمل عنوان (أوطان معادية: التحالف الجديد بين الهند وإسرائيل) العلاقة الهندية (الإسرائيلية) متعددة الأوجه، تمتد من التدفق السنوي للسياح (الإسرائيليين) الشباب الذين يأتون إلى شواطئ الساحل الغربي للهند للاسترخاء بعد الخدمة العسكرية المطلوبة، إلى التعاون في الزراعة بالتنقيط، إلى بيع الأسلحة المتطورة… لهذه الشراكة الوثيقة تداعيات كبيرة على السياسات الإقليمية والعالمية؛ إذ تمكن العلاقات الثنائية الوثيقة كلا الطرفين من لعب دور أوسع في الشرق الأوسط، وخاصة في الخليج العربي، ويتضح هذا بشكل متزايد من مشاركتهم في الترتيب الرباعي الجديد، I2U2، المصمَّم للحد من نفوذ الصين في المنطقة، وأيضًا لطمأنة الحلفاء بالتزام الولايات المتحدة الدائم تجاه المنطقة. ففي الهند، يتجسد هذا الاتجاه في تشكيل كتيبة هندوتفا (الهندوسية) تحت قيادة مودي وزمرته. وحدثت عملية مماثلة في (إسرائيل) كان آخرها استعداد حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو لتقاسم السلطة مع الأحزاب اليمينية المتطرفة، بما في ذلك حزب الصهيونية الدينية المتطرف والمناهض للعرب. القاسم المشترك بين الحكومتين الهندية و(الإسرائيلية) هو عداؤهما المعلن تجاه الأقليات: المسلمون في الهند والعرب المسلمون في الغالب في (إسرائيل).

ويذكر الكاتب عيسى آزاد أن كلًّا من مودي ونتنياهو يرغب في تحويل بلديهما إلى ديمقراطيات عرقية تمنح الأفضلية لمجتمع الأغلبية. هذا الخط من المنطق، بقدر ما يذهب، ولا يمكن التشكيك فيه حقًّا، بقدر ما تذهب الحكومتان، فإن هذا القواسم المشتركة ساعد بالتأكيد في تعزيز العلاقة.

الوعي: إن كلًّا من الهند و(إسرائيل) يجمعهما اليوم العداء للإسلام والخشية من قيام دولة الخلافة التي تتوقع الهند أنها ستشكل الخطر الأكبر على موقعها الدولي في التغيير الكوني المرتقب، لأن بلاد  المسلمين تطوقها بالإضافة إلى أن هناك إحصاءات تقدر أن عدد المسلمين في الهند نفسها يبلغ حوالى ربع سكان البلد… وبالنسبة إلى (إسرائيل) فإن دولة الخلافة هي الوحيدة والتي ستقضي على كيان يهود قضاء نهائيًّا… فالدولتان تنظران إلى أن الإسلام السياسي ومشروع دولة الخلافة يشكل خطرًا وجوديًّا ماحقًا لهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *