العدد 236 -

العدد 236 – السنة الواحدة والعشرون، رمضان 1427هـ، الموافق تشرين الأول 2006م

بين تصريحات بوش وتصريحات البابا

بين تصريحات بوش وتصريحات البابا

بوش يصف الإسلام والمسلمين بالإرهاب والتطرف والفاشية، ويضع استراتيجة تعتبر أن من يأوي إرهابياً «يعتبر إرهابياً» ومن يحمل فكراً إرهابياً يُعدُّ إرهابياً. وهذا الوصف يمتد ليشمل كل المسلمين، بل قد يشمل القرآن الكريم والسنة النبوية، وفيه تحريض لأمم الأرض لكي تناصب المسلمين العداء بوصفهم يحملون أفكاراً دينية إرهابية حسب زعم بوش.

أما البابا (بنيديكت السادس) فقد صدر عنه في زيارته الأخيرة لألمانيا كلاماً يتهم ويهاجم الإسلام مثل قوله والعياذ بالله: «إن إرادة الله في العقيدة الإسلامية لا تخضع لمحاكمة العقل» ويقرأ في كتاب يقال إنه يحتوي على عبارة تقول والعياذ بالله: «إن النبي محمد لا يأتي إلا بما هو سيئ». وغير هذا من العبارات التي تهاجم الإسلام. وفي يوم 14/9/2006م صدر عن الفاتيكان رد يقول: «إن البابا يحترم الإسلام لكنه يرفض الدوافع الدينية للعنف». وقال البابا: «إن فكرة الجهاد والحرب المقدسة تعارض إرادة الله».

هل هذه التصريحات بتوقيتها ومكانها حصلت من قبيل المصادفة أم أنها مبرمجة ومتعمدة؟ وماذا يقصد البابا من طرحها؟ وهل دخلنا مرحلة جديدة من «حوار» الحضارات المزعوم؟ أو مرحلة من «حوار» الأديان؟ ألا يعلم البابا أن هذه التصريحات تستفز ملايين المسلمين في أقاصي الأرض؟

لابد أن الأجوبة عنده واضحة ومعلومة، وقد تظهر مع الأيام القادمة فيما إذا تواصل الهجوم أو قام بالتراجع عن أقواله، لكنه يبقى يعرف ما يقول وليست مجرد زلة لسان كما ادعى بوش حينما قال: «سنشنّها حرباً صليبية» ثم قيل إنها زلة لسان. هذه كلمات خطيرة المعاني ولا يزلّ بها اللسان بسهولة، ويبدو أنهم يريدون فتح معارك كلامية وفكرية وإعلامية ترافق المعارك العسكرية على الأرض، وما على المسلمين سوى التنبّه والصبر والعمل الدؤوب لنصرة هذا الدين بعد تداعي الأمم إلى قصعتهم ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *