العدد 435 -

السنة السابعة والثلاثون – ربيع الآخر 1444هـ – تشرين الثاني 2022م

إغناتيوس: لم يواجه نظام خامنئي حركة احتجاج هزت كيانه كهذه

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقالًا للكاتب ديفيد إغناتيوس قال فيه إنه «بينما يَحيِّي العالم شجاعة أوكرانيا، دعونا نحَيّي أيضًا الحركة الاحتجاجية التي تقودها النساء في إيران والتي تهزُّ حكومة رجال الدين هناك. هذه الانتفاضة مذهلة. إنها تستحق دعمًا أمريكيًّا وعالميًّا نشطًا». وذكر أن هذه الحركة «تضم شبانًا، معظمهم من النساء، غاضبين من مقتل الشابة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عامًا… تبدو احتجاجاتهم عفوية وبلا قيادة… لا توجد بنية تحتية كي تقوم الفرق الإيرانية بتفكيكها… مشتتة على نطاق واسع، مع احتجاجات في 105 مدن في جميع المحافظات الإيرانية البالغ عددها 31، وفقًا لتقرير نشرته هذا الأسبوع وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (HRANA) متنوعة عرقيًّا حيث يحتشد الآلاف من الفرس الشيعة لدعم قضية أميني، وهي كردية سنية. أخيرًا، والأهم من ذلك، هناك إشارات مبكرة على أن الحركة تنتقل من الطلاب في الشوارع إلى القطاعات التي تدير إيران: عمال البتروكيماويات وسائقو الشاحنات والتجار في البازار»… وأضاف: «يحاول النظام أن يقلل من شأن هذه الحركة، لكن الأرقام تقول غير ذلك. وذكر أن «التغيير في الأجواء هذه الأيام يتم عكس قوانين الجاذبية: أوكرانيا الصغيرة تسخر من الدب الروسي في ساحة المعركة. الإسرائيليون والعرب يتسابقون للقيام بأعمال تجارية تحت راية اتفاقيات أبراهام، التي تعكس قطيعة عميقة مع الماضي. والسعودية، رغم كل أفعالها الفظيعة في عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تتخذ خطوات مفاجئة تجاه حقوق المرأة وتحرير المجتمع». ثم ذكر أن «الحركة الإيرانية لا تزال بحاجة إلى أوكسجين الدعم الشعبي من الولايات المتحدة والعالم. لقد حظيت بتغطية إعلامية قليلة نسبيًّا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عدم إمكانية وصول وسائل الإعلام المستقلة إلى إيران وإغلاقها الإنترنت… وأن الإيرانيين يحتاجون إلى مستقبلات الأطباق لالتقاط الإشارات والمجموعات لنشرها. ولحسن الحظ أن هناك الكثير من الأراضي الحدودية التي يسهل اختراقها لنقل المعدات، من باكستان وتركيا والكويت والعراق وأذربيجان وحتى الخليج نفسه».

الوعي: إن ما يزعج في هذا المقال هو ما يحمله من نفس استعماري حيث يبيح لدول الغرب الاستعمارية أن تتدخل في الثورات وأن تمد لها شريان الحياة حتى إذا ما نجحت بالوصول إلى الحكم كان نجاحًا لها… وإننا لنسأل إغناتيوس هذا الذي يدعو أمريكا إلى التدخل لمصلحة الثورة ضد النظام الإيراني الذي يصفه بالقمعي، وهل النظام الإيراني غير تابع للسياسة الأمريكية، وغير محمي منها؟ وهل النظام الإيراني لا تسير سياسته بحسب المصالح الأمريكية في المنطقة: في إفغانستان وفي العراق وفي سورريا وفي لبنان وفي اليمن… إذا كان لا يعرف ذلك فليس أهلًا لأن يكتب ولا لأن يُقرأ له، وإن كان يعرف، وهو يعرف، فليس مقاله وقلمه إلا أداة ومن أدوات الاستعمار الغربي البغيض. وليعلم أن الأمة بالمرصاد لكل ما يكاد لها وما يقال. وأن لكل أمة أجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *