العدد 435 -

السنة السابعة والثلاثون – ربيع الآخر 1444هـ – تشرين الثاني 2022م

تحذيرات ومخاوف من عنف يسبق الانتخابات النصفية الأمريكية

فيما تعد الانتخابات النصفية استفتاءً على شعبية الرئيس الجالس في البيت الأبيض، حذَّر مشرعون ومسؤولون في الولايات المتحدة من تجدُّد أعمال العنف، قبل شهر من الانتخابات النصفية الأمريكية. وقالت السيناتورة الجمهورية سوزان كولينز، في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر، في أحد أعمدة صحيفة نيويورك تايمز: «لن أفاجأ إذا قتل سيناتور أو نائب». ونشر آدم كينزينغر، عضو مجلس النواب الأمريكي المناهض للرئيس السابق دونالد ترامب مقتطفات صوتية من التهديدات التي تلقَّاها: «نحن نعلم مكان عائلتك، وسنلاحقك أيها… الصغير… سنقبض على زوجتك وأطفالك». وكذلك اتصلت التقدمية المنتخبة براميلا جايابال برقم الطوارئ «911»، عندما وقف رجل أمام منزلها عدة مرات، مطلقًا الشتائم وهو يحمل مسدسًا على خصره. واضطرت النائبة الجمهورية ليز تشيني، التي تبرَّأ منها حزبها لانضمامها إلى لجنة برلمانية تحقق مع دونالد ترامب، إلى التخلي عن تنظيم أي تجمع انتخابي كبير في ولايتها وايومنغ بسبب تلقيها تهديدات بالقتل. وقد تواجه البلاد نقصًا في منظمي الانتخابات خلال الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر طالما استمروا في تلقي مثل هذه التهديدات. وبحسب شرطة العاصمة، المسؤولة عن حماية أعضاء الكونغرس المنتخبين، فقد تضاعفت التهديدات وارتفعت من 3939  تهديدًا في عام 2017م إلى 9625 تهديدًا في عام 2021م. وعبَّر الخبير الأمني ك. كامبل: عن قلقه بشكل خاص من الهجمات التي تشنها الجماعات اليمينية المتطرفة، بما في ذلك جماعة «أوث كيبرز» (حفظة القسم) التي يخضع العديد من أعضائها للمحاكمة بتهمة التحريض على الفتنة وحمل السلاح لمهاجمة مبنى الكابيتول من أجل إبقاء ترامب على رأس السلطة، في السادس من كانون الثاني/يناير 2021م. ووفقًا للخبيرة السياسية رايتشل كلاينفيلد، فإن موسم انتخابات 2020م، الذي تواجه خلاله جو بايدن ودونالد ترامب، مثّل أيضًا منعطفًا دفع بعض الجمهوريين إلى «قبول العنف كأداة سياسية». وفي خضم الحملة الانتخابية للانتخابات النصفية، يمكن ملاحظة إعلانات انتخابية لبعض المرشحين تظهر مرشحًا محافظًا بمسدس أو بندقية هجومية. وفي بعض هذه الإعلانات، يستمتع المرشحون الجمهوريون بتوجيه السلاح باتجاه صور أو دُمى تمثل خصومهم الديمقراطيين أو حتى الرئيس جو بايدن. وحذرت رايتشل كلاينفيلد قبل بضعة أشهر خلال جلسة استماع أمام الكونغرس الأمريكي قائلة: «لقد أصبحت المعتقدات والأنشطة العنيفة أمرًا شائعًا».

الوعي: إن ما ذكر من وجود انقسام مجتمعي عميق في أمريكا هو أمر يخرج إلى العلن شيئًا فشيئًا، وبات يشكل مصدر قلق على المصير، صحيح أنه لا يمكن توقع موعد انفجاره؛ ولكنه يسير سريعًا بهذا الاتجاه، وهو لا يعني لزومًا إلا انهيار الإمبراطورية الأمريكية، وبالتالي انهيار النظام الدولي الذي تقوده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *