العدد 402-403-404 -

السنة الرابعة والثلاثون – رجب – شعبان – رمضان 1441هـ – أذار – نيسان – أيار 2020م

أخبار المسلمين حول العالم

صحيفة إسبانية: نصائح النبي محمد لمواجهة كورونا مذهلة

في إشارة إلى اهتمام متزايد في الغرب بالموروث الإسلامي الخاص بالنظافة الشخصية والعامة ومواجهة الأوبئة، نشر موقع صحيفة “ABC” الإسبانية تقريرًا ألقى فيه الضوء على “نصائح النبي محمد المذهلة” في مواجهة الأوبئة، والمنطبقة على الإجراءات التي ينصح بها اليوم للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، وأثار التقرير أصداء واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما بين المسلمين، ويأتي هذا التقرير أيضًا بعد تقرير في السياق ذاته نشره موقع مجلة “نيوزويك” الأميركية قبل أسبوعين، واعتبر الكاتب الإسباني “خوسه مانويل نيفز” أنه من المذهل أن النبي محمد، الذي عاش قبل أكثر من 1300 عام، والذي كان أميًا ولا يتمتع بأي تدريب علمي بحسبه “كان يعرف بالفعل، خطوة بخطوة، ما يجب فعله أثناء الوباء”.

كيسنجر يدق ناقوس الخطر… جائحة كورونا ستغيّر النظام العالمي للأبد.

أدلى وزير خارجية أميركا الأسبق المفكر الاستراتيجي والخبير في السياسة الدولية، اليهودي الأصل هنري كيسنجر دلوه في تداعيات فيروس كورونا العالمية، فذكر في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال داقًا ناقوس الخطر محذرًا القيادة الأميركية من أن يأخذ منها أحد مركز القيادة، ومما جاء في مقاله: “تتماسك الأمم وتزدهر عندما يمكن أن تتنبأ مؤسساتها بالكارثة، وتوقف تأثيرها وتستعيد الاستقرار”. مضيفًا: “الحقيقة هي أن العالم لن يكون كما كان بعد الفيروس التاجي” ودعا المسؤولين إلى الحفاظ “على ثقة الجمهور في قدرة الأميركيين على إدارة أنفسهم… وإطلاق مشروع موازٍ للانتقال إلى نظام ما بعد الفيروس التاجي” للاستمرار في قيادة العالم. فـ”تأثيرات الفيروس التي تذوب في المجتمع لا تعترف بالحدود”. ويقصد أن تداعيات التفكك الاجتماعي سيصيب دول العالم من غير فرق. ومتوقعًا في حال عدم إيقاف تاثير الفيروس والتغلب عليه فسينتج ذلك “اضطرابات سياسية واقتصادية قد تستمر لأجيال لا يمكن لأي دولة، ولا حتى الولايات المتحدة، أن تتغلب على الفيروس في جهد وطني محض. يجب أن تقترن معالجة ضرورات اللحظة في نهاية المطاف برؤية وبرنامج تعاونين عالميين. وإذا لم نتمكن من القيام بالأمرين معًا، فسوف نواجه أسوأ ما في كل منهما”. وأوضح أنه “من خلال استخلاص الدروس من تطوير خطة مارشال ومشروع مانهاتن، تلتزم الولايات المتحدة ببذل جهد كبير في ثلاثة مجالات… دعم المرونة العالمية تجاه الأمراض المعدية، السعي لشفاء جراح الاقتصاد العالمي، وحماية مبادئ النظام العالمي الليبرالي.”

ورأى أن “ضبط النفس ضروري من جميع الجوانب… في كل من السياسة الداخلية والدبلوماسية الدولية، ويجب تحديد الأولويات” وختم قائلًا: “نحن نعيش فترة تاريخية، التحدي التاريخي للقادة هو إدارة الأزمة وبناء المستقبل، الفشل يمكن أن يحرق العالم”.

الوعي: إن كيسنجر في هذا التصريح إنما يدق ناقوس الخطر لدولته خوفًا عليها من فقدانها لمركزها قي قيادة العالم، وينصحها للمحافظة على مركزها بنصائح تمس القشرة لا اللب، فلو لم تكن الرأسمالية تعاني من أزمة وجود وفشل حضارة لما تكاثرت التصريحات والتحليلات التي تنذر بقرب انهيار النظام الدولي جراء هذا الفيروس، فالفشل في معالجة الفيروس هو فشل حضارة وليس فشل علاج فيروس. وفي عالم المنافسة الدولية الذي لا يرحم، فإن الغرب وعلى رأسه أميركا سيزداد سقوطًا ولكن كل ما سيسفر عنه أنه قد تنجح الصين في جعل النظام الدولي الجديد ثنائي القطبية، ولكن العالم كنظام حياة لهم لن يتغير منه شيء. الحل منوط بأن يقوم نظام عالمي جديد بمفاهيم جديدة صحيحة  عن الحياة، ولا يوجد إلا المبدأ الإسلامي من يستطيع أن يملا هذه الثغرة.

إقبال الأميركيين على شراء السلاح أكثر من إقبالهم على شراء مواد التعقيم

يسيطر الهلع على الشعب الأميركي من فيروس كورونا المستجد، وقد تجلى الهلع ليس في شراء مواد الحماية من مواد التعقيم والكمامات والقفازات الطبيَّة والمواد الغذائية فحسب، بل بما هو أهم من ذلك، ألا وهي الأسلحة النارية. فقد بيعت 2.8م  مليون قطعة من السلاح بنسبة 36% زيادة عن مبيعات الأسلحة في شهر يناير (كانون الأول) وتُعد من أكبر عمليات البيع التي تشهدها الولايات المتحدة منذ أربعة أعوام، والمثير في تلك الزيادة أن أغلب المشترين هم أشخاص يمتلكون سلاحًا ناريًّا للمرة الأولى في حياتهم. ورصدت بعض الصحف الأميركية أن بعضًا من المشترين كانوا من رافضي اقتناء السلاح الناري، لكنّهم خضعوا للتوجه العام ولحالة الذعر المسيطرة على الغالبية. وهذا ما رفع أسهم شركات السلاح الأميركية. والملاحظ أن غالبية الواقفين في الطوابير المتراصة أمام متاجر الأسلحة أنهم ذوو ملامح آسيويَّة. وقد صرَّح العديد منهم بأنهم جاؤوا لشراء السلاح خوفًا من رد الفعل العنصري الذي يتوقعونه بسبب ربط انتشار الفيروس لدى غالبية الأميركيين بالمواطن الآسيوي، كون الفيروس قد انطلق من الصين الآسيويَّة، وقد تعرض البعض منهم في الآونة الأخيرة لهجمات متفرقة، تنتهي بمقولة تكاد تكون ثابتة: “لا نريد كورونا في بلادنا”. كما أن القيادة الأميركية ذاتها لم تستخدم كثيرًا مصطلح فيروس “كورونا”، أو المصطلح العملي “كوفيد-19” بل استخدم ترامب ووزير خارجيته، مايك بومبيو “الفيروس الصيني” أو “فيروس ووهان”. هذا ويفضل المشترون الأسلحة الأتوماتيكية متعددة الطلقات ويرون أنها الأنسب للدفاع عن النفس وحماية عائلاتهم من هجماتٍ يبدو أنهم متأكدون من أنها سوف تحدث في لحظةٍ ما. ويزداد الطلب على السلاح مع كل زيادة تسجلها الولايات المتحدة في عدد المصابين بالفيروس. من هنا فإن الأميركيين يخشون بعضهم بعضًا أكثر من خشيتهم من كورونا. وهناك  توجه عام لدى الأميركيين وهو أنهم لا يثقون أن الدولة  ستحميهم، والتقارير المختلفة تفيد أن رضى الأميركيين عن الكونجرس وإدارته لمشكلات البلاد لم يتجاوز 30% في آخر 10 سنوات. في فبراير 2020م كانت النسبة 23%.

إيطاليا تسجل أدنى مستوى بانخفاض المواليد منذ 160 عامًا

سجلت أحدث البيانات استمرار تنامي الأزمة السكانية في إيطاليا على ضوء التراجع غير المسبوق في أعداد المواليد منذ توحيد البلاد بالتزامن مع ارتفاع قياسي في الوفيات وزيادة أعداد المسنين والمقيمين الأجانب.

وذكر المعهد القومي للإحصاء [إيستات] في تقرير له أن إجمالي عدد المواليد الذين أضيفوا إلى سكان إيطاليا في العام الماضي تراجع إلى 488 ألف مولودًا بما يقل بنحو 15 ألفًا عن عام 2014م [بمعدل 8 في الألف] مسجلًا أدنى مستوى تاريخي منذ أكثر من 160 عامًا. وكشف التقرير عن تراجع معدل الإخصاب الطبيعي إلى 1.35 طفل في المتوسط للمرأة في عمر الإنجاب مقابل معدل بلغ 1.39 طفل للمرأة العام الماضي، و1.42 في عام 2010 بينما ارتفع متوسط عمر المرأة الايطالية عند الانجاب الى 31.6 سنة. في المقابل بلغت الوفيات مستوى الذورة لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية لتصل إلى 653 ألف حالة وفاة [بمعدل 10.7 بالألف] بزيادة مفاجئة بلغت 54 ألف وفاة تعادل ارتفاعًا قدره 9.1 بالمئة عن عام 2014م وتركزت معظمها في الشريحة العمرية بين 75 و95 سنة. وفي السياق نفسه، أشار التقرير إلى انخفاض معدل العمر المأمول عند الميلاد لدى الإيطاليين في العام الماضي من 80.3 سنة إلى 80.1 سنة للرجال، ومن 85 سنة إلى 84.7 سنة للنساء مقارنة بعام 2014م. وبناء على هذه البيانات انخفض إجمالي سكان إيطاليا المسجَّل في الأول من يناير/ كانون الثاني 2016م [بمعدل 2.3 في الألف] إلى قرابة 60.7 مليون نسمة، فيما تراجع عدد المواطنين الإيطاليين إلى 55.6 مليون، وزيادة المقيمين الأجانب إلى أكثر من خمسة ملايين مقيم فباتوا يمثلون 8.3 بالمئة من إجمالي السكان.

الوعي: كان هذا التقرير قبل تفشي فيروس كورونا ، وهذا من الأمارات الدالة على فشل المبدأ الرأسمالي وعقمه وذبول مجتمعاته.

هل يسرِّع فيروس كورونا تفكك الاتحاد الأوروبي

كشف فيروس كورونا هشاشة الاتحاد الأوروبي وهو يكاد يعصف به، ومع انتشار فيروس كورونا، وتفشيه بشكل كبير جدًا في عدد من الدول الأوروبية كإيطاليا وإسبانيا من دون أي تحرك من دول الاتحاد الأخرى للإنقاذ، زادت وتيرة الحديث عن إمكانية خروج دول من الاتحاد كما فعلت بريطانيا وبالتالي تفككه.

– فقد صرح رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أن الاتحاد الأوروبي قد ينهار بسبب تلك الجائحة، منتقدًا غياب خطة موحدة لمواجهة وباء كورونا، ودعا الاتحاد “إلى عدم ارتكاب أخطاء فادحة” في عملية مكافحة فيروس كورونا المستجد، وإلا “فإن التكتل الأوروبي بكامله قد يفقد سبب وجوده”.

وحذر الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جاك دولور الذي شغل سابقًا منصب وزير الاقتصاد الفرنسي وترأس المفوضية الأوروبية بين 1985 و1995من أن “المناخ الذي يبدو سائدًا بين رؤساء الدول والحكومات وغياب التضامن الأوروبي يمثلان تهديدًا قاتلًا للاتحاد الأوروبي”. وقد خرج عن صمته مطلقًا تحذيرًا قائلًا (الجرثومة عادت من جديد).

– رفضت ألمانيا ودول أوروبية أخرى مناشدة تسع دول من دول الاتحاد الأكثر تضررًا من أجل الاقتراض الجماعي من خلال سندات كورونا للمساعدة في تخفيف الضربة الاقتصادية للوباء، وقد تعامل الاتحاد الأوروبي مع مناشدة إيطاليا بإعطائها إمدادات طبية لمواجهة الجائحة التي تهدد وجودها وكأنها دولة أفريقية.

– جراء تفشي الوباء، قامت الدول الأوروبية تباعًا في غلق حدودها على بعضها. وبالرغم من أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قالت إن دول الاتحاد الأوروبي يجب أن لا تنعزل عن بعضها البعض وألا تُوقف حرية الحركة بينها، وبالرغم من تكرر الموقف نفسه من رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين؛ فإن كلًّا من ألمانيا والدانمارك قامت بإغلاق حدود بلادها

– وافق قادة الاتحاد الأوروبي رسميًا، وعبر قمة هاتفية، على تبادل المعلومات الحقيقية حول المعدات اللازمة في معالجة الفيروس، لكن يبدو أن المكالمات الهاتفية لم تكن مجديةً، فبعد انتهاء إحدى المكالمات قررت فرنسا وألمانيا منع تصدير الكمامات الطبية للخارج، ووضع قيود صارمة على بيعها خارج الأراضي الوطنية. وتبعتهما رومانيا. ثم أعلنت المجر أن 120 ألف كمامة تم تعطيل وصولها لها واحتجازهم في ميناء هامبورج.

– لم يتوصل الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد سياسة مالية مشتركة. فقد أعلن البنك المركزي الأوروبي أنه لن يكون خط الاستجابة الأول في تقديم الدعم المالي. كذلك أعلن أن الاستجابة الأولى يجب أن تكون سياسية ثم وطنية، ثم بعد ذلك يمكن مناقشة أمر خفض الفائدة أو تقديم دعم مالي للدول والسوق الأوروبية المشتركة.

– حذر رئيس مجموعة اليورو ماريو سنتينو، وزراء المال الأوروبيين من خطر “تفكك” منطقة اليورو نتيجة فيروس كورونا، وقال: “لا شك في أننا سنخرج جميعًا من الأزمة مثقلين بديون أكبر بكثير”. وقال: “لكن هذا التأثير وتداعياته الطويلة يجب ألا يصبح مصدر تفكك.

– في حوار مع صحيفة “بيلد” الألمانية، عبر وزير الخارجية والاقتصاد الألماني السابق، الاشتراكي الديموقراطي زيغمار غابرييل، عن خشيته من أن يرى “أوروبا تتفكك”.وأضاف “إن لم نكن مستعدين الآن لتقاسم ثروتنا لا أعلم ماذا سيحصل لأوروبا”.

– أما رئيس البنك المركزي الهولندي كلاس نوت فتوجه إلى مارك روتي قائلًا “المنزل يحترق. يجب بذل جميع الجهود الآن لإخماد النار”.

الوعي: إن أزمة فيروس كورونا ليست هي الأزمة الأولى التي تحدث بين أعضاء الاتحاد الأوروبي ولا يتوقع أن تكون الأخيرة، وهذا الاتحاد ينتظر يوم فرطه، فهناك علاقات متوترة بين أعضائه (دول الشمال الغنية مثل ألمانيا وهولندا… تمنع مساعدة دول الجنوب المثقلة بالديون مثل إيطاليا واليونان وإسبانيا…) وقد كان تجاوب الدول الغنية كارثيًا فيما يتعلق بالمساعدة على تغلبها على فيروس كورونا… إن أصدق ما يقال في الاتحاد الأوروبي إنه فعلًا يمثل قارة عجوزًا تنتظر يوم وفاتها، ولن يستطيع مبدؤها الرأسمالي أن ينقذها بل سيكون سبب سقوطها… عسى أن يكون التغيير الكوني القادم يؤذن فيه الله بإقامة الخلافة، فتكون هي المستفيد الأول مما يحدث هناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *