العدد 395 -

السنة الرابعة والثلاثون، ذو الحجة 1440هـ – آب 2019م

الملك سلمان يوافق على نشر قوات أميركية في المملكة

الملك سلمان يوافق على نشر قوات أميركية في المملكة

نقلت وكالة الأنباء الحكومية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع، أنه صدرت موافقة من الملك سلمان بن عبد العزيز «على استقبال المملكة لقوات أميركية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها»… من جهتها، قالت القيادة الأميركية الوسطى في بيان إن وزير الدفاع أذن بنقل موارد ونشر قوات في السعودية، وذلك بالتنسيق معها وبدعوة منها. وذكر البيان أن الخطوة ستوفر ردعًا إضافيًا يضمن قدرة واشنطن على الدفاع عن قواتها ومصالحها في المنطقة. وأشارت مصادر أميركية إلى أن السعودية وافقت على دفع بعض من التكاليف المالية اللازمة لهذا الانتشار (كلمة بعض هي للتخفيف… وكثيرًا ما ردّد ترامب أن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة تراجعت، وأن على الدول الخليجية أن تدفع لواشنطن ثمن «الحماية» التي تقدّمها لها). وفي هذا المجال يذكر أن إعلان عودة القوات الأميركية إلى السعودية جاء من واشنطن أولًا قبل إعلانه من الرياض.

هكذا، وبعد 16عامًا من الغياب، يعود الوجود العسكري الأميركي إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية التي تقع بمنطقة صحراوية شرق العاصمة السعودية الرياض، والتي لعبت دورًا أساسيًا في استراتيجية واشنطن بالمنطقة، إذ إنها ضمت في بعض الأحيان أكثر من ستين ألف عسكري أميركي، وهو انتهى سنة 2003م بعد القضاء على نظام صدام حسين، ويعود اليوم في ظل حالة متصاعدة من التوتر مع إيران. وتعليقًا على التعزيزات العسكرية الأميركية بمنطقة الخليج، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف إن واشنطن تستخدم التوتر في مضيق هرمز لزيادة حضورها العسكري، وأضاف أن الولايات المتحدة انتظرت ذريعة لتعزيز حضورها في المنطقة، وقد وجدتها. ونحن نقول إن أميركا هي التي أوجدت هذه الذريعة.

الوعي: من الواضح أن من أهداف حكام السعودية في استجلاب القوات الأميركية إلى أراضيهم، هو إبراز الشراكة العسكرية بينهم وبين الولايات المتحدة الأميركية، وأنها تشكّل ضمانة أمنية مهمّة للمملكة، وأنّ القوات الأميركية جاهزة لحماية عرش آل سعود المتهاوي من الفزاعة الإيرانية… وهناك هدف إضافي  يتعلق بمنافسة السعودية لقطر في إظهار أنهم حليف أوثق لواشنطن منها؛ خاصة وأنه مرشح لهذه القاعدة العسكرية أن تتوسع وتتطور حتى تصبح القاعدة العسكرية الأميركية الأولى في المنطقة. وهنا لا بد من ذكر أنه ينتشر أكثر من 35 ألف عسكري أميركي في قطر والكويت والبحرين (مقر الأسطول الخامس) والإمارات وبلدان أخرى في الشرق الأوسط. وقد يكون مرشحًا لدى أميركا زيادة العدد إلى 100 ألف، وإنشاء تحالف دولي في المنطقة، وإشراك الأوروبيين معهم في تنفيذ استراتيجيتهم في المنطقة، ظاهره أنه ضد إيران، وحقيقته أنها تريد فرض استعمارها للمنطقة عبر ما تسميه «شرق أوسط جديد». وهذا ما يجعل عند الأوروبيين تحفظات حيال هذه الاسترتيجة، وعدم استجابتهم للمشاركة فيها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *