الثورات العربية :الإسلام الحاضر الأول والمغيب الأكبر
2011/08/05م
المقالات
1,516 زيارة
الثورات العربية :الإسلام الحاضر الأول والمغيب الأكبر
في أواخر أيلول/سبتمبر 2009م أعلن أوباما عن تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن طموحات احتلال منصب الدولة العظمى الوحيدة في العالم، وبالتراجع عن عقيدة “الاستباقية” التي تبنتها إدارة بوش الابن السابقة الذي عرف بـــ “مشروع القرن الأمريكي” والذي خاضت فيها حربها على الإسلام تحت اسم (الحرب على الإرهاب). ويمكن القول إن هذا المشروع قد تكسر على صخرة الصمود الإسلامي نفسه الذي أرادت الولايات المتحدة القضاء عليه، وإن الحضارة الغربية قد تفسخت فلم تنفع الولايات إمكاناتها المالية الخيالية، ولا تكنولوجياتها العسكرية غير المسبوقة، ولم تسعفها خيانات الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين لمصلحتها وضد شعوبها، بل وجدت أن مركزها كدولة أولى في العالم بات مهددًا، وهذا ما اضطرها لإيقاف هذا المشروع وإعلان فشله.
وفي أوائل سنة 2011م قام في المنطقة ما يعرف بــ “الربيع العربي” حيث تفجرت الثورات في بعض البلاد العربية ضد حكامها بشكل غير متوقع، ابتدأت في تونس ثم مصر وامتدت حتى شملت اليمن وليبيا وسوريا والبحرين، وهي مرشحة لأن تنتشر نارها حتى تشمل تغيير كل أنظمة المسلمين الاستبدادية الممتدة على منطقة ما يعرف بالشرق الأوسط. وقد صاحب هذه الثورات الكلام عن أنها صناعة أمريكية، وأنها تتدرج ضمن خطة أوباما البديلة التي تقوم على الاحتواء لا الإقصاء… وعلى استعمال القوة الناعمة لا القاسية… وعلى إشراك الدول الكبرى المنافسة لها لا على التفرد… وعلى الاعتماد على العمل الاستخباراتي في تغيير الأنظمة لا على الاحتلال. وصاحب كذلك هذه الثورات الكلام على أن مقتل بن لادن كان إيذانًا بانتهاء خطة بوش الإقصائية وابتداء خطة أوباما الاحتوائية. وبدأت الدعاية الموجهة تروج بأن “الربيع العربي” كشف عن حقيقة توجه الناس في المنطقة أنه باتجاه رفع الظلم بخلع الحكام والمطالبة بالحرية والديمقراطية والدولة المدنية ما يعني فشل المشروع الإسلامي. مع أن الحقيقة هي عكس ذلك تمامًا. إذ أن فشل الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب أي الإسلام بعد انتصارًا لمستقبل الإسلام السياسي في المنطقة. ويمكن القول إن الخوف من الإسلام السياسي أصبح في الخطة الأمريكية الجديدة مضاعفًا. فالإسلام السياسي حامل مشروع الحضارة الإسلامية هو ما تعمل أمريكا على محاربته فعلاً في كلا الخطتين، والمراد من الخطة الثانية تحقيق ما لم تستطع الأولى تحقيقه، فالأولى كانت تقوم على العداء السافر للإسلام بينما الثانية خطط لها أن تقوم بذالك سرًا.
وفي سياق هذا التحليل نقل أن الولايات المتحدة ترعى عن طريق منظمات حقوقية أمريكية غير حكومية، وغير ربحية، وممولة من الحكومة، ومقرها واشنطن من مثل: المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الوطني الديمقراطي ومؤسسة فريدوم هاوس ترعى شبابًا ناشطين من مختلف بلاد المسلمين، وتجري لهم دورات متخصصة لقيادة ثورات مستقبلية في بلادهم. فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في 16 /4/2011م تقريرًا كتبه رون نيكلسون ذكر فيه أن قادة الحركات الاحتجاجية العربية تلقوا تدريبات من قبل أمريكيين حول كيفية القيام بالحملات الاحتجاجية، والتنظيم من خلال وسائل الإعلام الحديثة، وكيفية مراقبة الانتخابات. ويذكر أن هؤلاء الناشطين بدؤوا بالنشاط في بلادهم قبل الثورات فصارت بعض الأنظمة الحاكمة تشكو منهم أمريكا، وكانت هذه الأخيرة تُطمئن هذه الأنظمة بأن أعمالهم لا تعدوا الاهتمام ببعض القضايا الاجتماعية في البلد وأنه لا خطر منهم.
وبالرجوع إلى الوراء لمعرفة كيفية تكوين عناصر هذه الخطة وأهدافها، يذكر أن بوش الابن بعد تجديد الرئاسة له في الدورة الثانية، وكان في ذلك الوقت قد فشل في حربه على الإرهاب “أي الإسلام” راح يركز هو وإدارته في تصريحاتهم على أن المشكلة الحقيقية في منطقة الشرق الأوسط ليس في الإرهاب، وإنما في الاستبداد والطغيان الذي يقف وراء حكام المنطقة، وصاروا يرددون أن هؤلاء بظلمهم لشعوبهم وإفقارهم لهم وقمعهم لحريات الناس أوجدوا الإرهاب، وجعلوا أهل المنطقة يتمسكون بالإسلام كملاذ لهم، وعليه فهؤلاء الحكام هم الأصل في وجود المشكلة ولا بد من تغيير سلوكهم أو تغييرهم، ولكنه لم يستطع أن يفعل شيئًا تجاه هذا التفكير الجديد، إذ استنفر هؤلاء الحكام حتى من أزلام أمريكا وعملائها وبالأخص مبارك والأسد وراحوا يقنعون الإدارة الأمريكية بأن مثل هذا التفكير سيصب في مصلحة الإسلام السياسي والجهادي وسيكون المستفيد الأول منه القاعدة، ثم إن ضعف الموقف العسكري الأمريكي وتكبدها خسائر مالية وبشرية ضخمة جعلها لا تستطيع أن تسير في هذه الخطة خطوة ثم إن استمرار الحرب الأمريكية على المسلمين بضراوة والرد عليها لم يمكنها من التفكير الجديد، يضاف إلى كل ذلك أن طبيعة حكام أمريكا بوش والمحافظين الجدد، وطريقتهم الاستئصالية في الحكم لم تمكنهم من ذلك، فبقيت الفكرة من غير تنفيذ، وبدا أن تنفيذها بشكل ناجح يحتاج إلى إدارة أخرى وهكذا كان.
وبالرجوع إلى الوراء كذلك فإنه يذكر أن طريقة نجاح الإدارة الأخرى ووصول أوباما إلى الحكم كان مرده إلى أسلوبه الجديد بالاعتماد على الشباب واعتماد هؤلاء الشباب على الفايسبوك ووسائل الاتصال الحديثة، وهذا مكنه من أن يوصل برنامجه الانتخابي بشكل إقناعي إلى أوسع شريحة من المنتخبين الأمريكيين وأمَّن له النجاح الباهر، ويبدو أن هذا التقى مع ذاك خاصة وأن السياسة الأمريكية الخارجية هي واحدة لدى الحزبين الجمهوري والديمقراطي. ويذكر هنا أن فشل الولايات المتحدة يعني فيما يعنيه هنا فشل الحضارة الغربية ككل على المسرح الدولي، وهذا ما بات يلقي بثقله على دراسات المفكرين والباحثين والسياسين والعسكريين والاستراتجيين في الغرب عمومًا من أن معالم القوة الدولية ستنتقل قيادتها من أمريكا وأوروبا إلى دول أخرى مثل الصين والهند والدولة الإسلامية الجامعة القادمة الفاتحة قريبًا بإذن الله التي تحاول أمريكا ومعها أوروبا جاهدة منع قيامها.
ويمكن القول هنا أن ما عرف بفضائح ويكيلكس مؤخرًا، والتي قامت على فضح الحكام وتعريتهم أمام شعوبهم إنما تصب في المخطط الأوبامي الجديد هذا.
ويذكر هنا أن الدول الأوروبية المنافسة لأمريكا في النفوذ على الشرق الأوسط تعتبر أن خطة أوباما الجديدة تريد تحويل نفوذ كل دول المنطقة إلى النفوذ الأمريكي؛ لذلك تعتبر نفسها المستهدف الأول من هذه الخطة، تمامًا كما كانت الخطة السابقة مع بوش. لذلك يدخل ما يحدث من ثورات في المنطقة في الصراع الدولي الذي بدا سافرًا في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.
وهنا نصل إلى النقطة المفصلية في هذا المقال والتي يمكن أن تقلب النتائج رأسًا على عقب، وهي أن هذه الثورات قد حدثت قبل أوانها المخطط له من أمريكا؛ فأتت على غير موعدها، وهذا يعني أن ما يجري من ثورات ليس ممسوكًا كليًا لا من قبل أمريكا ولا أوروبا. أي إن ما يجري كان من غير تخطيط منهما. وكان عنصر المفاجأة هو سيد الموقف. فقد نقل أن خطة أوباما كان مخططًا لها أن تبدأ سنة 2013م بعد نجاحه المتوقع له في الدورة الثانية من الانتخابات. وحصل ارتباك لمسه الجميع في تصرفات وتصريحات المسؤولين الأمريكيين والأوربيين، ثم لم تظهر خطط لدى أمريكا ولا أوروبا لاستبدال حكم موال لها بحكم آخر؛ فقد حاولت أمريكا أن تُبقي على مبارك، ولما لم تستطع حاولت أن تأتي بعمر سليمان، ولما لم تستطع أعطت الجيش المحسوب عليها دوره في مسك الحكم وعدم تفلته من يديها، ومثل ذلك فعلته كل من بريطانيا وفرنسا في تونس… هذه الأوضاع المتفجرة الجديدة جعلت دول الغرب المتنافسة تستنفر خوفًا على مناطق نفوذها لأن ما يجري لم يكن بإشارتهم ولا بإرادتهم وطمعًا في استغلال ما يحدث لضمه إلى نفوذه في إطار الصراع الدولي بينها. وفي الوقت نفسه اجتمعت هذه الدول على منع الإسلام السياسي من أن يقود عملية التغيير مستفيدًا من عفوية الناس الصادقة في توراتهم ومستفيدة هي من عدم الوعي لدى هؤلاء الناس، ومسخرة ما لديها من أدوات للنجاح في ذلك.
ويذكر هنا أنه مع حدوث هذه الثورات بهذا الزخم من العداء للحكام لم يعد لهؤلاء الحكام مكان في التركيبة الجديد. وما مقاومة بعضهم للتغيير كالقذافي وعلي صالح والأسد إلا كحركة المذبوح الذي تقربه من أجله ولا تنقذه، ويحاول الغرب بدوله المتنافسة الاستفادة من إطالة عمر هذه الأنظمة المقاومة ليتدبر أمره في التغير الجديد.
لقد ظهر واضحًا في خطة أوباما الجديدة أن الهاجس الأكبر الذي يؤرق حكام الغرب هو الإسلام السياسي، وهناك تصريحات لأوباما نفسه وكلينتون وكاميرون وساركوزي مليئة بالتخويف من الإسلام السياسي وبوجوب إبعاده عن الصراع المحتدم. وكذلك صرح الحكام المنصرمون أمثال مبارك وبن علي وكذلك علي صالح والقذافي والأسد تصريحات يائسة يحذرون فيها من الإسلام السياسي علهم يستجلبون عطف دول الغرب التي تخلت عنهم، ثم ما حدث في بعض المؤتمرات التي كانت تعقد من أجل تقرير مستقبل بعض الثورات وخاصة السورية منها من إصرار على تضمين بياناتها الختامية المطالبة بالدولة المدنية، ووصل الحد ببعضهم مطالبته صراحة تضمين الدستور فكرة “فصل الدين عن الدولة” كذلك ما صدر من تصريحات لمسؤولي تنسيقيات أو منظمات حقوقية أن الوقت ليس الآن وقت المطالبة بدولة دينية فهذا يستعدي الغرب علينا، ويوجد الانقسام في نسيج المعارضة الوطنية….
نعم لقد كان الإسلام هو الحاضر الأول والمغيب الأكبر، ففي دخيلة زعماء الغرب تخوف شديد من فلتان الأوضاع من أيديهم لمصلحة الإسلام السياسي، من هنا عملوا بقوة لصرف الناس عن ذلك، فوضعوا شعارات أرادوا منها أن تكون عناوين لعملية التغيير، وسخروا وسائل الإعلام الفضائية لتسويق ذلك، وبما أنه على أرض الواقع ليس عند الغرب كوادر كافية لقيادة عملية التغيير لمصلحته وبحسب شعاراته، فإنه قرر الاعتماد على الحركات الإسلامية المعتدلة التي تتبنى تفسيرًا عصريًا للإسلام يتوافق مع أفكاره وتوجهاته ويكون بعيدًا عن التفسير التقليدي الذي يتمسك بالنصوص والذي يدعو إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية. وأوكل إلى الحركات الإسلامية المعتدلة التي توافق على دفتر شروطه مهمة قيادة الشارع الشعبي المسلم واستيعابه.
وإزاء هذه الخطة الأوبامية الماكرة نرى تهالكًا لدى بعض الحركات الإسلامية وبعض الرموز وأصحاب المراكز الدينية الرسمية كالأزهر للموافقة على دفتر الشروط هذا، من غير مراعاتهم لجانب دين الله الحنيف، ومن غير فهم لواقع ما عليه الغرب من ضلال فكري واستعمار سياسي للمسلمين، ومن غير إدراكهم لمدى التقدم الذي يحرزه الإسلام على أرض الصراع الفكري والسياسي العالمي، ومن غير إدراكهم لمدى الانهزام والتقهقر الذي يواجه الغرب حضاريًا وسياسيًا.
وإننا نقول لهؤلاء: إن ما تشهده المنطقة الآن من ثورات هو فرصة ذهبية فلا تكونوا سببًا في ضياعها…نقول لهم: إن الغرب يغرق فلا تنقذوه. نقول لهم: لو اجتمع الغرب ومعه عملاؤه الفكريون وفضائياته المأجورة ليؤثروا على المسلمين لما استطاع أن يؤثر على المسلمين إذا ما وقفتهم في وجهه تعلنون العناوين الحقيقية للإسلام وتقدمون المشروع الإسلامي الحقيقي للأمة. فإن الأمة مع إسلامها، فهل تقبلون أن تكونوا سببًا في حرفها عنه؟.
نقول لهم: إذا كان الرسول r قد غضب لمجرد رؤية صحيفة من التوراة في يد سيدنا عمر وقال له: «أَمُتَهَوِّكُونَ؟ وَاللَّهِ لَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيْسَى حَيًّينِ لَمَّا وَسِعَهُمَا إِلاَّ إتِّبَاعِي» فماذا سيقول لكم عندما يرى منكم أنكم قد جعلتم منكر الغرب معروفًا ومعروف الإسلاممنكرًا؟!
نقول لهم: إن خطة أوباما لا تختلف عن خطة بوش السابقة من أنها خطة لمحاربة الإسلام كمشروع حضاري، فهل تقبلون أن تقفوا في صفه بدل أن تقفوا في وجهه؟ هل تقبلون أن تحرفوا الإسلام وتؤولوا نصوصه بحسب الفهم الغربي وتجعلون الله عليكم سلطانًا مبينًا؛ والله سبحانه وتعالى يقول: ]بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا[ وقال تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا[؟. نقول لهم؛ إنكم بعملكم هذا تتنافسون على النار ونحن بدعوتنا ننقذكم منها، أنتم تقدمون الغرب عدو الله وعدو المسلمين على أمتكم وعلى دينكم وعلى رسولكم وعلى ربكم، فبم ستبرئون ساحتكم أمام ربكم يوم القيامة؟
أن اخطر ما يزعج في الأمر أن الغرب الذي ينتظر إعلان وفاته ما زال يتصرف كالقوي، وأن المسلمين الذين ينتظر العالم كل العالم مشروعهم الحضاري ما زالوا يتصرفون بضعف وذلة ويحرصون على أن يكونوا في مؤخرة الركب.
نقول لهم: اسمعوا وعوا وانتفعوا مما نقول، نقول لهم إن الإسلام اليوم بات أقوى من أن يصده عن الحكم صادّ، حتى ولو وقفتهم في صفوف أعدائكم، فالأمة مهيأة اليوم لأن تقاد بالإسلام ولا تحتاج إلا أهل نصرة مؤمنين شجعان من جيوشها غيورين على دينهم وأمتهم، يهابهم الموت ولا يهابون إلا من الله تعالى؛ لتلتقي مع المؤمنين الصادقين الواعين الذين يحملون دعوة رسولهم بحق، والذين يترسمون خطاه بصدق، والذين يطمعون من ربهم وليس من غيره أن ينصرهم ويحفف بهم وعد رسوله الكريم بقيام الخلافة الراشدة الثانية التي تكون على منهاج النبوة؛ فتعيد إلى الإسلام سيرته الأولى حكمًا وعيشًا وجهادًا وانتشارًا حتى يقضي على يهود، ويفتح روما وسائر بلاد الكفر؛ فيعم الإسلام المشرق والمغرب، وكل هذا وعد الرسول في أحاديث مبشرات امتلأت بها أسماع المسلمين وينتظرون من الله سبحانه أن يحققها لهم.
نقول هذا ونستغفر الله لنا وللمسلمين، ونبرأ من كل عمل يغضب الله سبحانه قد يقوم به بعض المسلمين تحت عنوان الإسلام المعتدل. يقول تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ[
2011-08-05