العدد 295-296-297 -

العدد 295-296-297 – السنة السادسة والعشرون، شعبان ورمضان وشوال 1432هـ

مرة أخرى يفاجئ المسلمون الغرب

مرة أخرى يفاجئ المسلمون الغرب

مرة أخرى يفاجئ المسلمون الغرب بتطور حركة رفضهم للواقع وإرادتهم للتغيير والذي تجلى مؤخرًا بتفجر الثورات في بلادهم. والغرب يعي إذن رفض المسلمين للواقع الظالم المفروض عليهم من حكامهم يعني أولاً رفض من وراءه أي رفضه. يعي أن المسلمين بعامتهم إن لم يستطيعوا إدراك ذلك, فإن فيهم من الواعين من يدركه, وإن هؤلاء هم أقدر على إيصاله للناس منهم وإبطال سحره عليهم, لذلك يحاول الغرب أن يصل إلى الناس بأدوات محليه من جلدتهم وتتكلم بألسنتهم (الفضائيات, العلمانيين, والحركات الإسلامية المعتدلة…) على أن يبقى هو من وراء حجاب… ومرة أخرى يسبق المسلمون الغرب في التخطيط (وإن جاء عفويًا, ولكن له أسبابه الموضوعية) ويفرضون إرادتهم في التغيير, وهو يحاول جاهدًا أن لا يخرج الأمر من يده… ومرة أخرى يلوم الغرب أـجهزة استخباراته بأنها فشلت في تقدير حجم غضب المسلمين ومدى شعورهم بالظلم وبالتالي فشلت في تقدير حجم غضب المسلمين ومدى شعورهم بالظلم وبالتالي فشلت في تحديد موعد التفجير … ومرة أخرى يتراجع الغرب ويتقدم المسلمون.

وإنه لمخطئ من يظن أن الثورات صناعة غربيه. فما كان للغرب أن ينفذ خطة لما ينته من إعداد كل فصولها….ومخطئ من يعتبر أن المسلمين يطالبون بما يناسب الغرب عن قناعة بل عن تضليل. فالدولة المدنية لا تعني عندهم إلا أنها ليست دولة بوليسية استخباراتية, والحرية ليست عندهم سوى رفع الظلم وكم الأفواه عنهم, وكله ديمقراطية لا تعني سوى اختيار الحاكم بملء إرادة الناس فعليًا لا شكليًا. فالمسلمون لا يحملون ما يحمل الغرب من مفاهيم, وليس فيما يحملونه أي معنى معارض للإسلام. ولكنه التضليل الذي يمارسه الغرب كعادته الذي يعلم المستوى المنخفض الذي يكون عليه الرأي العام عادة, وأنه لا يملك وعيًا إلا بمقدار … وهنا على المسلمين الواعين المخلصين العاملين للتغيير أن يستفيدوا من محبة المسلمين لدينهم ومحبة التضحية في سبيله, ومن كرههم للكفر وما يمثله, ومن يمثله, ويضاعفوا جهودهم في المسلمين ليقربوا مسافة التغيير ويطووا بعدها. فالغرب متيقن أنه اتجاه ذلك لا يملك إلا تأخير التغيير… وهذا موقف الطرف الأضعف, وهذا يجعل الجميع عنده بانتظار: ما هي الخطوة المستقبلية المقبلة المفاجئة؟

لا شك أن ثورات المسلمين خطوة جادة في التغيير … ولم تبقى إلا خطوة واحدة تتبعها في الطريق الشرعي الصحيح, وهي خطوة أهل النصرة المؤمنين الصادقين الغيورين على دينهم وأمتهم, ليقضوا على القوة التي يحمي بها النظام الخائن لله ولرسوله وللمؤمنين نفسه, والموالي للغرب الكافر المستعمر, ويسلمونه إلى أهل الدعوة العاملين لإقامة الخلافة الراشدة من حزب التحرير فيتحقق بذلك وعد الله تعالى للمؤمنين: ]وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ[ ووعد رسوله الكريم: «ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» ويبدأ عصر عالمي جديد ينتشر فيه الحق وتتحقق فيه الفتوحات الإسلامية الموعودة. وهذا ما نتوقع أن يفاجئ المسلمون الغرب فيه. اللهم أصدقنا توقعنا هذا, إنك نعم المجيب.

فإلى هذا الخير العميم ندعوكم يا أهل النصرة من أهل الإيمان, وإنها دعوة الله لكم قبل أن تكون دعوتنا. وعلى الله قصد السبيل, وآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *