العدد 29 -

السنة الثالثة – العدد 29 – صفر 1410هـ، الموافق أيلول 1989م

فرنسا كانت ولا زالت عدوة للمسلمين

ورد في كتب التاريخ أن الفرقة الصليبية الفرنسية وصلت في 10 نيسان من عام 1099م إلى (عرقا) قرب طرابلس بقيادة (غودفروا) فانضم إليها الموارنة وتقدموا تلك الحملة الصليبية لإرشادها إلى القرى والمدن الإسلامية لإبادتها وذبح سكانها حتى وصلوا إلى القدس في 15 تموز من نفس العام حيث دخلها الصليبيون الفرنسيون وذبحوا جميع سكانها من المسلمين.

وفي عام 1191 قامت حملة بقيادة (غي دو لوزينيان) بغزو مدينة عكا وذبح سكانها البالغ عددهم عشرة آلاف نسمة رغم المفاوضات التي يجريها قائد الحملة مع البطل صلاح الدين لإطلاق سراحهم ولكنه غدر بهم ولم يلتزم باتفاقه مع صلاح الدين.

وفي عام 1212م قامت حملة صليبية فرنسية جديدة بالتوجه إلى سواحل بلاد الشام أطلق عليها حملة الصبيان وذلك لأن جل عناصرها من الصبيان نظراً لنقص الرجال بشكل حال كما يشير المؤرخون، ولكن تلك الحملة لم تصل إلى هدافها.

وفي عام 1860 أثر الحرب التي نشبت بين الموارنة والدروز بفعل دسائس فرنسا وانجلترا لإثارة القلائل في داخل الدولة العثمانية، نزل إلى اليابسة ستة آلاف جندي فرنسي بحجة حماية الموارنة هذا في لبنان، يضاف إلى ذلك حملة نابليون على مصر وفلسطين والاستعمار الفرنسي لتونس والجزائر والمغرب وجيبوتي والصومال وسوريا ولبنان، والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ويضاف إلى ذلك اشتراك فرنسا مع الانجليز في محاربة الدولة العثمانية دولة الخلافة وإسقاطها، ثم توقيع اتفاقية (سايكس – بيكو) مع الانجليز لتقسيم بلاد الشام ووضع فلسطين تحت الانتداب الانجليزي تمهيداً لإقامة دولة اليهود فيها، كل ذلك وغيره كثير قامت به فرنسا التي يصفها بعض الخونة من المسلمين بالدولة الصديقة.

فرنسا هذه تعود الآن من جديد. بإتباع سياسة تحريك الأساطيل. تلك السياسة التي درجت على استعمالها الدول الاستعمارية الكبرى لتخويف من يقف حائلاً دون تنفيذ مخططاتها أو من يقف في صف دولة استعمارية أخرى تنافسها على مناطق النفوذ. وفرنسا هذه كانت عدوة للمسلمين ولا زالت ولن تتغير نظرتنا إليها إذا صادقت بعض الأنظمة، أو إذا توقفت أبواق الإعلام عن هجوها، ولا يلتزم المسلمون هذا الموقف لأن الموجة السياسية والإعلامية هي ضمن هذا السياق،ـ وإنما لأن موقفهم من أعداء الإسلام والمسلمين هو موقف مبدئي لا يتبدل ولا يتغير تبعاً لتبدل التحالفات وتغير المصالح، بل هو موقف ثابت لا يتغير ولن يتغير بإذن الله سواء تجاه فرنسا أو انجلترا أو أميركا أو روسيا أو إيطاليا أو إسرائيل أو أية دولة طامعة تكيد للإسلام أو تتربص بالمسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *