العدد 200 -

السنة الثامنة عشرة رمضان 1324هـ – تشرين الثاني 2003 م

)وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ(

)وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ(

 

  • إن من يستقبل المحتلين في العراق أو فلسطين أو أفغانستان أو غيرها، ويتعاون معهم، ويقبل ولايتهم عليه، هو أكثر من عميل، وأكثر من خائن، إنه منهم، قال تعالى: ]وَمن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ منْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[[المائدة/51]. وكلمة منهم تعني أنه لم يعد من أمة محمد r، ولكنهم قومٌ لا يشعرون بعظم الجريمة التي يرتكبونها، بل يتهافتون على الخيانة والمروق، كما يتهافت الفراش على النار.

  • إن من يصدق أميركا بأنها منقذ هو من أغبى الأغبياء، فأميركا ليست (فاعل خير)، تتجول في العالم، تسأل عن الناس لإقالة عَثَراتهم، بل هي متعهد حروب، ومقاول فتن وحرائق في العالم كله، وهي لا تفكر سوى في مصالحها، وما تقوم به في العراق فكّرت وخططت له منذ عام 1958م، وها هي وثائق الكرملين التي أُفرج عنها مؤخراً، تؤكد أطماعها تلك، ويومها لم يكن صدام في السلطة، ولا حزبه كان، ولم تكن هناك أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، ولا أكذوبة الديمقراطية رائجة يومها.

  • إن أميركا تسعى منذ زمنٍ بعيد لكي يصبح وضع العراق مثل وضع بعض الدول المهترئة، التي يصول فيها السفير الأميركي ويجول في طول البلاد وعرضها، ويتدخل في كل شيء، حتى يكاد يتدخل في شؤون البيت الخاصة، ولم يبق إلا أن يُعطى حقيبة وزارية في هذه الأشباه من الدول، أو أن يعلن حاكماً مدنياً أعلى، ويا للأسف. إن أميركا تحلم بأن تصبح كل دولة مزرعة لها، وكل زعيم كارازاي لها، ومن يرَ غير ذلك فليعد النظر في عقله وفهمه السياسي.

  • إنّ أمْرَ اللَّه سَيَتمُّ رغْم أنف الماكرين، ولن يُخلف اللَّه سبحانه وعْدَه، وسينتهي عهد الكرازيات الصغار والكبار، رغم أنف المعوِّقين والمخذِّلين المنظِّرين لأميركا، العدوِّ الأول للمسلمين. ولكنهم لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم، وسَتَدُول دولة الكفر، قال تعالى: ]وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ[[آل عمران/140] q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *